في الوقت الذي احتدم فيه الصراع في سوريا، حيث يقوم جيش بشار الأسد مسلحا بذخيرة روسية و مدعوما من إيران بتكثيف الضغوط علي الثوار السوريين، دعت فرنسا لعقد اجتماع في مجلس الأمن بالأممالمتحدة للمطالبة بالحد الأدنى من الإنسانية للشعب السوري وفقا لما ذكرته صحيفة "لوموند" الفرنسية. وقالت الصحيفة أن فرنسا تحاول دفع مجلس الأمن الذي مُنع من ممارسه دوره لعدة شهور بسبب الفيتو الروسي والصيني المتعاقب لجمع تبرعات لمساعدة اللاجئين السوريين، باعتباره السلطة الوحيدة التي تناقش مسائل السلام و الأمن الدولي، وأشارت الصحيفة إلى معضلة تعامل فرنسا مع مجلس الأمن، فهي من جانب تقلل من أهميته من خلال جعله يتعامل مع الأزمة السورية كحد أدني من وجهة نظر إنسانية، وخلق انطباع زائف بالتوافق بالرغم من وجود انقسامات كبيرة بين القوي العظمي في هذا الصدد. وتابعت الصحيفة قولها بأن هذا الاجتماع الذي دعت إليه فرنسا خلق ترددا ملحوظا علي الجانب الأمريكي حيث كانت هناك مشكلة في رؤية المصلحة بسبب الموقف الروسي، فتري الولاياتالمتحدة أن فرنسا تسرعت في استعدادها للاعتراف بحكومة مؤقتة للمعارضة السورية دون الحصول علي أدلة بقدرة المعارضة علي إدارة البلاد. وأضافت الصحيفة أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون و نظيرها الروسي سيرجي لافروف لن يحضرا الاجتماع الوزاري المقرر عقده في نيويورك، كما أكدت فرنسا أن هذا الاجتماع غرضه المناقشات بدون أي قرارات أو تصريحات رئاسية تتطلب إجماع الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن. وسيكون الشريك الرئيسي الوحيد وليام هيج وزير الخارجية البريطانية بالتعاون مع نظيره الفرنسي لإظهار وحدة الهدف وعقد مبادرات مشتركة ملموسة، و من المتوقع أن يتم تقديم دعم إضافي مالي من أجل العمل الإنساني. كما سيحضر الاجتماع وزير الخارجية التركي احمد داود اوجلو بدعوة من فرنسا بالإضافة لمجموعة من ممثلي الدول الشقيقة لسوريا لتوضيح الصعوبات التي تواجه هذه البلاد بسبب تدفق اللاجئين، وذكرت الصحيفة أن اوجلو يريد أن تتفق الأممالمتحدة علي مسألة حماية اللاجئين داخل سوريا الذي يتمني رؤيتهم مستقرين قدر الإمكان في مخيمات. يذكر أن الرئيس الفرنسي قد صرح في المؤتمر السنوي العاشر للسفراء الفرنسيين عن استعداده للاعتراف بحكومة مؤقتة تديرها المعارضة السورية وطالب الأسد بالرحيل لعدم جدوى التعامل السياسي معه ملقيا الضوء علي صعوبة الأوضاع الإنسانية في سوريا. Comment *