اعلن دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس ان فرنسا قررت استئناف تعاونها العسكري مع مالي الذي قطع منذ انقلاب آذار/مارس، بينما يجري الاعداد لارسال قوة اجنبية لاستعادة شمال البلاد التي يسيطر عليه اسلاميون مسلحون. وقال جان فيليكس باغانون الموفد الفرنسي الخاص الى منطقة الساحل قبل مغادرته باماكو مساء الاحد "في ما يتعلق بالمسألة العسكرية، اكدت فرنسا استعدادها للتعاون مع مالي في هذا المجال". واضاف "كنت في الواقع مكلفا ابلاغ محاورينا الماليين بذلك وان اقول لهم اننا مستعدون لذلك". واكد فيليكس باغانون انه "بحسب ما هو ضروري، اتخذ القرار المبدئي لتلبية احتياجات الجيش المالي" بما في ذلك ارسال مدربين عسكريين لتأهيل جيش يعاني من نقص التجهيز وتراجع المعنويات بعد هزيمته في الشمال امام المجموعات المسلحة. وعلق التعاون العسكري بين فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، ومالي بعد الانقلاب الذي اطاح نظام الرئيس امادو توماني توري وسرع سقوط الشمال بايدي جماعات اسلامية بينها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وكان مجلس الامن الدولي تبنى في الثاني عشر من تشرين الاول/اكتوبر قرارا امهل فيه دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا 45 يوما لتوضيح خطط تدخلها العسكري من اجل استعادة شمال مالي الذي تحتله منذ نيسان/ابريل حركات اسلامية مسلحة. وصرح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان منتصف الشهر الجاري انه من المحتمل حصول تدخل عسكري افريقي في شمال مالي في غضون "بضعة اسابيع" للتصدي لما يتحول الى "ملاذ ارهابي". وقال لو دريان "انها مسالة اسابيع، ليست مسالة اشهر عدة بل اسابيع"، مذكرا بالخطوات الواجب اتباعها بعدما حصلت دول غرب افريقيا من مجلس الامن الدولي على تفويض لوضع خطط مفصلة لتدخل من هذا النوع. وشدد الوزير الفرنسي على ان "هناك قرار الاممالمتحدة الواجب احترامه". واقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد بان تدخلا عسكريا ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في شمال مالي سيكون "صعبا" ويتطلب مشاركة "قوات محنكة". وفي تصريح لاذاعة اوروبا-1 وقناة اي-تيلي اللتفزيونية قال فابيوس ان "الاممالمتحدة واوروبا اجازتا المساعدة على تدريب القوات المالية وهذا يمكن ان يبدأ من الان"، وذلك في اشارة الى قرار مجلس الامن الدولي. واضاف ان "القوات المالية ستتدرب ثم ستحاول استعادة مدن شمالية مثل تمبكتو وكيدال (...)" مؤكدا انه "يمكن انجاز ذلك خلال الاسابيع المقبلة اي قبل نهاية السنة وبداية السنة الجديدة وعلى قادة الاركان ان يقرروا ذلك". وتابع فابيوس "بعد ذلك هناك عملية اخرى اصعب بكثير هي مواجهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وفروعه وهنا لا بد من قوات محنكة"، لكنه اكد ان باريس سيكون لها "دور وسيط" وانها لن ترسل "قوات على الارض". واضاف "على الافارقة ان يواجهوا ذلك" لكن "اذا تمت مهاجمة الارهابيين المنتشرين في الشمال فستقدم مساعدة"، لافتا الى توفير وسائل "استخباراتية وتنصت".