رغم نجاح الثورة التونسية في تحقيق الهدف الأساسي الذي انطلقت من أجله وهو التخلص من نظام المخلوع زين العابدين بن على ، إلا أن الأحداث التي تشهدها تونس هذه الأيام تؤكد عدم تحقيق الثورة لكافة أهدافها ومنها القضاء على العنف والبطالة والفقر. فمنذ فترة تشهد محافظة سيدي بوزيد - مهد الثورة التونسية - موجة من الاحتجاجات التي تطالب بالإفراج عن معتقلين أوقفوا قبل أيام ، من سكان منطقة منزل بوزيان التابعة لولاية سيدي بوزيد، الذين خرجوا على امتداد أسبوعين احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والفقر.
وتعيش سيدي بوزيد على وقع إحتجاجات ومظاهرات ضد الحكومة التي يهمين عليها حزب النهضة الإسلامي ، ويندد المتظاهرون بعدم تلبية حكومة بلادهم لمطالبهم المتمثلة في تحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير مناصب الشغل.
الشوارع تشتعل
وتدخل الجيش التونسي إثر الاشتباكات العنيفة في العاصمة ولكن المتظاهرين ألقوا قنابل مولوتوف محرقة على آليات الجيش واشتعلت 4 شوارع بالإشتباكات والمظاهرات وسقط 32 جريحاً وقتيلاً وهذه هي أول مرة تحصل حوادث في تونس منذ سقوط بن علي.
وكشفت مصادر رسمية عن تجدد الاضطرابات في ولاية "سيدي بوزيد"، التي شهدت انطلاق "ثورة الياسمين" أواخر العام 2010، إثر قيام قوات الأمن باعتقال العشرات، أواخر الأسبوع الماضي، الأمر الذي دفع بعشرات آخرين إلى الدخول بإضراب مفتوح عن الطعام.
وخرج المئات في تظاهرة مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين K وجاب المتظاهرون الشوارع الرئيسية للمدينة مرددين شعارات من قبيل "يا سجين لا تهتم..الحرية تفدى بالدم" و" شادين.. شادين (متمسكون) في سراح الموقوفين" وأخرى معادية لحركة النهضة الاسلامية الحاكمة.
وتجمع هؤلاء اولا امام مقر الولاية وطالبوا الوالي بالاستقالة، ثم أمام مقر المحكمة الابتدائية مرددين "الشعب يريد قضاء مستقلا."
المدرسون يضربون
وردا على حملة الاعتقالات أضرب مدرسو التعليم الثانوي في كامل معتمديات ولاية سيدي بوزيد وتظاهر مئات من السكان في مركز الولاية للمطالبة بالافراج عن المتظاهرين .
وقالت "النقابة العامة للتعليم الثانوي" التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمال) في بيان :"إن الاضراب يأتي ردا على اعتقال المدرس وعضو النقابة عبد السلام الحيدوري وعشرات من السكان على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية الأخيرة بمعتمديتي العمران ومنزل بوزيان".
وقال علي الزارعي الكاتب العام الجهوي لنقابة التعليم الثانوي بسيدي بوزيد إن الاضراب كان ناجحا ونسبة المشاركة فيه مرتفعة.
وطالب بالافراج "الفوري" عن الحيدوري و"كافة المعتقلين" داعيا السلطات إلى "الكف عن المعالجة الامنية للمشاكل الاجتماعية".
حالات تعذيب
وكشف نائب في المجلس الوطني التأسيسي عن تسجيل حالات تعذيب لدى الموقوفين خلال احتجاجات في مدينة منزل بوزيان بمحافظة سيدي بوزيدالتونسية ، وهنا نطرح سؤال هل يعقل ان تشهد تونس حالات تعذيب بعد الثورة وخاصة انها هي التي فجرت "الربيع العربي" ؟!.
وكان قد تم ايقاف 33 شخصا في مدينة منزل بوزيان في أعقاب الإحتجاجات الأخيرة بالجهة، من بينهم 11 شخصا تمت إحالتهم إلى المدعي العام.
وأوضح الأمين العام لحركة الشعب محمد براهمي انه تم تسجيل حالات تعذيب خلال حملة الاعتقالات الأمنية في المدينة، مشيرا إلى انطلاق الاجراءات القانونية للتقدم بقضية في الغرض. ولم تعلق وزارة الداخلية على تلك الاتهامات.
النواب يحتجون
ونتيجة لذلك أعلن نواب في المجلس الوطني التأسيسي التونسي ، البدء في إضراب عن الطعام، احتجاجًا على حملة اعتقالات في مدينة "منزل بوزيان"، بمحافظة "سيدي بوزيد"، مهد الثورة التونسية.
ويطالب كل من محمد براهمي وأحمد الخصخوصي ومحمد طاهر، الذين دخلوا في إضراب عن الطعام، بالإفراج عن المعتقلين خلال الاحتجاجات التي اجتاحت "منزل بوزيان"، على امتداد الأسبوعين الماضيين، وأدت لاعتقال33 متظاهرًا.
وكان أهالي المحتجزين أعلنوا، الدخول في إضراب لحين الإفراج عن أبنائهم، فيما دخلت المدينة إضرابًا مفتوحًا منذ، السبت، احتجاجًا على "حملة الاعتقالات وغياب العناية بجرحى الثورة وتباطؤ عملية التنمية".
من جانبها أعلنت مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية لشئون الشرق الأدنى إليزابيت جونز في تونس، ان واشنطن "لا يمكن أن تدعم حرية التعبير القائمة على العنف".
وجونز هي اول مسئولة امريكية تزور تونس بعد مهاجمة متشددين السفارة والمدرسة الامريكيتين في العاصمة في 14 ايلول / سبتمبر الماضي خلال احتجاجات على فيلم مسيء للاسلام أنتج في الولاياتالمتحدة ، واسفرت هذه الاحداث عن مقتل اربعة متظاهرين واصابة العشرات.
وقالت المسئولة الأمريكية في تصريحات لها :"لقد تم ايفادي بشكل سريع من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كي أتحدث الى المسئولين التونسيين بشأن أحداث 14 أيلول / سبتمبر الماضي (...) نحن ننتظر نتائج تحقيقات السلطات التونسية ونتطلع الى ان تتوصل الحكومة التونسية الى معرفة المتسببين في هذه الأحداث ومحاكمة المذنبين وفق القانون التونسي".
وأكدت أن واشنطن "تركز على مكافحة التطرف في اي مكان من العالم" مشيرة إلى إجراء محادثات في الكونغرس ومؤسسات أمريكية أخرى حول "إمكانية تجميد أو وقف المساعدات الأمريكية للدول التي تمت مهاجمة السفارات بها".
التصدى للمتطرفين
كما أكد رئيس الوزراء التونسى حمادى الجبالى ان سلطات بلاده مصممة على محاربة دعاة العنف فى إشارة إلى إسلاميين متطرفين، وقال الجبالى "سنحارب بحزم كافة أشكال العنف وسنلاحق فى كل مكان كل من يسعى لإشاعة الفوضى".
وندد بقوة بالهجوم على السفارة الأمريكيةبتونس من قبل "متعصبين" قال إنهم لم ينجحوا بذلك سوى فى الإساءة لصورة تونس وثورتها فى العالم.
مواد متعلقة: 1. محتجون في ولاية «تونسية» يطالبون بتوفير فرص عمل 2. وسط استياء حقوقي .. تونسية مغتصبة تتحول إلى متهمة 3. رئيس الوزراء التونسي: مصممون على محاربة دعاة العنف