قالت مصادر أمنية اليوم الجمعة إن الجنود الأتراك قتلوا 26 متمردا كرديا على مدى يومين في هجوم يشارك فيه أكثر من 2000 جندي تدعمهم طائرات مقاتلة من طراز إف-16 تعمل على جانبي الحدود التركية-العراقية. وبدأت العملية ضد المتمردين الانفصاليين الذين ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني مساء الأربعاء الماضي في إقليم شرناق بجنوب شرق تركيا على الحدود مع العراق وسوريا والذي شهد اشتباكات متكررة بين المتمردين والقوات التركية. وهذا الصيف واحد من أكثر فصول الصيف دموية في تركيا منذ أن حمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة في 1984 بهدف إقامة دولة كردية. وقالت مصادر أمنية لرويترز إن 26 متمردا قتلوا منذ بدء الهجوم مشيرة إلى أن العملية العسكرية المكثفة ما زالت مستمرة. وتركز العملية بشكل كبير على منطقة جبل كاتو وهي منطقة مترامية الأطراف في شرناق غير أن مصادر أمنية تركية وسكانا عراقيين قالوا إن طائرات حربية قصفت مناطق داخل إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق. وقال شاهد عيان من رويترز إنه رأى بضع طائرات إف-16 تقلع من قاعدة جوية في ديار بكر مساء الخميس وصباح اليوم الجمعة. وديار بكر هي المدينة الرئيسية في المنطقة الجنوبية الشرقية ذات الأغلبية الكردية في تركيا. ولم ترد تقارير بأن القوات البرية التركية عبرت الحدود إلى شمال العراق رغم أن أنقرة سبق أن أرسلت جنودا إلى المنطقة في السابق. وصعدت تركيا من عملياتها الجوية ضد من يشتبه بأنهم من متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق على مدى الاثني عشر شهرا الماضية بعد تزايد هجمات الحزب. وأججت الهجمات التوتر بين أنقرة وحكومة إقليم كردستان العراق. وذكرت مصادر أمنية أن جنديا تركيا لقي حتفه في اشتباكات مع متمردين من حزب العمال الكردستاني في بداية الهجوم مساء الأربعاء الماضي. وكان مقاتلو حزب العمال الكردستاني قتلوا عشرة من أفراد الأمن التركي في هجمات متزامنة على أربع منشآت حكومية وأمنية في شرناق. ولقي ما يربو على 40 ألف شخص حتفهم منذ بداية الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. وفي 29 ديسمبر كانون الأول من العام الماضي قتلت طائرات حربية تركية 35 مهربا في شمال العراق عندما ظنت القوات التركية بالخطأ أنهم من المتمردين الأكراد مما فجر اشتباكات بين الشرطة ومئات المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة في ديار بكر. وتشير تقديرات مجموعة الأزمات الدولية إلى أن حوالي 800 شخص قتلوا في الأشهر الخمسة عشر التي انتهت في أغسطس آب الماضي بينهم نحو 500 مقاتل من حزب العمال الكردستاني وأكثر من 200 من قوات الامن وحوالي 85 مدنيا. وعزت أنقرة تصاعد وتيرة العنف إلى الاضطرابات في سوريا المجاورة واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس السوري بشار الأسد بتسليح متمردي حزب العمال الكردستاني. وأثارت تركيا احتمال التدخل العسكري في سوريا حال شن حزب العمال الكردستاني هجمات من الأراضي السورية. وأجرى الجيش التركي يوم الأربعاء مناورة عسكرية كبيرة على الحدود السورية في تحذير واضح لدمشق. Comment *