بعد تأكيدات عائلة حمدي الفخراني، عضو مجلس النواب السابق، أن لعبة "الحوت الأزرق" السبب في انتحار ابنهما، بدأت طلبات الإحاطة والبيانات العاجلة تتزايد داخل البرلمان، لبحث ضرورة التحرك السريع من قبل وزارة الاتصالات؛ لحظر انتشار اللعبة على الأجهزة المحمولة في مصر، من خلال استخدام التقنيات التكنولوجية التي يمكنها حجب مثل تلك الألعاب، وذلك قبل أن يصبح الموت داخل غرف الأطفال والمراهقين الباحثين عن التسلية والمتعة من خلال تلك الألعاب الانتحارية. وطالب أحد النواب بوضع مادة في قانون "الجرائم الإلكترونية" تجُرم تصميم التطبيقات والألعاب الخطرة. النائبة ماريان أمير، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أكدت أن أعضاء اللجنة وأعضاء آخرين بالمجلس تقدموا خلال الأيام الماضية بطالبات إحاطة وبيانات عاجلة لوزارة الاتصالات؛ لضرورة حجب لعبة الحوت الأرزق ومثيلتها من الألعاب "الانتحارية" في مصر، والتي تشكل تهديدًا كبيرًا لآلاف الأطفال والشباب الحاملين للأجهزة الإلكترونية من أجل التسلية، من خلال تحميل الألعاب الإلكترونية. وأكدت ماريان ل"البديل"، أن حادثة انتحار ابن حمدي الفخراني، عضو مجلس النواب السابق، بسبب انغماسه في لعبة الحوت الأزرق، والتي أثرت على سلوكياته النفسية، قد تتكرر خلال الفترة المقبلة في حال تأخر حظرها داخل مصر، مشيرة إلى أن وزارة الاتصالات لديها التقنيات التي تمكنها من حجب مثل هذه الألعاب الإلكترونية الخطرة، مطالبة الوزارة بسرعة التحرك لحجب اللعبة، وضرورة أن يعمل الإعلام على توعية الشباب والأطفال بخطورتها. وقال النائب شريف الورداني، أمين سر لجنة حقوق الإنسان، الذي تقدم بطلب إحاطة، لتوجيهه لوزير الاتصالات، إنه اقترح هو وبعض النواب على اللجان المختصة مناقشة قانون الجرائم الإلكترونية، بأن يتضمن القانون حظر استخدام التطبيقات الخطرة والألعاب الإلكترونية "الانتحارية"؛ نظرًا لما تسببه من جرائم، وتعريض حياة الأشخاص للخطر، وتهديد حياتهم. وطالب الورداني وزير الاتصالات بضرورة وجود رقابة على هذه التطبيقات، مشددًا على تدخل الحكومة لحظر استخدامها في مصر، مؤكدًا ضرورة نشر التوعية على مستوى الأسرة والمدرسة، وتحذير الطلاب من مدى خطورة استخدام هذه التطبيقات التي قد تقودهم للانتحار. وأضاف الورداني أن "الحوت الأزرق" انتشرت في الفترة الأخيرة، وتعتمد على اختراق بيانات المستخدمين لها، ومن ثم تقوم بابتزازهم، وتحريضهم على إيذاء أنفسهم والانتحار، مشيرًا إلى أنه وقع العديد من حالات الانتحار والإيذاء في مصر بسببها. كيف اكتشفت عائلة الفخراني أن "الحوت الأزرق" وراء انتحار ابنهم؟ قالت الدكتورة ياسمين، ابنة عضو مجلس الشعب السابق، حمدي الفخراني، إن شقيقها خالد البالغ من العمر 18 عامًا انتحر بسبب لعبة الحوت الأزرق، وأضافت خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "العاشرة مساءً" أنه تم العثور على متعلقات للعبة الحوت الأزرق ضمن مقتنيات شقيقها الراحل، تتضمن إشارات وعلامات اللعبة، لافتة إلى أن شقيقها تحدى بجنونه هذه اللعبة اعتقادًا منه بالفوز والقضاء على الأسطورة، حتى انتصرت عليه اللعبة. وتابعت أن كثيرًا من حالات الانتحار شنقًا بين الشباب ترجع لهذه اللعبة، مشيرة إلى أن شقيقها شنق نفسه في عمود دولاب غرفته مثلما طلبت منه لعبة الحوت الأزرق. وحذرت الأهالي والشباب من سحر يتم نشره عبر تطبيق لعبة الحوت الأزرق، لافتة إلى أهمية إبعاد الهواتف المحمولة التي تحمل تطبيق هذه اللعبة عن غرف النوم ليلاً لإصدارها أوامر ضارة من بينها الشنق. هكذا تقود اللعبة الأطفال والشباب إلى الموت أصبحت لعبة الحوت الأرزق، التي تدفع مستخدميها إلى الموت داخل أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة، وداخل غرف الأطفال والشباب تهدد حياتهم، وهي من أبرز الألعاب الإلكترونية "الانتحارية" التي انتشرت على شبكات الإنترنت في العالم، خلال السنوات الأخيرة جذبت كثيرًا من الأطفال والمراهقين الباحثين عن المتعة والتسلية، ومنذ ظهورها تسببت هذه اللعبة في انتحار عشرات الأطفال والمراهقين حول العالم، ومن بينهم حالات انتحار في تونس والسعودية والجزائر والمغرب وغيرها من الدول، إلا أنه لا تزال متاحة للجميع، ولم تحظر حتى الآن، وتهدد حياة كل براءة طفل أو فضول وشغف مراهق استسلم لها. ولعبة الحوت الأزرق، التي ظهرت إعلاميًّا في عام 2013، والمسؤول عنها طالب علم النفس البالغ من العمر 21 عامًا، فيليب بوديكين، والذي طُرد من جامعته بسبب تطوير اللعبة، والذي ادعى أنه اخترعها بقصد تطهير المجتمع، بدفع هؤلاء الأفراد إلى الانتحار، الذين اعتبرهم لا قيمة لهم، تدور حول "مشرف" يقود اللاعبين، ويقدم تحديات لهم، وتتمثل العقبة النهائية في اللعبة في أن ينتحر المشارك، على أن تبدأ التحديات بطلبات بريئة، مثل رسم حوت على قصاصة من الورق. وبعد ذلك يرسل المشرف إلى اللاعب 50 تحديًا يجب خوضها يوميًّا، ويتم اختتام اللعبة بتحدي الانتحار، ولا يسمح للمشتركين بالانسحاب، وإلا سيتم نشر بعض الأمور والأسرار الشخصية عنهم، ويتم تهديدهم بقتلهم مع أفراد أسرهم، من أجل إخافتهم وبث الرعب في نفوسهم؛ لإجبارهم على الاستمرار وتكملة التحدي للنهاية.