«فاروق الباز، سليم حسن عميد الأثريين المصريين، الدكتور أحمد مستجير، الأديب نجيب سرور، نعمان عاشور المسرحي الشهير، الفنان التشكيلي محمد البلتاجي، رائد الصحافة الحديثة محمد التابعي، الكاتب الكبير أنيس منصور، أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد، شاعر الجندول علي محمود طه، أحمد حسن الزيات من رواد النهضة الثقافية بمصر والعالم العربي، محمد المخزنجي، الدكتور محمد حسين هيكل، الشاعر كامل الشناوي، الشاعر مأمون الشناوي، زكريا الحجاوي رائد الفن الشعبي، النحات محمود مختار، محمود الخطيب، كوكب الشرق أم كلثوم، الموسيقار رياض السنباطي، جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق، محمد متولي الشعراوي، الشيخ نصر الدين طوبار، والشيخ سيد النقشبندي»… قائمة طويلة ممتدة في جميع مجالات الإبداع، قدمتها محافظة الدقهلية، والتي تعاني لسنين من تجاهل شديد، وتهميش لدور المواقع الثقافية بها، والبالغة 41 موقعًا. في مدينة المنصورة، عاصمة المحافظة، يقع فرع ثقافة الدقهلية، والمفترض أنه يعمل على تقديم الخدمة الثقافية لأبناء المحافظة، والذين يزيد تعدادهم السكاني على ستة ملايين نسمة، وتتوزع شبكة المواقع الثقافية المتنوعة (البالغة 41) ما بين 17 مكتبة، و17 بيت ثقافة، و7 قصور ثقافة، ومن المفترض أيضًا أن تتنوع خدماتها الثقافية ما بين ندوات ومحاضرات وأمسيات أدبية وشعرية وعروض موسيقية ومسرحية ونوادٍ للأدب و العلوم، ومعارض للكتب والفن التشكيلي وورش فنية. ولكن وبالرغم من أن عدد العاملين بها حوالي 770 موظفًا وعاملاً، ذوي مؤهلات متنوعة، إلا أن العديد من المراكز والقرى لا يوجد بها أي أنشطة، كما أن بعض قصور الثقافة في المراكز مقتصرة على موظف لا يذهب وحارس أمن أمام البوابة، وأغلب هذه القصور عبارة عن شقة من غرفة وصالة خارج نطاق الخدمة. وطالب العديد من مواطني الدقهلية، خاصة بمراكز ومدن أجا ودكرنس وميت غمر، بفتح مراكز ثقافية؛ ليلتحق بأنشطتها الطلاب والأطفال والشباب، معربين عن استيائهم من الوضع السيئ الذي وصلت إليه المراكز الثقافية من إهمال وغلق لسنوات طويلة. وأكد عاطف عميرة مدير عام فرع ثقافة الدقهلية في تصريحات خاصة ل"البديل" أن العديد من المواقع الثقافية تحت الصيانة ولها احتياجات عديدة، ومن أبرز المواقع الثقافية: قصر ثقافة المنصورة، قصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر، بيت ثقافة السنبلاوين، بيت ثقافة أجا، قصر ثقافة نجيب سرور بإخطاب، قصر ثقافة الطفل بالمنصورة، بيت ثقافة دكرنس ، بيت ثقافة علي مبار ببرمبال، مكتبة حسن طوبار، بيت ثقافة المطرية، متابعًا أن هذه المواقع كانت تتميز بأنشطتها المتميزة والمتنوعة ما بين مسرح وموسيقى وغناء وأمسيات شعرية ونوادي أدب، ورش ومعارض فنون تشكيلية وموسيقى وآلات شعبية ونوادٍ للمرأة والتكنولوجيا والعلوم، كما تشمل مكتبات للكبار والصغار، وذلك نظرًا لطبيعة المدن والقرى الموجودة بها وطبيعة تجهيز هذه المنشآت وإقبال المواطنين على المشاركة و التردد عليها، مشيرًا إلى أنه قريبًا سيتم إعادة العمل فيها من جديد. مواقع تحتاج إلى دعم وأضاف عميرة أن هناك مواقع الثقافية في أماكن مؤجرة، شقق