عدنا مرة أخري لزمن الرقص والترقيص وكلمات السكارى عندما يستبد بهم الطرب في إعادة “الكوبيلة ” مرة أخري ..! عدنا للمربع واحد ولحكم الفرد الواحد والحزب الواحد والرأي الواحد .. وكأن الإيمان تغلغل في قلوب حكام هذا البلد ولكنهم بدل من أن يؤمنوا بالتوحيد بأنواعه وصفاته لله الواحد القهار طبقوه لذواتهم..!! يدخل الحزب الوطني الانتخابات بطريقة كرسي في الكلوب فقد سئم الجميع الأفلام المصرية التقليدية والتي تنتهي نهاية تسعد الجمهور فأرادها الحزب هذه المرة نهاية سوداء تعكنن علي المشاهدين وغير المشاهدين .. الحزب الوطني وجوقته يشاهدوننا جثة متحللة رائحتها تملئ أرجاء المكان فزادهم الأمر شهوة ورغبة في الانتقام من هذا الشعب العظيم ... فالجثث لا تتحرك وأنعدم رد الفعل ..ترفع الأسعار ينتشر الفساد يتمدد الظلم تغلق البرامج والقنوات والصحف الجادة والجميع يمصص شفتيه .. بينما تطل علينا برامج التغييب اليومي المسماة بالتوك شو صاحبة الامتياز الأول في توجيه الغضب واستثماره في اتجاهات محددة غالباً تصب علي السادة الموظفين من وزراء ومحافظين دون إصابة المسئول الرئيسي عما نحياه.. أجريت الانتخابات بصفاقة منقطعة النظير وقبل أن تبدأ كان هناك 1200 طعن مقدم فيها ..! وحدث ما حدث حتى وصل العبث إلي عدم حصول أحد المرشحين علي أي صوت ..!! ولا حتى صوته ..!! الحزب الوطني يلطمنا هذه المرة بقوة توقعنا بعض الاحتشام في جولة الإعادة ليسبك الحزب الطبخة الفاسدة فكان التزوير دينها أيضاً .. ومع سخونة التزوير وبلاهة وبلادة المتحدثين عن النزاهة التي لم يسبق لها مثيل يكمل النظام المصري متمثلاً في حزبه جريمته ويتم انتخاب الدكتور فتحي سرور للعام الواحد والعشرين علي التوالي وبأغلبية 504 صوت وحصل منافسه الوهمي علي صوته .. وهنا تصل الرسالة إلينا فاجرة قليلة الحيا ...”طز فيكم نحن نفعل ما يحلوا لنا ” وللأسف يعود البوسطجي بالرسالة فلقد وجد المرسل إليهم وهم نحن .. هيكل عظمي بعدما تحللت الجثة نهائياً ولم يتبق منها إلا العظم ..! حتى الهيكل العظمي لم يتركوه لنا ... فيكملها الرئيس بمباركته لهذه النتائج “الزائفة المزيفة” ويعلق عليها في سابقة خطيرة ويتجمل ليقلل من توابع الكارثة التي ذبحت بها إرادة الأمة ..! إلا أن الرئيس يتذكر أنه لم تصبح هناك توابع من أصله ولا إرادة ذبحت لأنه لا توجد أمة من أصله..! فكل ما هنالك المئات من الأشخاص يجتمعون عندما يشتد بهم الضيق يصرخون ..يهتفون ... وبعدما تبح أصواتهم يذهبون بيوتهم راضين عما قاموا به .. أما العامة فقد جلسوا في بيوتهم أنهكهم الفقر والفساد والظلم وأرجلهم في (أطشات) المياه بعدما أدميت من البحث عن لقمة العيش والوقوف في الطوابير .. وتكتمل أكثر وأكثر المأساة ويعقب الرئيس عن شكل بسيط من أشكال الاحتجاج أطلقوا عليه البرلمان الموازي بقوله ” خليهم يتسلوا ” حتى هذه لم يتركها الرئيس لنا .. وكأن المفروض أن يكون الثمانين مليون مصري علي قلب رجل واحد في قبولهم التزوير والاستبداد والظلم .. ويالها من لطمه مؤلمة يا سيادة الرئيس ... خليهم يتسلوا...! نتسلي بأيه ولا إيه يا ريس ...؟ فعندنا من الهموم والكروب ما يسلي العالم من شرقه إلي غربه .. وكما توقعنا رفعت هذه اللطمة الرئاسية مانشيتات للصحف السوداء التي تضلل وتزيف حاضر الأمة وتاريخها وأختلف المحللين في دلالتها وقال بعضهم أن هذه اللطمة الرئاسية خير طالما من الرئيس وقذفها الرئيس حتى يوقظ الجثة المتحللة ومن يعلم فربما يتكرر زمن المعجزات وتبث هذه اللطمة الروح في الجسد الميت ...!! وبعضهم صورها وكأنها وردة بلدية الهوي والروح وضعها الرئيس تأبيناً للقلة القليلة من المعارضين في هذا البلاد ..! وأخيراً صورها بعض الخبثاء بأنها إشارة متفق عليها ليبدأ العمل في ملف التوريث فوراً.. ! هنا يشغلني الموات الذي يسيطر علي أجواء الوطن .. ليس في الأمر ثمة تشاؤم ولكن القبور بها نصيب من الحياة في دود يتحرك بين الجيف ونبتات من الصبارات تنمو فوق الشواهد ... أما عندنا فالحياة تتمثل في طوابير طويلة أمام مقصلة النظام في انتظار دورنا لنختار طريقة للموت بفقر مدقع أو علي أيدي مخبر أرعن ...! مواضيع ذات صلة 1. هيثم أبو خليل : شتّامة بالكهربا 2. هيثم أبو خليل في رسالة إلى عمرو خالد :لا تحرق نفسك بالدعاية للوطني 3. خليل أبوشادي : احتجاج “القرش” والصيد الجائر في الانتخابات 4. سياسيون: الرئيس وعد فأخلف..وتجاهله للتزوير أمام الهيئة البرلمانية للوطني طبيعي لأنه المسئول الأول عنه 5. أحمد محجوب: عن الدم الذي أضحك الرئيس