ذكرت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية أن وزارة الخارجية الفرنسية تشهد أضطرابات غير مسبوقة، حيث أنه خلال الحرب على مالي تم استبدال ثلاث مسئولين عن ملف الساحل الإفريقي إجبارياً. وأفادت الصحيفة، أن قيام وزير الخارجية الفرنسي لورا فابيوس بإعفاء نائب المدير المختص بمنطقة الساحل الإفريقي لورا بيجو من منصبه في نهاية فبراير الماضي كان بمثابة الصدمة للجميع داخل وزارة الخارجية وخارجها، ويأتي هذا الحدث ليذكر الكثير من الدبلوماسيين والمحللين السياسيين بعملية الإبعاد التي مارسها فابيوس، للكثير من الدبلوماسيين المختصين بهذا الملف من قبل. كما انه منذ بضعة أسابيع قليلة تم استبدال المختص الرسمي بملف الساحل الإفريقي جا فيلكس باجنون، كما قام وزير الخارجية الفرنسي أيضاً بالاستغناء عن المسئولة في إدارة ملف غرب أفريقيا اليزبت باربير في أكتوبر الماضي وذلك "لأنها لا تتفق مع مزاج وزير الخارجية"، وقد سبق وان أشارت باربير بنفسها لصحيفة " لو فيجاروا " أنها أجبرت على ترك منصبها. غير أن هذه الإجراءات التي يتخذها وزير الخارجية الفرنسية تطرح العديد من التساؤلات حول أسباب القيام بالاستغناء "الجبري" عن مسئولي هذا الملف في نفس الوقت الذي تشن فيه فرنسا عملية عسكرية في مالي، واوضحت الصحيفة أن هذه القرارات، خاصة فيما يتعلق بإستبدال لورا بيجو وفيليكس باجنو، توحي بأن العملية العسكرية في مالي قد خلقت وضاعفت الكثير من النزاعات والخلافات داخل وزارة الخارجية ، كما طرحت داخل العديد من الدبلوماسيين تساؤلات حول الدور الذي ستتخذه فرنسا في الفترة المقبلة في مالي وكذلك مسار تسوية هذه الأزمة السياسية. وعلى صعيد آخر أطلق لورا بيجو المختص بملف الساحل الأفريقي،- في يوليو 2012 خلال مؤتمر عقد في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية -، انتقادات لاذعة ضد الحكومة المالية مستنكراً الفساد المتزايد داخل المؤسسة الرئاسية المالية قبل وبعد الانقلاب العسكري، كما أشار بيجو أيضاً إلى سياسة " الوجهة الديمقراطية" التي تفرضها الرئاسة والحكومة في مالي بمعنى أن الحكومة المالية الحالية تحاول أن تصدر صورة ديمقراطية تختلف عن واقعها الحقيقة. أوضح بيجو على أن الحكومة المالية نفسها هي التي ستسقط الدولة. وشددت الصحيفة الفرنسية أن أفكار وسياسات لورا بيجو الواضحة من خلال هذه التصريحات هي السبب في قيام وزير الخارجية الفرنسي باستبداله، حيث إن القوات الفرنسية في مالي تدعم الرئاسة والحكومة المالية، كما أنه وفقا لدبلوماسي فرنسي أن فابيوس يستخدم " السوط " مع كل من يخالف سياسته، واوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الفرنسية قد جهز فريقه الخاص الذي لا يمكن أن يعارضه من أجل المعركة في مالي.