رحلت أمس السبت المطربة، الكبيرة "شهرزاد"، في هدوء تام وكما عاشت في السنوات الأخيرة من حياتها، عن عمر يناهز ال 85 ، في منزلها الهادئ المطل علي النيل بالعجوزة، والعزاء مساء اليوم بمنزل عائلة نجلها الفنان يسري رمزي في 27 شارع مكرم عبيد. "شهرزاد" أحد أهم رموز زمن الطرب الأصيل، اشتهرت بأغنيات "عسل و سكر" ،"اديني من وقتك ساعة " ،"يا ناسيني"، "احب اسمك"، وأثرت المكتبة الموسيقية بحوالي 300 أغنية. قدمت للسينما العديد من الافلام منها :أمير الدهاء، زينب، ابن البلد، عاشت في الظلام، الأحدب وغيرها، إلى جانب ما قدمته للإذاعة، فقدمت أربعة أوبريتات هي :العشرة الطيبة، ألف ليلة وليلة، يا ليل يا عين والباروكة. وصف صوتها بالكنز الذي لا يفني ولقبت بمطربة الثورة، لأنها أحيت حفل الجيش ليلة قيام ثورة 23 يوليو 1952، وكتب الرئيس الراحل أنور السادات عن شجاعتها في كتابة "صفحات مجهولة"، حين قبلت إحياء الحفل بعد اعتذار أم كلثوم عنه . تعاونت مع كبار ملحني عصرها، ومنهم : محمد عبد الوهاب، فريد الاطرش ، بليغ حمدي، محمد الموجي ، السيد مكاوي و رياض السنباطي الذي لحن لها رائعة " يا ناسيني " والتي كانت سبب خلاف بينه و بين أم كلثوم، التي عاتبته علي تقديم هذا اللحن لشهرزاد دونها، ورغم ما تردد عن محاربة كوكب الشرق أم كلثوم لشهرزاد، إلا أن المطربة الكبيرة كانت تصر دومًا علي التأكيد علي المكانة الكبيرة التي تحملها لأم كلثوم، التي احتضنتها في بدايتها وكانت سببًا في زواجها من الفنان محمود رمزي عازف التشيللو الأول في فرقة أم كلثوم ، كما أشارت أكثر من مرة لأن أم كلثوم كانت تطرب كثيرًا لصوت شهرزاد . ولدت شفيقة محمد السيد الشهيرة بشهرزاد في 8 يناير ،1928 لعائلة من أصول ريفية تعيش في الحلمية الحديدة، رفض والدها التاجر عملها بالفن لكن موهبتها فرضت نفسها، وكانت انطلاقتها بعد زواجها من الفنان محمود رمزي الذي ظل طوال حياته، السند الأكبر لها، وصاحبها في كل خطواتها وحفلاتها وكان عاشقا لصوتها، وساعدها على دراسة الفن علي يد اساتذة محترفين. نالت شهرزاد عدد كبير من الجوائز و التكريمات منها وسام الاستحقاق التونسي من الرئيس الحبيب بورقيبة و تكريم من الرئيس السادات و كرمتها اكاديمية الفنون 2007 . أخبار مصر- البديل