ماذا يريد الدكتور على الدين هلال حين يقول فى برنامج تليفزيونى إن الحزب الوطنى طلب فى إحدى المرات عمل مظاهرة فرفض الأمن خروجها، بينما وافق فى مرة أخرى لحركة كفاية على مسيرة سلمية فى شارع شبرا ؟!. هل يحاول أن يقنع المشاهدين أن الأمن يمكن أن يمنع رغبة للحزب الوطنى أويمنحها فى ذات الوقت لحركة كفاية حتى ولو كانت حقا دستوريا ؟ .. وهل يتصور د. على الدين هلال أن الشعب المصرى ساذج أو ينطلى عليه مثل هذا الكلام أو يمكن سيادته أن يبيع له "الترومواى" ؟. الدكتور على الدين هلال له علىّ فضل الأستاذية منذ أن علمنى فى السنة الأولى لىّ فى كلية الإعلام كيف تتطور النظم الدستورية، وكانت مناقشاته المفتوحة فى المحاضرات خارج الكتاب المقرر أهم ألف مرة مما فى الكتب.. وكان د.هلال يعلم فى هذا الوقت طلبته التاريخ الحقيقى لمصر، التى سوف تبقى ونمضى جميعا ويمضى معنا الدكتور هلال ويأتى من بعدنا وبعده من يؤرخ لمصر ويضع اسم الدكتور هلال ضمن المجموعة التى ساهمت فى خداع المصريين وأكررها - للأسف - فى خداعهم بالتمرير الديموقراطى للتوريث بعد أن أحكم الحزب الوطنى قبضته على مصر تماما، حتى عدنا لزمن الحزب الواحد هو الحزب الوطنى الذى ينظّر له ولرجاله الدكتور هلال . والحزب الوطنى هو الذى سوف يختار جمال مبارك رئيسا له ربما فى مؤتمره القادم ، وهو الذى سوف يرشحه للانتخابات الرئاسية غالبا فى الانتخابات القادمة، وسوف يترشح ضده اثنين أو ثلاثة غالبا من رؤساء الأحزاب الديكورية ( نسبة للديكور) الموجودة على الساحة ، وغالبا سوف يحصل هؤلاء الثلاثة على نسبة من الأصوات لن تزيد مجتمعة على 10أوعلى الأكثر 15 بالمائة من أصوات الناخبين أما النتيجة فهى طبعا معروفة. وأما أن الحزب الوطنى يسيطر الآن تماما على مصر، فهذه حقيقة يتصرف على أساسها الحزب فيطبق قاعدة من ليس معنا فهو ضدنا. وبعد هذا يأتى د. هلال ليقنعنا أن الأمن رفض مظاهرة للحزب.. منتهى الديمقراطية التى سوف يسجل التاريخ يادكتور أن كنت واحد من الذين أرسوا قواعدها !