كما اقسموا بالضبط , لم يحنثوا بالقسم.. الدستور ده هايتمرر بأى تمن, بأى تمن. مات من مات وأصيب من أصيب , كل هذا بالنسبة لهم لا يمثل أى شىء, المهم أن يتم تمرير هذا الدستور بأى ثمن. وعندما لاح الخطر فى الجولة الأولى وتقاربت نسبة المصوتين ب لا من المصوتين بنعم وتوقع البعض انه ربما تكون النسبة النهائية بعد الجولة الثانية بأغلبية ل لا. ازدادوا رعونة وإصرارا على تمرير الدستور حتى لو بطرق غير شرعية , تسويد بطاقات , تصويت جماعى , توجية للناخبين داخل اللجان , طرد مراقبين ,قطع الكهرباء عن قرى قد تكون بها الاغلبية ل لا. وأخيرا تم تمرير الدستور , بنسبة لا تتجاوز 65٪ رغم كل الانتهاكات ورغم عدم توفر الاشراف القضائى الكامل ورغم عدم التنظيم ورغم كل التجاوزات. وأقيمت الأفراح والليالى الملاح , وعادت مرة اخرى نبرة موتوا بغيظكم , لقد انتصرنا على العلمانيين والليبراليين واليساريين الكفرة , ياللا يا بتوع علياء المهدى ومايكل نبيل. وتبارى شيوخ السلفية على قنواتهم التى من المفترض انها انشأت للدعوه الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة - الى تأليف القصص الكاذبة والى تشوية كل من يعارض احزاب اليمين المتطرف, تفرغت القنوات التى من المفترض انها دينية إلى الخوض فى الاعراض وتشوية سمعة المعارضة وكل رموزها بالباطل . تبارى شيوخ الدعوة وتبارت اللجان الالكترونية لشباب الاخوان وشباب التيار السلفى وكل تنظيمات اليمين المتطرف فى اطلاق الشائعات واختلاق القصص المفبركة عن الخيانة والعمالة والتمويل - اسلوب غير نظيف بما يخالف شرع الله. يتحدثون عن الشريعة وتطبيق شرع اللة فى الارض وهم اول من يخالفوه - مبدأهم هو الغاية تبرر الوسيلة والدعوة لشرع الله عن طريق مخالفة شرع الله بالكذب والنفاق والاثم. والطريف اننا نسمع نفس خطابات صفوت الشريف واحمد عز عن الشرعية والصناديق والديمقراطية وعن القلة المندسة وان المعارضة الفاشلة يجب ان ترضخ للشرعية , ولكن الأن يظهر علينا صفوت شريف واحمد عز بلحية. نفس النظام ونفس القيم انفض مولد الاستفتاء ودخلنا فى مرحلة ما بعد الاستفتاء التى ستبدأ بفترة من الشماتة والاحتفال بالانتصار على الليبراليين والاشتراكيين والقوميين والحركات الشبابية , فجميعهم اعداء الوطن, حتى من كان مساندا لمرسى فى انتخابات الرئاسة وكان سببا فى نجاحة فهو الآن عدوا للوطن وللاسلام لأنه تجرأ واعترض على أى شىء. ثم فترة من السجال القانونى والاعلامى حول شرعية الاستفتاء وحول التجاوزات العديدة التى حدثت, وستتدخل سلطات واجهزة عديدة فى هذا السجال والجدال والصراع. ثم سيتم الدعوة للانتخابات البرلمانية وسيتم استخدام نفس الدعايا الدينية والتكفير لباقى الاحزاب المعارضة التى لا تنتمى لتيار اليمين المتطرف , وستعود مرة اخرى عبارات موتوا بغيظكم , وارحلوا ايها الكفار يا من تخالفون شرع الله, وانتخبوا حزبنا فى البرلمان من اجل تطبيق شرع الله , انتخب قائمتنا الحزبية من أجل ان تدخل الجنة. ولا اتوقع ان تفلح دعوات رأب الصدع وتقريب وجهات النظر او أى مجهود لمسودة اخلاقيات فى التعامل السياسى بدون تكفير او تخوين او عنف , إلا إن كانت صادقة ومقرونة بأفعال وليست مضيعة للوقت كما يحدث كل مرة. وللأسف سيحدث تدهور جديد فى جميع المجالات ولن يؤدى هذا الدستور أو هذا المنهج الاقصائى إلى أى استقرار أو نهضة أو تقدم.إلا أن كان من بينهم جميعا رجل رشيد, فى اليمين المتطرف وأحزابة الدينية أو فى المعارضة بكافة طوائفها . رجل رشيد من كل فصيل يستطيع وقف التخوين والتكفير والتراشق اللفظى , ويقود طائفتة للاعتراف بالاخطاء, ونستطيع جميعا تخطى هذه الفترة الحرجة ونستطيع أن نصل للتوافق واحترام الاخر ونبذ التطرف والاقصاء , حتى نستطيع ان نخرج من هذه الفترة العصيبة. Comment *