من أبرز الأحداث التي شهدها قطاع البترول خلال الأسبوع، "تسمم المياه الجوفية بصحراء البحر الأحمر بعد تسرب مادة "السيانيد" السامة التي تستخدم في عمليات التنقيب العشوائي عن الذهب" وقد أجبرت تصريحات الجيولوجيين وزير البترول المهندس أسامة كمال لعقد اجتماع طارئ يوم العطلة الأسبوعية "الجمعة الماضية" مع القبائل النوبية التي تسيطر على هذه المناطق ومحافظ البحر الأحمر اللواء محمد كامل. تناول الاجتماع البحث عن آلية لتقنين أوضاع التعدين العشوائي للاستفادة القصوى من الخامات التعدينية التى تتمتع بها المنطقة والقضاء على البطالة... جاء ذلك وفق تصريحات الوزير ولم يشر من قريب أو من بعيد إلى تسمم المياه الجوفية. أثارت هذه التصريحات غضب العديد من الجيولوجيين الذين انتقدوا وزير البترول على تجاهله لما وصفوه بالكارثة، مؤكدين أن الوزير ليس لديه رؤية واضحة للتعامل مع مشاكل القطاع ، كونه لا يمتلك الخبرة الكافية . من جانبه أكد الدكتور حسن بخيت، رئيس اتحاد الجيولوجيين العرب، أن وزير البترول تعامل مع هذه القضية بشكل سياسى بحت لا يمت الى التقنية والتخصص بشئ، قائلا "فاقد الشئ لا يعطيه"، وأضاف أن الوزير ليس لديه خلفية عن قطاع التعدين تمكنه من التعامل معه والقضاء على مشكلاته، مشددا على ضرورة مشاركة الجيولوجيين في اتخاذ القرار داخل الوزارة لمواجهة مشاكلهم، كما طالب الجهات المختصة بسرعة وقف عمليات التعدين العشوائي بشكل فوري. وفى السياق نفسه شهدت وزارة البترول الاجتماع الأول والثاني لوزراء المجموعة الاقتصادية برئاسة الوزير، لمناقشة التحديات التى تواجه المواطن فى الحصول على احتياجاته ووضع حلول عملية وسريعة تضمن القضاء على ذلك من خلال التعاون بين كافة الوزارات المعنية، بالإضافة إلى الزيارة الميدانية التي قام بها وزير البترول الى حقول الصحراء الغربية ليؤكد على زيادة الإنتاج خلال الفترة القادمة، لمواجهة الطلب المتنامى على المشتقات البترولية وفتح الباب أمام المستثمرين بالمنطقة . كما أعطا وزير البترول إشارة بدء تشغيل أول منزل بالغاز الطبيعى بمنطقة المعصرة تنفيذا لخطة الحكومة والتى تتضمن توصيله إلى 2 مليون وحدة سكنية خلال الفترة من يناير 2013 حتى يوليو 2014 ، واختتم وزير البترول هذا الأسبوع برئاسته للجمعيات العامة للشركات القابضة للغازات والبتروكيماويات وجنوب الوادى للبترول لاعتماد الموازنات التخطيطية للعام المالى 2013/2014. وفيما يتعلق بازمة السولار التى اجتاحات مناطق عديدة بمختلف محافظات مصر والتى لم تسلم القاهرة الكبرى منها ، نفى "كمال" وجود أية ازمات فى المحروقات بالسوق المحلى مؤكدا على ضخ كميات اضافية عن الاستهلاك الطبيعي من أجل تلبية احتياجات المواطنين . ويرى الدكتور جمال القليوبي، أستاذ البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية، أن الوزير لم يقدم أي حلول جذرية لكافة مشاكل القطاع، واكتفى بحلول مؤقتة مثل زيادة الكميات التى لم تفلح فى القضاء على الأزمة، مضيفا أن الوزير يتبع نفس سياسات الوزراء الذين سبقوه من حيث عدم امتلاكهم رؤية مستقبلية للقضاء على المشكلات بشكل جذري والاكتفاء بقرارات "تسكن" الأزمة ولا تقضى عليها. وأضاف القليوبي أن أسامة كمال أكثر سوءا عمن سبقه من الوزراء، بوضعه الحكومة فى مواقف محرجة، نظرا لاستراتيجية المواد التى يتحكم بها والتى يستخدمها جميع شرائح المجتمع ، حيث أثبتت أنه لا يستطيع مواجهة المشكلات الطارئة بل والمتأصلة بالقطاع . أخبار مصر - اقتصاد - البديل Comment *