اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة نشرتها صحيفة بريطانية الثلاثاء الولاياتالمتحدة بانها "اللاعب الرئيسي" في تشجيع مقاتلي المعارضة على محاربة نظام الرئيس بشار الاسد. ورأى المعلم في مقابلة مع صحيفة الاندبندنت البريطانية ان الولاياتالمتحدة قد تكون تستخدم سوريا للحد من نفوذ ايران في الشرق الاوسط وبالغت في تصوير القدرات النووية الايرانية لبيع اسلحة الى الدول العربية الخليجية. وقال وزير الخارجية في المقابلة التي اجراها الصحافي روبرت فيسك "نعتقد ان الولاياتالمتحدة هي اللاعب الرئيسي ضد سوريا والاخرين ادوات". وردا على سؤال حول ما اذا كانت الولاياتالمتحدة تستخدم الازمة السورية ضد ايران، اشار المعلم الى دراسة نشرها معهد بروكينغز الاميركي للابحاث ومفادها انه "اذا اردتم احتواء ايران، فعليكم البدء بدمشق اولا". واضاف الوزير السوري "قام مبعوثون غربيون بابلاغنا منذ بدء هذه الازمة بان العلاقات بين سوريا وايران، وبين سوريا وحزب الله، وبين سوريا وحماس هي العناصر الرئيسية التي تقف وراء هذه الازمة". وتابع "لكن لم يقل لنا احد لماذا يمنع على سوريا ان تكون لديها علاقات مع ايران في حين ان غالبية بلدان الخليج ان لم يكن كلها، تقيم علاقات وثيقة جدا مع ايران". كما اتهم المعلم الولاياتالمتحدة بدعم الهجوم العسكري لمقاتلي المعارضة من خلال تزويدهم بمعدات اتصال، معتبرا ان هذا يعني دعما للارهاب. ونفى المعلم التكهنات بان نظام الرئيس السوري بشار الاسد سيستخدم اسلحة كيميائية اذا اصيبت سلطته بضعف اكبر، مؤكدا ان "مسؤولية الحكومة حماية شعبها". وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما حذر الاسبوع الماضي النظام السوري من ان اي استخدام للاسلحة الكيميائية او حتى نقلها سيعتبر تجاوز "خط احمر" بالنسبة لواشنطن مهددا بتدخل عسكري في حال حصول ذلك. واكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من جهته الاثنين ان استخدام نظام الاسد اسلحة كيميائية سيكون "مبررا مشروعا لتدخل مباشر" من جانب المجتمع الدولي. كما اعلن الرئيس الفرنسي الذي تتهمه المعارضة اليمينية بالمماطلة بشان النزاع السوري، الاثنين انه سيعترف بحكومة سورية مؤقتة فور تشكيلها. وفي واشنطن وردا على سؤال عن هذه التصريحات، دعت وزارة الخارجية الاميركية المعارضة السورية الى تنظيم نفسها بشكل افضل قبل البدء بتشكيل حكومة مؤقتة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند "دعونا المعارضة السورية الى تنسيق اوثق لعمل السوريين خارج سوريا وداخل سوريا وفي المقام الاول اعتماد خطة انتقال سياسي مطروحة بالفعل" منذ نهاية حزيران/يونيو في جنيف. واكدت ان "اول شيء عليهم القيام به هو الاتفاق على ما يجب ان يشبه انتقالا" سياسيا، مشيرة الى انه بعد ذلك سيكون "بالتاكيد" على هؤلاء المعارضين ان "يقرروا الوقت الذي سيكونون فيه على استعداد للبدء باختيار اشخاص" للحكومة المقبلة. واكد الرئيس الفرنسي ان باريس "تعمل" بالتشاور مع اقرب شركائها على اقامة "مناطق عازلة" في سوريا في محاولة لاحتواء تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا والاردن. وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو حذر الاسبوع الفائت من ان تركيا لن تكون قادرة على استقبال اكثر من مئة الف لاجىء سوري على اراضيها. واوضح ان بلاده ستشارك في اجتماع وزاري في مجلس الامن في 30 آب/اغسطس دعت اليه فرنسا لمناقشة الوضع الانساني في سوريا والبلدان المجاورة لها. وقالت نولاند تعليقا على هذه المسألة "هذا الامر يأتي في لحظة مناسبة و(بذلك) يستطيع اعضاء مجلس الامن توسيع عملهم وتنسيقه في شكل افضل". واكدت المتحدثة ان "اي حدود (مع سوريا) ليست مغلقة حاليا وتركيا تعمل مع الاممالمتحدة في محاولة لايصال مساعدات انسانية الى نقاط العبور موجهة الى الاشخاص الذين ينتظرون اجتياز" الحدود.