“العلاقات الإسرائيلية الألمانية غير مستقرة في ما يخص ضرب إيران”، هذا ما جاء في تقرير نشرته “جيروزليم بوست” عن نتائج زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى ألمانيا مطلع الأسبوع الماضي والتي التقى خلالها نظيره الألماني توماس دي ماريتسيه، وجرى خلالها الاتفاق على تسليم إسرائيل لسادس غواصة من طراز دولفين الألمانية والذي يعتبر أهم مجالات التعاون العسكري بين الدولتين. طرح التقرير مسألة أن باراك استهدفت زيارته بالأصل تعميق التعاون العسكري وليس إقناع ألمانيا بدعم إسرائيل سياسياً في حال قيامها بضربه ضد المنشآت النووية المسألة أن باراك استهدفت زيارته بالأصل تعميق التعاون العسكري وليس إقناع ألمانيا بدعم إسرائيل سياسياً في حال قيامها بضربه ضد المنشآت النووية الإيرانية. وذكرت الصحيفة أن الأسئلة الخاصة بشأن الأزمة الإيرانية التي طرحت في المؤتمر الصحفي المشترك بين وزير الدفاع الألماني و نظيره الإسرائيلي ورد عليها الوزير الألماني بإجابات غير مباشرة، ولمح إلى أن ألمانيا ضد توجيه ضربه عسكرية الآن ضد إيران، وهذا ما يناقض تصريحات دي ماريتسيه لمجلة FAZ الألمانية ، بأن ألمانيا تتعهد بمد إسرائيل بما هو لازم من عتاد في حال وقوع ما أسماه بعدوان إيراني على إسرائيل، وهو ما إعتبره الجانب الإسرائيلي تصريحات مطمئنة لموقف الحكومة الألمانية. ذكر التقرير أيضاً أن السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا شيمون شتاين أن ما نشرته FAZجيداً للغاية، وأن هذا يعني أنتهاء عهود التأييد الألماني الصامت لإسرائيل، والذي يميز فترة حكم ميركل. أشار التقرير أيضاً أن الحكومة الألمانية بقيادة ميركل ستقف بقوة إلى الجانب الإسرائيلي في أي صدام مع إيران، أو حسبما قالت ميركل في تقريرFAZ، أن مصلحة ألمانيا مشتركة مع مصلحة إسرائيل، فيما طرحت تصريحات مسئولين ألمان أخريين مثل وزير الدفاع الألماني، شكوكاً حول جدية الدعم السياسي، منوهاً التقرير إلى أن الدعم العسكري والتقني لإسرائيل من جانب ألمانيا لإسرائيل لا خلاف عليه في الأوساط السياسية الألمانية، بل ذهب التقرير أبعد من هذا ليصف فترة ميركل بالأفضل من ناحية العلاقة مع إسرائيل. وأورد التقرير أن الحكومة الألمانية بزعامة ميركل التي وقفت في الكنيست الإسرائيلي في عام 2008 لتقول”أننا لن نتخلى عن إسرائيل” تعمل بشكل ملموس على مد إسرائيل بصواريخ باتريوت ومساعدات تقنية وكوادر عسكرية ألمانية، والتي غير المتوقع أن يطالب الجانب الإسرائيلي المزيد منها. سلط التقرير الضوء عن الجدل السياسي الدائر بين الائتلاف الحاكم في ألمانيا، المكون من الحزب الديمقراطي المسيحي الاجتماعي و حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر، بخصوص دعم إسرائيل في حالة قيام حرب تجاه إسرائيل، فالدعم العسكري ليس محل خلاف، ولكن الدعم السياسي هو الأهم، فبخلاف أن جزء غير صغير من الحكومة الألمانية الحالية موقفه غير واضح بهذا الشأن، يرجع بعد المحللين الألمان والإسرائيليين أنه في ساعة الصفر من الممكن أن تتغير الحسابات، وقد ذكر التقرير تصريح لنائب ألماني في البوندستاج عن الحزب الديمقراطي الحر بقوله أن تصريحات نتنياهو بخصوص ضرب إيران غير مسئوله، وهو الحزب الذي يقر بوجود التزام تجاه الدولة”اليهودية” ولكنه في نفس الوقت يعتبر همزة الوصل بين الحكومة الألمانية والعالم الإسلامي. أوضح التقرير على لسان بعض المحللين أن ميركل وحزبها من المستبعد أن يغيروا موقفهم ، وأنهم مع أي طريق تسلكه إسرائيل في التعامل مع الأزمة الإيرانية، ولكن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يميل أن تظل ورقة الضربة العسكرية هي الأخيرة، وأن لا يتم استبعادها من على قائمة الخيارات المطروحة للتعامل مع إيران النووية. أختتم التقرير بفرضية مفادها أن على الرغم من أن الجانب الإسرائيلي يضمن موقف ميركل وحزبها، إلا أن ميركل تلعب الآن على وتر الدعم العسكري فقط وأن تصريحاتها ومواقفها السياسية الداعمة لإسرائيل سابقاً سيتضح وقت الفعل الحقيقي ما إذا كانت ستستمر من عدمه.