نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالاً افتتاحياً حول زيارة الرئيس مرسى المقررة الى كل من الصين وايران تقول فيه أن هاتين الزيارتين علامة واضحة على أن الرئيس الاسلامى الجديد يتحرك لتحويل اتجاه السياسة الخارجية لبلاده بعيدا عن الولاياتالمتحدة والغرب . وتعتبر الصحيفة أن التقارب الناشئ بين القاهرةوطهران هو أكثر المحاور وضوحا لسياسة مرسى الخارجية , حيث لم يقم أى رئيس مصري بزيارة ايران منذ الثورة الاسلامية عام 1979 ، ونظام رجال الدين الحاكم هناك لا يزال يحتفل باغتيال السادات . وفي حين أن فكرة وجود حليف رئيسي للولايات المتحدة منذ فترة طويلة يقوم بتحديد ذاته ب " عدم الانحياز " هى فكرة بغيضة ، الا انها ربما كانت أكثر قبولا لواشنطن في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك . لكن الان نظرا لتصاعد حدة التوتر بشأن برنامج إيران النووي ، فان توقيت زيارة مرسى يبدو استفزازيا بشكل متعمد . وترى الصحيفة الامريكية أن الاكثر إشكالية بالنسبة للولايات المتحدة هو تواصل مصر مع الصين . فمع الشعور بالقلق إزاء مدى تأثير سياسة مصر الجديدة على بشكل متعمد خفض مستوى – أو ربما حتى قطع – العلاقات مع إسرائيل ، يبدو أن مرسي يشارك في تقليل مثل تلك المخاطر . كما ان ايران بعد الثورة والصين يمكن أن يكونوا شركاء , لديهم الرغبة والاستعداد , لرئيس مصر الإسلامي . وتشير الصحيفة الى أن الصين لم يكن لها اداءا بارزا فيما يسمى بالربيع العربي . كما انه بالإضافة إلى فقدانها مليارات الدولارات من الاستثمارات فى مجال قطاع الطاقة في ليبيا ، فان دعم بكين الجاري لقمع نظام بشار الأسد الذى بلا هوادة للانتفاضة الشعبية قد ولد عداء الملايين من السوريين للصين , نتيجة لاستخدام بكين حق النقض على قرارات الأممالمتحدة فى مجلس الأمن ضد سوريا . لذلك فعندما يتم اسقاط نظام الاسد ، فان المصالح الاقتصادية والسياسية للصين في سوريا ستعاني . وفيما يتعلق باستفادة الصين من التواصل بشكل أكبر مع مصر تقول الصحيفة أنه على الرغم من أن التقارب من مصر , التى تعاني من انعدام الأمن والاقتصاد المتداعى , قد لا يبدو ذات اهمية كبيرة بالنسبة للصينيين , الا أن رفع مستوى العلاقات مع الأمة المضطربة قد يوفر للصين موطئ قدم ومنفذ فى منطقة البحر المتوسط . فقد تقبل مصر أيضا تقديم الأولوية للسفن الحربية الصينية فى قناة السويس ، كما تم منح عادة الولاياتالمتحدة . وهذا الامتياز سيكون جذابا بشكل خاص للصين ، التي ترى بشكل متزايد حاجة إلى حماية استثماراتها في منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود . وتتابع الصحيفة ان هناك استفادة اخرى محتملة للصين تتمثل فى فرص الوصول الى التكنولوجيا الأمريكية في مصر . فأعربت برقية دبلوماسية أمريكية فى أغسطس 2009 مسربة , نشرها موقع ويكيليكس , عن قلق خاص مع زيارة حدثت تلك السنة لمسؤول عسكري صيني إلى قاعدة جوية مصرية لطائرات F-16 . فى الوقت نفسه , توضح الصحيفة أنه فى حين ان الفوائد التي تعود على الصين من تحسين العلاقات مع مصر هى واضحة , لكن مرسي يرى أيضا مزايا في تنويع مصادر المساعدة لمصر . كما انه على المستوى الاساسى ، تعتمد السياسة الخارجية للصين فقط على المصلحة الوطنية المتصورة . وعلى هذا النحو ، على عكس الولاياتالمتحدة ، بكين لن تمانع اطلاقا فى قيام مرسى بفرض قيود متزايدة على حرية التعبير وحرية الصحافة وفرض قيود على حقوق المرأة أو سوء معاملة الأقليات . وفي الوقت نفسه ، الصين تفيض بالسيولة النقدية ، وهذا مهم بالنسبة لمصر عندما تكون مهيأة وجاهزة مرة أخرى للاستثمار الأجنبي عندما يتم إعادة ارساء الامن . لكن ترى الصحيفة انه لاشك فى ان جهود مرسى لإعادة ضبط اتجاه سياسة مصر الخارجية بعيدا عن الغرب لن تكون خالية من المشاكل , حيث أن بكين ليست معطاءة ومكرسة جهودها للاخرين على حساب نفسها . لذلك فان الصين سيكون لديها من المرجح الاستعداد لتقديم الاستثمارات أكثر من القروض أو المنح . لذلك فاذا كانت القاهرة تحتاج لقروض ، فانه سوف يجب عليها على الارجح ان تجمعها من الدول النفطية الغنية فى الخليج العربى ، التي سيكون لها متطلبات مرهقة ، والتى لن تكون ايضا سعيدة بتحرك مصر نحو طهران . وتختتم الصحيفة مقالها قائلة أنه إذا مرسي سار فى طريقه ، فان تحسين العلاقات الثنائية مع بكين سوف يجعل مصر أكثر جرأة، إن لم يكن سيقوم بتمكين ، القاهرة على خفض مستوى العلاقات مع واشنطن . بطبيعة الحال مع امساك جماعة الإخوان المسلمين بقيادة الدفة - ومع زيادة القمع الداخلي والعداء التام تجاه اسرائيل - كان هذا مسار لا مفر منه , لكن تحول مصر تجاه الصين يزيد من تعقيد العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والسياسة الامريكية في الشرق الأوسط ، استنادا على مسار السياسة الخارجية الجديدة لمرسى ، علاقات القاهرة التى تشهد تحولا مع بكين تعد بأن تكون حلقة واحدة فقط من سلسلة من مخاوف الولاياتالمتحدة بشأن مصر . لوس أنجلوس تايمز : التقارب الناشئ للقاهرة مع طهران هو أكثر المحاور وضوحاً على التحول فى سياسة مصر الخارجية لكن الأكثر إشكالية بالنسبة للولايات المتحدة هو تواصل مصر مع الصين لوس أنجلوس تايمز : تحسين العلاقات مع مصر يقدم للصين موطئ قدم فى منطقة البحر المتوسط وفرص للوصول الى التكنولوجيا الأمريكية في مصر .. ويقدم لمرسى مزايا في تنويع مصادر المساعدة لمصر .