نشرت صحيفة" يديعوت احرونوت" الإسرائيلية مقال للكاتب الإسرائيلي (دانى كارافان) والذي يصف فيه اتفاقية (أوسلو) بالفرصة الضائعة مشيراً إلى أن هذه الاتفاقية كانت ممكن إن تكون سبب لازدهار الشرق الأوسط ولكن الاحتلال دمر كل شئ. ونقلت الصحيفة عن الكاتب قوله أن اتفاقية أوسلو عرضت المبادئ الأساسية للاعتراف بدولة فلسطين وحق تقرير المصير الذي لم تتمكن اى حكومة بما فيهم الحكومة الإسرائيلية تجنبه خاصة بعدما جاء هذا القرار ضمن قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة،وكان اعتراض إسرائيل الوحيد إن إقامة دولة فلسطينية يعنى أقامة دولة ثنائية القومية مما يعنى القضاء على الدولة الصهيونية. ووقعت إسرائيل والسلطة الفلسطينية اتفاقية أوسلو عام 1993، بعد سنوات من الحرب، ولأول مرة وافق الفلسطينيون على الاعتراف بدولة إسرائيل، وقد عرضت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة تقسيم واعتمدتها في 29 نوفمبر1947، وتضمنت إن للفلسطينيين 50٪ من الأراضي ما بين الأردن والبحر،ولكن الفلسطينيين رفضوا وشنوا حرب وهزموا فيها ، حيث وافق الفلسطينيين على الحصول على 27 % من أراضيهم إلى جانب إيجاد حل للقدس ولمسألة اللاجئين، كما أعلنوا عدم تأييدهم لاتفاق الخرطوم والذي أعلن مقاطعة إسرائيل وعدم الاعتراف بها ودعا إلى إزالة الدولة اليهودية، ومع ذلك فإن اتفاقية أوسلو لم يسفر عن حل الدولتين. وتساءل الكاتب عن هل أوفت إسرائيل وفلسطين ببنود الاتفاقية؟ الجواب هو لا! لأن من ضمن بنود الاتفاقية هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ولكن الواقع يثبت أنها لا تزال دولة احتلال بالإشارة إلى مصادرة أراضي الفلسطينيين وسوء معاملتهم وسلب حقوقهم الإنسانية الأساسية هذا بالإضافة إلى الاستمرار في بناء المستوطنات بالضفة الغربية ويعتبر هذا انتهاك كامل للاتفاقية. ومن ناحية أخرى انتهك الفلسطينيون اتفاقية أوسلو عن طريق شن هجمات كثيرة على المواطنين الإسرائيليين وربما إن الاتفاقية لم تستطع كبح جماح المتطرفين علي حد قوله، أو ربما اعتقدوا إن هذه الهجمات ستجبر إسرائيل على إنهاء الاحتلال ، فقط توقف الإرهاب المنبثق من الضفة الغربية فقط بعد انتخاب محمود عباس رئيساً للسلطة الفلسطينية ، ولكنهم عاشوا على عدم وجود تلك المعاهدة. ومن جانبه أضاف الكاتب إلى أن النصوص المقدسة مثل التوراة والإنجيل والقران أصبحت نصوص غير معترف بها كمواثيق قانونية على مستوى العالم على حد قوله ، لأن العالم لا يمكن إن يقبل بقتل أبرياء تحت اسم الدين ،وأضاف الكاتب إنه من العار أن اتفاقية أوسلو تم إهمالها بهذا الشكل وأصبحت تهدد الشعب اليهودي في أقامة دولته بعد إن كانت الأمان الوحيد لدولة إسرائيل والاعتراف بحق الإسرائيليين في إقامة دولتهم. Comment *