تداولت الصحف ووكالات الأنباء ما فعله أهالي أبو زيد في الذكرى الثانية لانطلاق شرارة أول ثورة في العالم العربي، حيث قاموا برشق قادة ومسئولين حضروا لإحياء الذكرى السنوية الثانية، واستقبلهم الأهالي بالأحجار والهتافات المنادية بإسقاط الحكومة. قناة "فرانس24" تجولت بين سكان بوزيد واستظهرت آراءهم، مواطن تونسي يؤكد أن العقلية التي تدير الأمور لم تتغير، والمشاكل هي ذاتها، ولم يتغير شيء، وقال آخر للقناة الفرنسية الناطقة بالعربية إنه كلما رأى طوابير البطالة تأكد أن الثورة لم تحقق منجزها، وأشار موقع القناة الإخباري أن سكان بوزيد يرون بالإجماع أن شيئا لم يتغير منذ 2010 ،وخاصة ما يتعلق بالنسبة للبطالة التي تزداد تفشيا. ويسير شئون الفترة الانتقالية في تونس الدولة والحكومة والمجلس التأسيسي، الذي يحوز النهضة على نصيب الأسد فيها، ويؤخذ على أداء الحكومة التباطؤ في حل المشاكل، والإخفاق الاقتصادي.. فقد ارتفعت نسبة البطالة إلى مليون عاطل في بعض التقديرات، وحاولت تونس أن تستفيد من جارها الغني بالنفط "ليبيا" ولكنه لم يحقق إلا القليل وغير مؤثر. وقد تضرر المئات بسبب احتجاجات اجتاحت مدينة سيليانة في نهاية نوفمبر، والمدعومة من الاتحاد العام للشغل الذي استمر في احتجاجه ضد تجاوزات الشرطة ومظالم اجتماعية، وأصيب أكثر من 300 شخص في اشتباكات مع الأمن، في مشاهد أعادت للأذهان ما كان يفعله بن علي الرئيس التونسي الهارب. وفي العاصمة التونسية تونس، هاجم إسلاميون أصوليون أعضاء في الاتحاد العام للشغل، أثناء تجمعهم خارج مقر الاتحاد 4 ديسمبر بمناسبة الذكرى الستين لاغتيال مؤسسها. ويرى مراقبون أن المجتمع التونسي بات منقسما بشكل حاد بين قوى علمانية وأخرى إسلامية مما يشكل تهديدا لمسار التحول الديمقراطي، تحدث ويليام لورانس عن مجموعة الأزمات الدولية لصحيفة دويتشه فيله حول الاصطفاف الجاري بين العلمانيين والإسلاميين، مما يزيد التوتر في تونس، وأشار إلى ضربات للسلفيين على أهداف علمانية. رضوان المصمودي، الذي يرأس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية في واشنطن، يرى أن الهوة بين العلمانيين والإسلاميين تتسع، وأن الإسلاميين يخافون من العلمانيين، خاصة بعد تعرضهم للقمع 30 عاما، والعلمانيون من جانبهم يخشون الإسلاميين. قال محمود الحرشاني صحفي تونسي شاهد ما حدث اليوم في سيدي بوزيد، للبي بي سي أن الأهالي ينتظرون من الحكومة أن تحقق انتصاراتهم والمشاريع التي وعدت بها، باعتبار سيدي بوزيدالمدينة التي انطلقت منها شرارة الثورة، وأضاف أنهم كانوا ينتظرون تحقيق نقلة نوعية في المسار التنموي لهذه المدينة على الأقل في التوظيف والقضاء على البطالة وكذلك تطوير البنية الأساسية. الرئيس التونسي منصف المرزوقي تمكن من إلقاء كلمته كاملة، وجاء فيها أنه يتفهم غضب المواطنين، وأمر الأهالي بالتحلي بالصبر لأن تونس في ظرف صعبة، وأكد على تفتيت الموانع، الحكومة تباطأت في مسألة المحاسبة وتصفية تركة الماضي، ووعد بأن الأيام القادمة ستتمكن تونس من الخروج من عنق الزجاجة. Comment *