استكملت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة اليوم الأحد برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد محاكمة المتهمين في قضية "مذبحة بورسعيد" التي يحاكم فيها 73 شخصاً من بينهم 9 من القيادات الأمنية بمديرية أمن بورسعيد و3 من مسئولي النادي المتهمين بقتل 74 من ألتراس الأهلي عقب مباراة الأهلي والمصري في أول فبراير الماضي. واستمعت المحكمة إلى مرافعة دفاع المتهم 71 اللواء محسن شتا مدير أمن النادي المصري، والذي دفع بانتفاء القصد الجنائي المباشر والاحتمالي ، حيث إن الباعث على الجريمة جزء من القصد الجنائي وهو غير الموجود في القضية، ولم تثبته الأوراق في الدعوى، ودفع ببطلان القبض على جميع المتهمين؛ حيث تم القبض عليهم بناء على اتصال تليفوني بالعقيد خالد نمنم، وتم القبض أيضا على 22 آخرين اتضح بعدها أنهم ليس لهم علاقة بالواقعة مما يوضح القبض العشوائي على المتهمين, وأنه أيضا تم القبض على جميع من كان بالمنطقة سواء من كانوا بالصيدليات أو عند محلات العصير . وأضاف: إن الأوراق جاءت بما لا يقبله العقل والمنطق السليم؛ حيث لم تثبت أيضا ركن السبق الإصرار والترصد، مشيرا إلى أن التحقيقات أكدت أن الجماهير ماتوا في الممر بسبب التدافع فقط، ولم يحدث أبدا أن قمنا بمحاسبه السعودية عندما يموت 200 أو 300 من الحجاج بنفس السبب، مشيرا إلى أن الأوراق أكدت أن جميع التقارير الطبية أثبتت عدم وجود إصابات أو أي شيء إلا مجرد كدمات أو سجحات ما بعد الوفاة. كما دفع بالتناقض بين الدليلين القولي والفني في التحقيقات وأمام المحكمة، وبطلان التعرف على المتهمين، حيث إن ما ورد بالتحقيقات من شهادة الشهود أنهم قالوا إنهم شاهدوا من يلقى من فوق السور، فأين من تم إلقاؤه وما آثار ذلك، وما المكان الذي ألقوا منه من الناس؟ مشيرا إلى أن التحقيقات خلت من وجود أي جثة أسفل المبنى، فهل تحركت بعد الموت؟ وأكد أن كل الشهود قالوا إننا كنا نجري فوق الجثث لإنقاذ حياتنا والكشوف الظاهرية للأطباء الشرعيين أكدت إن الكدمات تأتي من سقوط فقط والسكاكين التي ذكرها الشهود لم تظهر بالتحقيقات. وبالنسبة للمتهم 71، فقد دفع ببطلان تحريات المباحث لوجود مصلحة لمجريها ولاختياره بالاسم، وبطلان التحريات لتناقضها مع بعضها وتناقضها مع أقوال الشهود، حيث إن مجريها الضابط خالد نمنم المكلف بتأمين المدرج الشرقي وكان معه قوة من 47 فرد سريين وأمنيين، وأنه لو اتقى الله فيما يفعل ما كانت هذه الكارثة، ولماذا لم يأتِ متهما فيها؟ ووصف الدفاع الضابط محمد نمنم بالضابط المعجزة "شرلوك هولمز زمانه"؛ حيث أثبت إصابات جميع أفراد الأمن ولم يثبت إصابته شخصيا بمحضر الضبط، ثم أثبت إصابته في محضر التحريات بعدها بشرخ في الركبة اليمنى، وأفاد أنه كان داخل استاد النادي المصري ببورسعيد، ولما سئل أمام النيابة قال إنه كان في الساحة خارج الاستاد، وجاءه حجر من أعلى و هو في الخارج، فكيف كانت في ركبته؟ وقال الدفاع: إن الضابط أحدث إصابته حتى يستعطف النيابة ويستثنى من الاتهام، وأكد الدفاع أن هذا الضابط هو المتهم الأول في القضية؛ لأنه المسئول عن حفظ الأمن. وطلب القضاء بالبراءة. ثم استمعت المحكمة إلى مرافعة الدكتور عاطف المناوي، والذي أكد إن القضية تتعلق بفقدان حق الحياة التي هي ملك ربها، لذلك لا بد أن نستسلم فيها لأحكام ربنا، والذي قال أمراً قاطعا: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإن حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل". وتمسك المناوى بطلب مثول المستشار سامي عديلة المحامي العام لبورسعيد الذي حقق الدعوى ليكون شاهدا فيها، كما طلب مثول كل من العقيد خالد نمنم والعميد أحمد حجازي والمخرج التلفزيوني عمرو أبو سنة كشهود تحت القسم . وأكد المناوى أن الدكتور فتحي سرور والذي تحدث معه بالأمس والدكتور عبد الروؤف المهدي أساتذة القانون وقالا له إن ما يحدث فى هذه القضية يعد السابقة الأولى من نوعها، بأن يتم عرض المتهمين من خلال صور تلتقط لهم، مؤكدا أن القانون حدد إجراءات وقواعد عرض المتهمين. Comment *