قال الكاتب الأمريكي الشهير، ديفيد اجناتيوس، إنه في الوقت الذي تنحدر فيه الحكومة المصرية والإخوان المسلمين نحو الهاوية المالية، فإن السياسة الصحيحة التي يجب أن تتبعها الولاياتالمتحدة أصبحت مسألة صعبة وملحة. وأضاف "اجناتوس" فى مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" بعنوان "مصر تنزلق نحو الخراب" أن الحقائق الاقتصادية صارخة جدا، فاحتياطيات مصر من العملة الأجنبية كانت 13.5 مليار دولار في فبراير، والتي يمكن أن تغطي أقل قليلا من ثلاثة أشهر من الواردات ومؤشرات البورصة شهدت انخفاضا 5% هذا الأسبوع مما ينذر بالخطر. وأكد أنه " مع ذلك، لم تفعل حكومة الرئيس محمد مرسي شيئا يذكر لوقف هذا التدهور الاقتصادي، حيث أن مرسي كان مترددا على مدى عام في التفاوض على حزمة إنقاذ من صندوق النقد الدولي "، مشيرا أن مرسي يؤخر في القرض لأنه يخشى غضب الرأي العام من تنفيذ البرنامج الاقتصادي الذي يتطلبه قرض النقد الدولي، والذي يتضمن خفض الدعم. وأوضح الكاتب الامريكى أن الولاياتالمتحدة وحلفاؤها راهنوا قبل عامين على أنه إذا تولت جماعة الإخوان المسلمين السلطة في مصر، فإنها ستضطر للتعامل مع مسئوليات الحكم، لكن مرسي حتى الآن لم يظهر أسلوب القيادة الذي كانت تأمله الولاياتالمتحدة. وتساءل الكاتب عن خيارات السياسة الأمريكية مع اقتراب مصر من حافة الهاوية، لافتا أن المعارضة العلمانية في مصر جنبا إلى جنب مع الأنظمة المحافظة في الخليج العربي يريدون أن تترك الولاياتالمتحدة مرسي ليفشل.. كما يأملون أن المصريين سيرفضون مرسي وحزبه في الانتخابات البرلمانية التي تأجلت بسبب مسائل قانونية. ورأى نه من الواضح أن واشنطن تريد لمرسي النجاح خوفا من أن البديل سيكون الفوضى أو انقلاب عسكري، خاصة أن الجيش المصري ينتظر بالفعل في وضع استعداد، وبعض الجنرالات حريصين جدا على التدخل. وأكد "اجناتيوس" أن مرسي كان قادرا على تجنب اتخاذ قرارات صعبة حاسمة وذلك يرجع جزئيا إلى المساعدة الطارئة من قطر، التي ضخت حوالي 7 مليار دولار في احتياطيات العملة الأجنبية لمصر، لهذا ينبغي أن تكون رسالة الولاياتالمتحدة لقطر ما يلي: "أوقفي تمكين مرسي من الهروب من الواقع الاقتصادي". واختتم الكاتب مقاله قائلا إن: لعل أكبر مفاجأة هي أن حكومة الإخوان المسلمين في مصر لديها علاقة أفضل مع إسرائيل اليوم عن تركيا، التي هي حليف تقليدي لتل أبيب.. وهذا قد يكون أفضل كارت لمرسي مع واشنطن التي تتبنى مبدأ "أيا كانت إخفاقات مرسي كرئيس لمصر، فإنه لا يثير متاعب لإسرائيل". Comment *