نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا عن المرشح الرئاسي ووزير الخارجية السابق عمرو موسى بعنوان"وزير الخارجية السابق موسى منافس الإسلاميين، ولكنه مثقل بعلاقاته مع مبارك" تقول الصحيفة أنه في السباق الرئاسي ليصبح أول رئيس لمصر الجديدة، المرشح المدني أمامه فرص قوية لضرب النفوذ المتنامي للإسلاميين ليتغلب على الفئات التي تريد أن تجذب البلاد إلى الخلف. يقدم عمرو موسى نفسه في حملته الانتخابية باعتباره السياسي المحنك ذو الخبرة السياسية، فقد قضى موسى عقدا من الزمن وزيرا للخارجية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وقاد في عشر سنوات أخرى الجامعة العربية. وتشير الصحيفة إن، موسى يحاول إعادة تصنيف نفسه كمدافع عن الفقراء، وأنه تخلى عن سيجاره وعاداته الكلاسيكية، ففي منطقة أبناؤها من ذوي الدخل المحدود نشرت ملصقات تروج له باعتباره "فارس من مصر" وذلك في وقت مبكر هذا العام، في منطقة تعتبر فقيرة وتأوي ومخبأ لمهربي المخدرات وقطاع الطرق. ومن على منصة أقيمت في أحد الشوارع المليئة بالحفر، تقول الصحيفة أن موسى تعهد بإقامة نظام الرعاية الاجتماعية لحماية الفقراء في ال 100 يوم الأولى من إدارته، ويشمل ذلك أيضا وضع حد أدنى وأقصى للأجور، وإصلاح قوانين العمل ومساعدة البطالة، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات الحكومية في خلق فرص عمل، ووعد بأنه سيستخدم اتصالاته الدولية لاستقطاب المساعدات المالية والاستثمارية. وتقول الصحيفة أنه لا أحد يمكن التنبؤ بالفائز من 13 مرشحين، وينافس عمرو موسى محمد مرسي وأبو الفتوح، الإسلامي المعتدل وله مواقف مؤيدة للثورة، وهو يمكن أن يصب في صالح موسى على طريقة تقسيم الأصوات بين الإسلاميين أنفسهم، ولكنه يمكن أن يأخذ منه أصوات العلمانيين الذين يرون أنه غير مستساغ، وفي السباق الانتخابي أيضا أحمد شفيق رئيس وزراء حكومة مبارك الأخيرة، والذي ينظر إليه على نطاق واسع بأنه قريب من النظام القديم والجيش ولكنه يمكن أن يقتطع لنفسه أصوات من دوائر انتخابية تستهدف موسى. يقول عمرو موسى أنه سيبدأ منذ اللحظة الأولى لتوليه منصب الرئاسة، وفي تصريحات سابقة أخرى قال أن البلاد في أزمة كبيرة لن يقدر عليها إلا ذو الخبرة وليس الذي يقول سأفعل كذا في هذا الموضوع، وسأفعل كذا في الآخر. ولكن الصحيفة ترى أن الخبرة أيضا هي نقطة ضعف موسى، لصلته بمبارك الرئيس الذي ثارت عليه جموع الشعب لخلعه. وتقول الصحيفة أنه بالنسبة لبعض المصريين عمرو موسى هو أحد الفلول، وظهرت لافتات في التحرير تحمل صورة عمرو موسى وعليها علامة إكس الحمراء، ومكتوب عليها لا للفلول، في التظاهرات المناهضة للحكم العسكري التي تقيمها عشرات الآلاف من الإسلاميين والليبراليين، في وقت سابق من هذا الشهر في ميدان التحرير. وتقول الصحيفة أن موسى المرشح الأكثر احتمالا للرئاسة يعد شهادة فشل على الحركات الليبرالية والعلمانية واليسار التي قادت الانتفاضة المناهضة لمبارك، لم يتمكنوا من طرح شخصية بارزة لحمل لواء الثورة، ونتج عن ذلك أن موسى يقف كبديل رئيسي للمصريين الذين يخافون من الإسلاميين، الذين يسيطرون على البرلمان، ويحولون البلاد إلى دولة دينية، إذا هم ربحوا أيضا السباق الرئاسي. وترى "واشنطن بوست" أن أكبر منافسي موسى هو محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين، وهي من أقوى الحركات السياسية في مصر - وفقا للصحيفة- والتي حصدت ما يقرب من مقاعد مجلس الشعب. ونقلت الصحيفة