سار مئات من المتظاهرين، اليوم الثلاثاء، فى مدينة "سيدى بوزيد" مهد الثورة التونسية والربيع العربى كله، رافعين شعارات ضد التيار الإسلامى الذى يقود الائتلاف الحاكم، معلنين رفضهم لعملية القمع التى قامت بها السلطة أخيرا ضد التظاهرات، وقد لاقت الدعوة للإضراب العام في إقبالاً كبيراً، فى الوقت نفسه فقد اعتبرت الحكومة أن الإضراب العام "غير مبرر". واعتبر المتحدث الرسمى باسم الحكومة التونسية "سمير ديلو"، التي تقودها حركة النهضة الإسلامية أن تنظيم إضراب عام في سيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة الثورة التونسية، أمر "لا مبرر له"، متهماً أطرافاً حزبية لم يسمها ب"التوظيف السياسي" لاحتجاجات على تردي ظروف المعيشة شهدتها مؤخراً بعض مناطق البلاد. وأضاف قائلاً إن "مطالب التنمية مشروعة ولا يجب أن تدخل على الخط أطراف سياسية وحزبية لتوظيفها سياسياً، هذه الأطراف عبّرت عن هويتها بوضوح في الأحداث الأخيرة، إذ قال المسؤولون إن ما يقومون به هو تصحيح لمسار الثورة وبلغ الأمر ببعضهم حد الحديث عن ثورة ثانية". وكانت الإدارات والمتاجر قد أغلقت أبوابها في مدينة سيدي بوزيد صباح اليوم، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس، باستثناء القصابين الذين فتحوا متاجرهم لتمكين السكان من شراء اللحم لمناسبة ليلة القدر التي يحتفل بها ليل الثلاثاء الأربعاء الفاصلة بين يومي 26 و27 من شهر رمضان. وتجمع عدة مئات من ممثلي الاتحاد العام التونسي للشغل المركزية النقابية التي دعت للإضراب العام، واتحاد أصحاب الاعمال، والمجتمع المدني، وأحزاب سياسية معارضة وساروا في تظاهرة باتجاه قصر العدل الواقع خارج مدينة سيدي بوزيد. كما طالب المتظاهرون بالإفراج عن محتجين كان تم توقيفهم في اغسطس إثر تظاهرات تم تفريقها من قبل الشرطة مستخدمة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. وهتف المتظاهرون عدة شعارات ضد حزب النهضة الإسلامي منها أبرز شعارات الربيع العربي الذي انطلق من تونس "الشعب يريد سقاط النظام". يُذكر أن مدينة سيدي بوزيد الفقيرة تعتبر مهد الثورة التونسية التي انطلقت منها شرارتها في 17 ديسمبر 2010 وأطاحت في 14 كانون يناير 2011 بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.