ذكرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية اليوم، السبت، أن الحرب الجارية فى مالى والتى بدأتها باريس بالتدخل العسكرى قبل منتصف يناير الماضى تلقى بظلالها فى داخل وزارة الخارجية الفرنسية "كيه دورسيه". وأضافت الصحيفة أن الدبلوماسي المسئول عن غرب أفريقيا بالخارجية الفرنسية، لوران بيجو، المعروف بصراحته، أعفى من منصبه بين ليلة وضحاها ، مشيرة إلى أنه وخلال الحرب في مالي، هذا البلد الذي كان مسئولا عنه في وزارة الشئون الخارجية، فإن الدبلوماسي المسئول عن غرب أفريقيا واقالته من منصبه تعكس وجود أزمة صغيرة فى الكواليس الخفية لإدارة الخارجية الفرنسية فى عهد لوران فابيوس. وأوضحت "ليبراسيون" أن إعفاء هذا الدبلوماسى من مهامه تأتى بعد فترة قليلة من الواقعة المماثلة التى طالت المدير السابق للادارة إفريقيا، إليزابيث باربيي (التى حل محلها جان كريستوف بليار) وجون فيليكس باجنون الذى كان مسئولا لبعض الوقت عن ملف منطقة الساحل الافريقى لدى الخارجية بباريس . وأشارت "ليبراسيون" إلى أن لوران بيجو المعروف عنه الصراحة وله خبرته في هذا المجال الحساس للغاية، يظهر دائما دون تكلف ، حيث أعرب خلال شهر يوليو الماضى ، فى مؤتمر بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ، عن وجهة نظره "الشخصية"، وبصراحة، بشأن الأزمة في مالي، معتبرا أن شهادته ستبقى سرية ولكن وبحسب الصحيفة - تم تصويره من قبل المعهد، وطرح مداخلته على الانترنت. وأضافت أن الدبلوماسى المذكور تطرق فى تلك المداخلة إلى رؤيته للوضع في مالي التى وصفها ب"الديمقراطية الزائفة" ، كما أعرب عن قلقه البالغ بشأن استقرار بوركينا فاسو المجاورة. وأشارت إلى أن الدبلوماسى الفرنسى وقبل بدء العملية العسكرية في مالي، كان متشككا من نهج عسكري بحت للأزمة في منطقة الساحل، خوفا من تأثيرات على منطقة هشة للغاية بالفعل.