لعل الإنفلات الأمني وسرقة الآثار وتخريب الأقصى، وإلغاء وزارة الآثار ثم عودتها، مع تغييرات واسعة بقيادات العمل الأثري، هي أبرز مشاهد عام 2011 الذي استهلته ثورة يناير المصرية . ومن بين أسوأ حدثين أثريين خلال العام ، حريق المجمع العلمي الأثري بمكتبته الهائلة التراثية والذي يعود لعصر الحملة الفرنسية أحداث العنف ضمن أحداث العنف بمجلس الوزراء ، ويشهد المجمع حاليا عملية ترميم . كما شهد العام خروج مصر لأول مرة من لجنة التراث العالمية باليونسكو في الانتخابات التي أجراها مركز التراث العالمي بمنظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وقد تم انتخاب كل من الجزائر وقطر باللجنة بعد نشاط ملحوظ لسفيري البلدين باليونسكو. آثار فلسطين
دعت وزارة الثقافة في الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة منظمة "اليونسكو" لحماية المقدسات والتراث الفلسطيني "الذي يتعرض للتخريب والهدم على أيدي المستوطنين تحت سمع وبصر الحكومة الإسرائيلية في مدينة القدسالمحتلة". ووافقت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في اجتماعاتها بباريس، على قرار بإبقاء مدينة القدسالمحتلة وأسوارها على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر والاستمرار في تطبيق آلية الرقابة على الموقع، وأعرب القرار عن الأسف لعدم امتثال إسرائيل لقرارات منظمة اليونسكو، قرارات لجنة التراث العالمي ذات الصلة. وأعلنت "يونسكو" عن مساهمة النرويج بنحو 2ر1 مليون دولار أمريكي لدعم مشروع اليونسكو لمركز ترميم المخطوطات الإسلامية في الحرم الشريف في القدس. خلال العام ، قررت بلدية القدس التي يسيطر عليها الكيان الصهيوني لأول مرة هذا العام منذ 1967 إطلاق أسماء عربية على شوارعها ، وبذا سيتمكن سكان القدس من استقبال بريدهم وفواتيرهم في بيوتهم للمرة الأولى منذ 44 عاما. كما حققت فلسطين نصرا تاريخيا على إسرائيل والولايات المتحدة بإعلان اليونسكو بأغلبية ساحقة انضمام دولة فلسطين إلى المنظمة الدولية ، رغم التهديدات بمنع المساعدات عن المنظمة.
وطالب العشرات من كبار علماء الآثار في العالم السلطات الإسرائيلية بالتوقف فورا عن أعمال بناء متحف إسرائيلي على مقبرة "مأمن الله" الإسلامية التاريخية بالقدس واحتجوا على المساس بالمقبرة.
كشوفات خلال العام، استعادت مصر قطعا أثرية في عدة متاحف من بينها خمس قطع من البرونز بالمتحف المصري، كما استردت مصر 122 قطعة أثرية تعود إلى عصور فرعونية ويونانية رومانية كانت قد خرجت بطرق غير مشروعة. وكذلك قطعتين حجريتين كانتا قد سرقا من مقبرة " حتب كا " بسقارة، والذي كان يشغل كبير مصففى القصر الملكى ويرجع تاريخها لعصر الأسرة الخامسة (2600 ق.م) . وتمكنت مصر أيضا من استعادة تسعة عشر قطعة أثرية ترجع لعصر الملك توت عنخ أمون من متحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك. أما عن الكشوف الأثرية فقد تمكنت بعثة مصرية من العثور على أضخم وأكبر تمثال للملك أمنحتب الثالث حتى الآن، والذي يبلغ ارتفاعه 13 مترًا و65 سنتيمترا، ويتكون من 7 قطع كبيرة وهو منحوت من الكوارتزيت الملون وكائن بمحافظة الأقصر. كما اكتشفت البعثة الأثرية الفرنسية العاملة بمنطقة "صان الحجر" بالشرقية مئات الكتل الحجرية الملونة والمنقوشة بالحفر الغائر، والتي أعيد استخدامها لبناء جدران البحيرة المقدسة لمعبد الآلهة موت بمعابد "صان الحجر". وكشفت نفس البعثة بمنطقة "بلاط " بمركز الداخلة بمحافظة الوادي الجديد عن مجموعة من القصور القديمة لحكام من الأسرة الفرعونية السادس. واكتشفت أيضا البعثة المصرية العاملة بحفائر منطقة طريق الكباش بمنطقة معبد الأقصر، بقايا آثار إسلامية وقبطية من مآذن، منارات، قباب وكنائس قديمة، وأربع لوحات أثرية بمنطقة اللشت ودهشور. كما كشفت حفائر في منطقة "عين السبيل" بالواحة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد في الكشف عن موقع مدينة أثرية تعود للعصر القبطي (القرن الرابع الميلادي) يتوسطها كنيسة شيدت على الطراز البازيليكى. وقد شهد العام إنشاء وزارة للآثار مستقلة عن وزارة الثقافة رأسها د. زاهي حواس الذي كان أمينا للمجلس الأعلى للآثار، ثم أعلن عن تولي د. عبد الفتاح البنا مسئولية الوزارة الذي استقال