أبدت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أسفها الشديد وخيبة أملها في أن يلعب المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر دورا حقيقيا وجادا في الدفاع عن حقوق الإنسان، في ظل استمرار دوره في تلميع صورة الحكومات العربية التي تهدر حقوق الإنسان سواء في عهد مبارك أو عهد مرسي، وآخرها الحكومة القطرية، مؤكدة أن الثورة المصرية لم تغير الدور المتواطئ الذي لعبه المجلس أثناء حكم الرئيس السابق حسني مبارك فقد بقت السياسات وتغيرت الشخوص. وتعجبت الشبكة من تصريحات رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان المستشار حسام الغرياني الذي اشتهر عنه سابقا دفاعه عن استقلال القضاء بالاشادة بحقوق الإنسان في قطر أثناء زيارته لها ، والتي قال فيها " أينما حللت من العالم العربى، أسمع شكوى تتعلق بحقوق الإنسان حتى من الوافدين، أما فى قطر فلم أسمع شكوى من أى أحد بأن حقوقه تُنتهك، وأن حقوق الإنسان فى قطر محل رعاية واهتمام الدولة، مشيرا على أن قطر من الدول القليلة التى ترعى حقوق المواطن بل حقوق المقيم الذى يعيش على أرضها". أضافت الشبكة أنه إذا كان الغريانى لا يعلم عن المعارض السعودي المهدد بالترحيل عن قطر " مشعل ذعار المطيري" أو الشاعر القطري" محمد بن الذيب العجمي" المحكوم عليه بالسجن المؤبد بسبب قصيدة شعرية فهذه " مصيبة"، أما إذا كان يعلم وأغمض بصره ، فهذه" مصيبة أشد ". وأشارت الشبكة الى أن المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر والذي شكله الديكتاتور السابق حسنى مبارك في عام 2004، كان قد دأب على التغاضي عن الانتهاكات الجسيمة التي مارسها نظام مبارك ضد المواطن المصري ، ودورا أسوأ في تلميع صورة الطغاة العرب من أمثال زين العابدين بن علي، مما حدا بالشبكة العربية لرفض التعاون معه والتنديد بدوره السلبي والسيئ، ورغم ثورة مصر وثورات الشعوب العربية إلا أن التغييرات التي طرأت على هذا المجلس لا تعدو أن تكون تغييرات في الأشخاص ، دون تغيير في الدور السيئ أو الممارسة المتواطئة على حقوق الإنسان. وأكدت الشبكة أن هذه المرة شعورها بالآسف أشد وبالمرارة أعمق، متساءلة كيف يقبل المستشار الغرياني بعد تاريخه الطويل المجيد أن يلعب دور المحلل لحكومات لا تكترث بحقوق الإنسان ولا تبدي اي اهتمام بها فهذه " سقطة فادحة " تتطلب جهدا حقيقيا وصادقا حتى يتخلص منها ويستعيد المصداقية مرة أخرى. Comment *