الامريكية عن أحمد خيري المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار الليبرالي، قوله "المسألة هو ما يراه الناخبون هل الانتخابات هي اختيار بين العلمانيين والإسلاميين أم بين القديم والجديد" ويرى خيري لو أن الناخب يرى في الانتخابات خيار بين العلمانيين والإسلاميين فسيكون ذلك لصالح عمرو موسى. ويضيف "أعتقد بعد ما رأيناه في الانتخابات البرلمانية التصويت في الرئاسة سيكون على أساس مدني مقابل إسلامي، وموسى هنا أعلى من الجميع" ويتابع " وإن كان التصويت ثوري مقابل غير ثوري، سيخسر موسى" وتقول الصحيفة أن موسى في حملته يسعى للعب على المخاوف من الإسلاميين كما حدث الخميس، يقول أن الانتخابات فرصة لوضع مصر على الطريق نحو "ديمقراطية حقيقية واقتصاد قوي وتنافسي" ويكمل المرشح الرئاسي، وإلا نتبنى مفاهيم وطرق تحد من ازدهار مصر وتلقي بنا في دوامة صراعات داخلية" في إشارة غير مباشرة إلى الإسلاميين. وترى "واشنطن بوست" انه مما يساعد موسى في الفوز بالانتخابات هي السمعة التي بناها في نظر الناس أنه من خارج نظام مبارك، فلقد تولى عمرو موسى منصب وزير الخارجية من 1991 إلى 2001 وأصبح شعبيا بعد انتقاده لإسرائيل وأحد المغنين الشعبيين غنى له "باحب عمرو موسى وباكره إسرائيل" مما دفع مبارك إلى إخراجه من منصبه في وزارة الخارجية ونقله إلى جامعة الدول العربية، خوفا من ظهوره كمنافس محتمل للرئاسة. وتشير الصحيفة إلى أن عمرو موسى معروف بمزاجه المعتدل وسيجاره الكوبي، واسمه معترف به من بين المصريين الرجل الذي قضى سنوات في مؤتمرات القمة والمفاوضات الدولية، إضافة إلى تجنبه أن يكون أداة من أدوات حكم مبارك البغيضة مثل الحزب الحاكم وقوات الأمن. وتنقل الصحيفة عن هالة مصطفى محللة سياسية أنه "من النظام القديم ولكنه احتفظ بمسافة بينه وبين الرئيس" وترى الصحيفة أن التقلبات الصغيرة في التصويت يمكن أن تحدث تغيير كبيرا في الجولة الأولى من الانتخابات المقررة في 24 – 23 مايو ، إن لم يحصد أحد على الأغلبية ستكون هناك دورة أخرى في الجولة الثانية من 16-17 يونيو وستعلن نتيجة الفائز عاز 21 يونيو. وتشير الصحيفة إلى أن أصحاب حملة موسى يقللون من شأن كلمة "فلول". يقول أشرف سويلم أحد كبار المسؤولين في حلمته الانتخابية، لصحيفة "واشنطن بوست" : "الناس ليسوا رجعيين، ينظرون إلى الماضي، إنهم يتطلعون إلى المستقبل" وتستعرض الصحيفة بعض من مواقف موسى الخاصة بمبارك والثورة، ففي مقابلة تليفيزيونية قبل بضعة شهور من الثورة قال موسى بأنه سيصوت لمبارك إذا رشح نفسه لولاية ثانية وعندما اندلعت الاحتجاجات ضد مبارك في يناير العام الماضي، أعلن موسى دعمه للثورة ولكنه ظل في الخلفية، وطوال الفترة الانتقالية المضطربة لم ينتقد حكم العسكر. ونقلت "واشنطن بوست" عن حسام المحلاوي من الإشتراكيين الثوريين أنه إذا كان موسى سيفوز في الانتخابات الرئاسية فإن النظام القديم سيعيد نفسه ولن يحدث أي تغيرات حقيقية تحت قيادته، ولن تمس امتيازات الجيش" ويضيف المحلاوي أن "موسى يلقى تأييدا بين المسيحيين الذين ينتابهم الفزع من الإسلاميين الذين هم في حالة من جنون العظمة، وكذلك بين الطبقة الوسطى من المدنيين المصريين الذين يخافون من الإسلاميين، يعتبر موسى مرشحهم" موسى المرشح المدني المثقل بعلاقته مع نظام مبارك فضح ضعف اليسار والليبراليين وصار الفرصة لضرب نفوذ الإسلاميين لو أن الناخب يرى في الانتخابات خيار بين العلمانيين والإسلاميين فسيكون ذلك لصالح موسى