«الشيوخ» ينتقد أوضاع كليات التربية.. ووزير التعليم العالى: لسنا بعيدين عن الموجود بالخارج

أحال مجلس الشيوخ، خلال الجلسة العامة، أمس، الدراسة المقدمة من النائبتين هبة مكرم شاروبيم، ورشا أحمد مهدى، بعنوان «كليات التربية فى جمهورية مصر العربية بين الواقع والمأمول» إلى الحكومة لتنفيذ التوصيات الواردة بها، حيث انتقد عدد من النواب أوضاع كليات التربية، فيما أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى، أن الوزارة ليست بعيدة عن الموجود بالخارج.
واستعرضت هبة شاروبيم، عضو لجنة التعليم بمجلس الشيوخ، تقرير اللجنة، مؤكدة وجود فجوة كبيرة بين واقع كليات التربية الحالية، ومتطلبات إعداد المعلم، فالعديد من كليات التربية فى مصر تواجه تحديات متعددة، أبرزها ضعف التكامل بين الجوانب النظرية والتطبيقية فى برامج إعداد المعلمين، وانفصال المناهج عن احتياجات المجتمع ومتطلبات سوق العمل.
وأشارت إلى وجود قصور فى برامج التدريب العملى، مما يؤدى إلى تخرج معلمين يفتقرون للخبرة الميدانية، وضعف برامج التنمية المهنية المستدامة للخريجين والمعلمين العاملين، فضلاً عن تفاوت كبير فى جودة الأداء بين الكليات، وغياب آليات التقييم المستمر.
وانتقد السيد عبدالعال، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع بالمجلس، وضع المدارس الحكومية، قائلًا: «اليوم لا نجد مدارس ولا طلابًا ولا معلمين ولا ملاعب، كما قال البعض».
وتابع: «مش عارف إزاى المعلم يتخرج من كلية التربية يشتغل معلم، لا توجد جهة تعطى ترخيصًا لخريج بالعمل فى مهنة التعليم، فهى مسؤولية أكثر جسامة وأهمية، لذا أشفق على وزارتى التعليم العالى والتربية والتعليم أنهما وحدهما المسؤولتان عن هذا الملف، لكن الأمر مرتبط بخطة دولة كاملة فى كل المجالات»، واعترض «عبدالعال» على مداخلة بعض النواب بشأن أن المدارس الحكومية شهدت تطورًا حيث أُنشئت بها ملاعب رياضية، وقال: «اليوم فى المدارس الحكومية لا توجد مدارس ولا معلم ولا ملاعب ولا تلميذ».
وطالب طارق عبدالعزيز، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بالمجلس، بضرورة وضع قيود على كليات التربية وشروط صارمة واختبارات قبل التحاق الطلاب بها.
وتابع: «إذا لم يلتحق طالب بكلية من كليات القمة (طب، صيدلة، هندسة...) يلجأ إلى كليات (الجراج) التربية، الآداب، الحقوق، التجارة، هذا الجراج هو الذى يتخرج فيه طلبة التربية والمدرسون اليوم».
وأكد الدكتور إيهاب وهبة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى بمجلس الشيوخ، أن المعلم هو مستقبل هذا الوطن، مؤكدًا أن هناك بعض الدول، مثل سنغافورة، تضع كليات التربية فى مقدمة الاهتمام.
وتساءل حول ما إذا كان هناك ربط بين كليات التربية واحتياجات المعلمين، مشيرًا إلى أن كليات التربية بها بعض التخصصات غير مطلوبة، وانتقد ما وصفه ب«الحشو» فى مناهج كليات التربية، موضحًا أن وجود بعض الخريجين غير المؤهلين تسبب فى وجود معلمين ليسوا على قدر كافٍ من الكفاءة.
وقال الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى: «لسنا بعيدين عن التوصيات التى تتضمنها الدراسة البرلمانية، ونعمل على تحقيق هذه التوصيات لتطوير منظومة التعليم العالى، وإحنا مش بعيد عن الموجود فى الدراسة، وقريبين قوى من الموجود فى الخارج».
وأعلن الوزير عن تطبيق نظام «كوزن» فى التعليم المصرى فى سبتمبر المقبل، وهو نظام يابانى يبدأ بعد المرحلة الإعدادية ومدته 5 سنوات، ويحصل الطالب على دبلومات عليا مثل الكليات التكنولوجية، ويمكن بعدها استكمال عامين للحصول على البكالوريوس، مشيرًا إلى أن هناك برامج جديدة لمعلمى الرياضيات والعلوم، ودبلومًا للمعلمين من غير خريجى كليات التربية لتأهيلهم للتعليم مع تنمية المواهب البحثية وإكساب مهارات.