في تحرك سياسي من واشنطن لعزل إيران بسبب برنامجها النووي, التقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنظيره الصيني هو جينتاو والروسي ديمتري ميدفيديف . وذلك في محاولة للضغط علي بكين وموسكو للانضمام إلي الدعوة التي أطلقتها بلاده مؤخرا لفرض المزيد من العقوبات ضد طهران .وعزلها مع تأكيد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود أدلة ذات مصداقية علي سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية. وقال الرئيس الامريكي إنه بحث مع ميدفيديف الأوضاع في ايرانوأفغانستان وسوريا خلال اجتماعهما علي هامش اجتماع قمة منتدي التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي( آبيك) المنعقد في هونولولو عاصمة ولاية هاواي. وأضاف اوباما في تصريحات للصحفيين في ختام اجتماعه مع ميدفيديف بحثنا إيران وجددنا تأكيد نيتنا علي العمل من أجل صياغة رد مشترك حتي نستطيع دفع إيران إلي تنفيذ التزاماتها الدولية بخصوص برنامجها النووي. ومن جانبه, أكد مدفيديف إنهما بحثا الوضع في الشرق الأوسط وإيرانأفغانستان وسوريا ونظام الدفاع الصاروخي الأوروبي. وقال مدفيديف اتفقنا علي مواصلة البحث عن حلول ممكنة, رغم تفهمنا لحقيقة أن مواقفنا مازالت متباعدة. ولم تبد الحكومة الروسية حماسا بشأن أي عقوبات جديدة يفرضها مجلس الأمن الدولي علي إيران. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكدت في تقريرها الصادر يوم الثلاثاء الماضي أن طهران عملت علي تطوير تصميم قنبلة نووية وربما مازالت تجري مثل هذه الابحاث. وقد أعلن نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي بن رودس أن أوباما وميدفيديف وهو جينتاو اتفقوا علي معارضة فكرة امتلاك إيران أسلحة نووية. وأشار بن رودس- في مؤتمر صحفي علي هامش قمة آبيك- إلي أن أوباما حث الرئيسين الروسي والصيني علي دعم جهوده الرامية إلي الضغط علي إيران لوقف أنشطتها النووية الحساسة. ومن ناحية أخري, كشف مصدر دبلوماسي في كوريا الجنوبية مطلع بالقضية النووية الكورية الشمالية أمس أن مئات من خبراء الأسلحة النووية والصواريخ الكوريين الشماليين يتعاونون مع نظرائهم الإيرانيين في أكثر من10 مواقع بأنحاء الجمهورية الإسلامية. وتؤكد تلك الشكوك بأن كوريا الشمالية تساعد إيران في برنامج سري لتطوير الأسلحة النووية والصواريخ. كما يمثل الكشف عن هذا التعاون تحديا أمنيا جديدا للمجتمع الدولي, الذي يسعي لوقف الطموحات النووية لبيونج يانج وطهران. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن المصدر قوله إن المئات من المهندسين والعلماء الكوريين الشماليين في الأسلحة النووية والصواريخ يعملون في أكثر من10 مواقع في إيران من بينها قم وناتانز. وقال المصدر إن الخبراء الكوريين الشماليين من فريق رقم99 التابع لوزارة الصناعات الدفاعية التابعة لحزب العمل الحاكم, وإنهم يعملون بالتناوب لمدة3 أو6 أشهر ويدخلون إيران عبر دولة ثالثة, لتقديم تقنيات كوريا الشمالية في الأسلحة النووية والصواريخ. وفيما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي ضد طهران, جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو دعوته للمجتمع الدولي بضرورة العمل علي وقف ما أسماه سباق إيران للتسلح نوويا. وقال نيتانياهو, في تصريح تعليقا علي التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول قدرات إيران النووية, إن التقرير الشامل يؤكد شكوك القوي العالمية الكبري وإسرائيل حول برنامج طهران النووي. وأضاف, في تصريحه الذي نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت, يتعين علي كل دولة مسئولة في العالم إدراك ما بات واضحا, وعلي المجتمع الدولي أن يعمل علي وقف سباق إيران لامتلاك أسلحة نووية تعرض أمن وسلامة العالم للخطر. ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أمس أن وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي يعتزم مناقشة نظيره الإسرائيلي إيهود باراك بشأن تقارير نشرت في الآونة الأخيرة تفيد أن إسرائيل بصدد ضرب المنشآت النووية الإيرانية. ونقلت الصحيفة عن ماكاي قوله إن آليات التعامل الدولي مع القضية الإيرانية قد تغيرت وستظل تتغير وسط تنامي المخاوف الدولية بشأن تطوير إيران برنامجها النووي. وفي سياق متصل, ذكرت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية أن إسرائيل ترفض ابلاغ حليفتها الولاياتالمتحدة بنواياها بشأن إيران وأنها ترفض كذلك طمأنة الرئيس أوباما بأنها ستبلغه مسبقا بأي ضربة استباقية ضد منشآت إيران النووية وهو ما يثير المخاوف من أن إسرائيل تخطط لشن هجوم منفرد ضد الجمهورية الإسلامية خلال الصيف القادم. وأشارت الصحيفة إلي أن واشنطن قد طلبت في الشهر الماضي ضمانات خاصة من الإسرائيليين بعدم توجيه أي ضربة لإيران بدون إبلاغ البيت الأبيض. واعتبرت مصادر مطلعة أن هذا الأمر يوحي بأن إسرائيل لم تعد مهتمة بالحصول علي موافقة أمريكا لشن هجوم عسكري ضد إيران. ويأتي هذا الكشف من مصادر مطلعة علي ما دار في الاجتماع السري الذي تم مؤخرا بين مسئول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو وذلك وسط فقدان الدولة العبرية الأمل في أي حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية. فيما يتعلق بموقف تل أبيت من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية, اعتبر مصدر إسرائيلي مسئول أن التقرير الجديد والمتعلق بالمشروع النووي الإيراني غير قابل للتأويل, زاعما أنه يؤكد بشكل واضح نية طهران الحصول علي أسلحة نووية. ونقل راديو صوت إسرائيل أمس عن المصدر قوله إن هذا التقرير يضع أمام مجلس الأمن والمجتمع الدولي تحديا يجب التعامل معه, لأنه يشير أيضا إلي الجدول الزمني المرتبط بالمشروع النووي الإيراني. ومن المقرر أن يستمع مجلس الوزراء الإسرائيلي خلال جلسته الاسبوعية خلال ساعات إلي تقارير حول التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران. يذكر أن اسرائيل ستطالب المجتمع الدولي بأن تشمل العقوبات المفروضة علي إيران قطاع النفط والجهاز المصرفي لهذه الدولة بهدف شل اقتصادها. وفي سياق متعلق بالهجوم علي القاعدة العسكرية الإيرانية في طهران, كشفت صحف إسرائيلية أن قائدا في الحرس الثوري من بين قتلي الانفجار الذي أودي بحياة17 من العسكريين الإيرانيين. وفي طهران, طالب مجلس الشوري( البرلمان) أمس الحكومة بمراجعة تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقل موقع التليفزيون الرسمي الإيراني إيريب تأكيد علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني أنه بعد تقرير الوكالة الأخير, أصبحت هناك حاجة ملحة إلي مراجعة التعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة. وفي مقابلة مع مجلة دير شبيجل الألمانية الصادرة اليوم الاثنين, أعرب علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني عن اعتقاده بأنه لا يوجد مجال للتوصل إلي حلول وسط بشان برنامج بلاده النووي. وقال صالحي أعتقد أنه لم تعد هناك فائدة من إجراء المزيد من التنازلات فالقضية النووية ما هي إلا ذريعة لإضعاف إيران بكل الوسائل. كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكرت في تقريرها أن هناك مؤشرات واضحة تدل علي أن إيران قامت بالعديد من المشروعات والتجارب من أجل تطوير سلاح نووي حتي العام الماضي. ووجه صالحي انتقادات إلي تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن بلاده قائلا إن الوكالة الدولية تخلت عن موضوعيتها السابقة لأن تقريرها حذر من بعد عسكري محتمل للبرنامج النووي الإيراني. ورأي صالحي أن يوكيا أمانو مدير الوكالة الذرية سيمر بأوقات صعبة فنحن سنحاسبه هو والوكالة علي هذه الاستنتاجات. وفي برلين, وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تعمل علي تصميم سلاح نووي بالمقلق, معتبرة أن العقوبات المفروضة علي إيران لم تثقل كاهلها بصورة كاملة. ولفتت ميركل- في لقاء أجرته معها مجلة ليبزيج فولكستينج أوردته علي موقعها الإلكتروني أمس الأول- إلي احتمال ان تدرس ألمانيا فرض حزمة قوية من الإجراءات العقابية ضد إيران. واستنكرت المستشارة الألمانية معارضة بعض الدول لفرض عقوبات جديدة ضد طهران.