أو غرف داخل وحدات محلية أو وحدات تنمية المجتمع، وكذلك بعض مراكز الشباب؛ مما يؤثر عليها سلبًا من حيث صغر المساحات والارتباط بظروف ومواعيد العمل داخل تلك الجهات الحكومية وعدم القدرة على القيام بكل الأنشطة التي تقدمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، مثل الحفلات الموسيقية والمسرحيات وعروض الفنون الشعبية، وفي هذه الحالات نستعيض بإطلاق (قوافل ثقافية) تجوب القرى المحيطة والنائية؛ لتوصيل الخدمة الثقافية للجميع، وتشمل تلك القوافل تختًا موسيقيًّا ومحاضرة ثقافية وأمسية شعرية وعروض مسرح العرائس، وكذلك تفعيل مشروع (مسرح الجرن) الذي يقام لمدة شهر سنويًّا بالتعاون مع إحدى المدارس بالقرى المحرومة ثقافيًّا، ويتم خلاله عمل ورش تعليم الموسيقى والشعر و الغناء وصناعة العرائس والفنون التشكيلية والمسرح وتأليف القصص والحكايات الشعبية. وأشار عميرة إلى أن أبرز المدن الأكثر احتياجًا هي مدينة الجمالية، فالمركز الثقافي الخاص بها عبارة عن بيت ثقافة ملحق بمجلس المدينة، وتمت مخاطبة المجلس لتخصيص قطعة أرض لبناء موقع ثقافي يليق بالمدينة، وكذلك مركز تمي الأمديد، والموقع مؤجر، ولكن تم مؤخرًا تخصيص قطعة أرض مساحتها 1400 متر ووضع حجر الأساس لبناء يتكلف حوالي 7.5 مليون جنيه. أما بيت ثقافة السنبلاوين، أحد أهم المواقع الثقافية بالدقهلية فهو ذو نشاط متنوع، ولكنه يحتاج إلى تخصيص قطعة أرض لإنشاء مسرح مجهز؛ لتقديم عروض الكورال والمسرحيات والفنون الشعبية. بينما بيت ثقافة المطرية فيحتوي على مسرح صيفي، ولكنه غير مجهز بأجهزة الصوت والإضاءة اللازمة لتقديم جميع العروض الفنية، كما يحتاج إلى تغطيته؛ ليمكن الاستفادة منه طوال العام. وتابع مدير عام فرع ثقافة الدقهلية أن قصر ثقافة البرامون يحتوي على مساحة كبيرة خالية، يمكن تحويلها لمسرح للمساهمة في إقامة مختلف الأنشطة الثقافية، مؤكدًا أنه طالب بإفراد ميزانيات مالية مناسبة وكافية لعمل قوافل ثقافية طوال العام للقرى النائية والمحرومة من الخدمة الثقافية؛ وذلك لمحاربة ما قد تتعرض له هذه القرى من أفكار متطرفة، تؤدي إلى انتشار ظاهرة الإرهاب، وتقوم هذه القوافل بالتفاعل مع أهالي هذه القرى واكتشاف المواهب الدفينة وتشجيعها على المشاركة بالفعاليات، وضم الراغبين منهم للفرق الرسمية التابعة للهيئة؛ حيث إن أهم الطرق لمحاربة أي فكر متطرف هي نشر الفن والثقافة. وأوضح أن الدقهلية تحتاج إلى تدعيم مكتبات الطفل بأحدث الإصدارات الأدبية المتميزة؛ وذلك نظرًا لارتفاع أسعارها، وتدعيم مكتبات الكبار بالمزيد من الكتب المتخصصة في كافة المجالات القانونية والطبية والموسوعات العلمية وأمهات الكتب الدينية ذات الفكر المعتدل؛ لتعم الفائدة جميع أفراد المجتمع، وتزويد المكتبات بأجهزة كمبيوتر حديثة وبرامج تشغيل المكتبات الرقمية والكتب الإلكترونية؛ لمواكبة التطور السريع في العالم. وطالب عميرة وزارة الثقافة بضرورة دعم إنشاء فرقة المنصورة للفنون الشعبية، والتي تحتاج إلى دعم مادي للملابس والأجهزة والآلات الموسيقية والديكورات. وأكد أن قوام الفرقة والإدارة الفنية متوفرة، ومستعدة للعمل، ولكن يعوقها الدعم المادي لتوفير احتياجاتها.