عنها، وتم عودتها بعد ذلك إلى مجلس أعلى للآثار الذي لم يعد تابعا لوزارة الثقافة ، وكان د. محمد عبد المقصور أمينا له، ثم د. محمد عبدالفتاح، وبعد ذلك تحول المجلس مرة أخرى إلى وزارة للآثار في حكومة الجنزوري وحاليا د. مصطفى أمين أمين المجلس، د. محمد إبراهيم وزير الآثار. ومن الأحداث المؤسفة ، انهيار وهبوط أرضي بأهم منطقة أثرية بمدينة الفيوم، والتي تضم مسجد قايتباي وحمام تركي ومسجد الروبي الذي يبعد عشرات الأمتار عن مكان الهبوط. كما تم حرق المجمع العلمي وهو مبنى أثري تم بناؤه منذ الحملة الفرنسية، وانهار جدار المجمع الملاصق لمجلس الشورى. مشروعات أثرية ضمن المشروعات، شهد العام ترميم مركب الملك خوفو الثانية بالهرم، والذي يتم بالتعاون مع اليابان. ورست مناقصة تنفيذ وتشييد المرحلة الثالثة والأخيرة من مشروع المتحف المصري الكبير على شركتى بى سيكس البلجيكية وأوراسكوم المصرية. وانتهت أعمال الترميم والصيانة التي أجريت لمبنى فندق كتراكت الأثري تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار وإعادته إلى أصوله الأثرية من جديد. من جانب آخر وافقت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية هذا العام على تنفيذ مشروع ترميم قصر الأميرة "سميحة" بالزمالك والتي تشغله مكتبة القاهرة الكبرى الآن .كما قرت اللجنة إزالة الدعامات الداخلية التي أجرتها الشركة المنفذة لترميم جامع الظاهر بيبرس، وذلك لاستخدمها الطوب الرملي "الوردي" مخالفة لبنود مقايسة المشروع. وتم إعلان قرب افتتاح متحف وزارة الري بمدينة أسوان بتكلفة تصل إلي 84 مليون جنيه، ويضم متعلقات الري التاريخية وصالات عرض تحكي قصص وتاريخ ونجاحات الري. كما تقرر حصر شامل لجميع الأراضي أو المواقع الأثرية المملوكة للمجلس الأعلى للآثار أو الخاضعة لقانون حماية الآثار على مستوى جميع محافظات مصر، وإرساء قاعدة علمية فريدة بإنشاء "مركز بحوث الآثار" يضم العاملين بالمجلس الحاصلين على الماجستير والدكتوراه للاستفادة من أبحاثهم العلمية. كما افتتح مشروع حماية خمسة معابد فرعونية من مخاطر ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالبر الغربي بمدينة الأقصر. وخلال العام أعلنت مصر التعاون في مشروع ترميم هرم زوسر المدرج، المدرج ضمن قائمة التراث العالمي. الآثار العربية خلال العام استرجعت الجزائر خلال السنوات الست الأخيرة أكثر من 85 ألف قطعة أثرية مصنفة ضمن التراث الوطني سرقت من المتاحف والمواقع الأثرية المنتشرة خاصة في شرق البلاد وجنوبها. وكشفت دائرة الآثار بمدينة حماة السورية عن مغارة أثرية تضم ستة مدافن تعود للفترة البيزنطية في موقع قريب من بلدة السلمية. كما عثرت البعثة الأثرية السورية الطارئة العاملة في محافظة الرقة بموقع "حويجة حلاوة" على ضفة بحيرة الأسد في ناحية الجرنية على لوحة فسيفسائية كبيرة مستطيلة الشكل يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي. كما تم اكتشاف موقع أثرى بالغ الأهمية للتاريخ الإنساني يرتبط بحياة النبي يحيى عليه السلام، في منطقة وادي الأردن. وظهرت دراسات حديثة عن الحضارة الجرمانية الليبية التي تعمد نظام القذافي تجاهلها في تاريخ بلاده، وأكدت أن هناك كنوز قد تكتشف عن حضارة امتدت لما يقرب 1500 عام لليبيا، وقد تدرج بالتراث الثقافي العالمي . كما أعلن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، استكمال مشروع تطوير وتأهيل وتوسعة متحف منطقة الجوف خلال الفترة المقبلة بمبلغ يقدر بنحو 28 مليون ريال. وأعلن اكتمال عملية حفر خارطة معبد "الإله آمون" والكشف عن المعبد الذي يقع في منطقة "الضانجيل" الأثرية شمال مدينة "بربر" حيث يعود تاريخ المعبد للقرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي ضمن ما تعرف ب "الحضارة المروية" . كما أعلن نجاح جهود تسجيل "السدو: مهارات النسيج التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة" في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية الذي يحتاج إلى صون عاجل. وقد احتضن متحف "الإرميتاج" في سانت بطرسبرج بروسيا معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور"، وذلك بعد أن سبق واستضافه كل من متحف "اللوفر" بباريس ومؤسسة لاكاشيا في برشلونة بإسبانيا.