عرف الأهالي رواد العمل الثقافي بالدقهلية في مجالات عديدة.. وترك مسرح الجرن تحديدا, أثره في وجدان متابعيه..لم يكن غريبا علي رجال المسرح أن يجوبوا الريف من خلال مسرح الجرن لجذب المواهب ونقل الثقافات ووأد الفكر المتطرف من خلال مواجهة تلك الأفكار الهدامة بالرؤي المستنيرة عبر42 موقعا ثقافيا بالمحافظة أبرزها قصر ثقافة نعمان عاشور ومكتبة حسن طوبار, وبيت ثقافة السنبلاوين.. أكد طارق عميرة- مدير عام الثقافة بالدقهلية أن هدفنا الأساسي هو شغل أوقات الفراغ للطلاب في التعليم ما قبل الجامعي خلال فترة الإجازة, وأيضا الاستفادة من مواهب الطلاب الجامعيين, لمكافحة الفكر المتطرف بالفكر المعتدل ومن خلال الأنشطة والبرامج ومحاضرات التوعية.. ونهتم بالحفاظ علي الصحة الإنجابية من خلال محاضرات للأمهات لتكون الأم خير سفير لأسرتها وقريتها.. وقال: الثقافة رسالة لمواجهة الفكر المتطرف ولمكافحة الإرهاب والتي تحتاج لدعم معنوي والثقافة أمن قومي للحفاظ علي الهوية فنحن في خندق واحد مع الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب. وأشار عميرة إلي أن ممارسة النشاط الصيفي لجذب الطلاب والهواة من خلال41 موقعا والإدارة شيء حيوي ليصبح عدد المواقع42 موقعا في قصور ثقافة الدقهلية المميزة جدا.. تقوم بالعديد من الأنشطة مثل الورش الفنية والفن التشكيلي والمحاضرات والندوات, وأما عن موسم المسرح فإن المكاتب التنفيذية لكل فرقة تختار أفراد الفريق. وأكد أنه لا يوجد قصر للثقافة بالدقهلية مغلق ولكن يوجد ترميم بقصر ثقافة المنصورة علي مدار عام ونحاول تدارك الأمر حتي لا يؤثر علي أنشطة القصر حيث تتم ممارسة النشاطات بأماكن أخري من خلال بروتوكول تعاون مع التربية والتعليم والجامعة تحت إشراف المحافظة بالتنسيق مع التنمية البشرية ونعدها فرصة لممارسة الأنشطة علي مسارح الجامعة والتربية والتعليم والتي نصل بها إلي القري.. ومن القصور المميزة أيضا مكتبة المجاهد حسن طوبار بمركز المنزلة حيث تقام ورش فن تشكيلي بجانب ورشة المسرح. ومن الفنانين المميزين الأثري سامح الزهار والذي يتميز بميوله الغنية والإدارية وهو عنصر جذب للشباب, وقد أثري المكتبة بورشة عن كيفية توظيف الأحداث التاريخية في بناء قصة وتمت إقامة عمل مسرحي ممتاز للأطفال, وذلك في إطار الهواة وإطار المتاح من الإمكانات من حيث الميزانية علاوة علي الجهود الذاتية, وكما تتم إقامة ورش فنون تشكيلية للأطفال, مما يجعلنا نعد نواة لفنان مستقبلي يستطيع مثلا الرسم علي القماش ثم ينتقل لقصر ثقافة المنصورة لإقامة معارض مما يؤهلهم للكليات الفنية. وأوضح أن قصر ثقافة الطفل بالمراكز يستقبل المواهب حتي18 سنة ويقوم جهاز تنمية القرية بقيادة الزميلة آمال مرقس بالتعاون من خلال القوافل الثقافية بالقري وذلك مثل بيت ثقافة ميت الفرماوي في أجا وبني عبيد والمطرية بالاتفاق مع البيئة ونقدم وجبة ثقافية متكاملة من مسرح وشعر وموسيقي من خلال مسرح الجرن حيث يتم اختيار مدرسة أو قرية مثل مدارس دميرة الإعدادية, ويتم تقسيم العمل إلي عدة فرق سواء المسرح أو الأنشطة وقد كانت المسرحية الأخيرة عن مساوئ الزواج المبكر مما ينشر الوعي بين الطلاب المشاركين بالعمل وبين أهاليهم كما تتم إعادة التراث من خلال الأغاني التراثية والتي غابت عن الأهالي تحت إشراف المايسترو أحمد زكي, وكما يتم إنشاء ورش عمل عن كيفية كتابة القصة والتي تقوم الدكتورة سمية عودة بتنظيمها علاوة علي الأعمال المسرحية لمسرح العرائس والتي يقوم الرواد بتصنيعها بأنفسهم. و أكد طارق الجيزاوي, مخرج بفرقة ميت غمر المسرحية, نائب رئيس المكتب الفني للفرقة, أنه علي الرغم من عدم وجود مسرح بالقصر الآن إلا أننا لم نتوقف عن العروض المسرحية التوعوية بالمسرح الصيفي, ونتمني من المحافظ تخصيص قطعة الأرض التي كان مقاما عليها سينما الحرية بمساحة600 متر لبناء مسرح مجهز لتلك المدينة الكبيرة والتي يتم استخدامها كمخزن لمجلس المدينة لأننا بحاجه لإعادة الأنشطة سواء الفنون الشعبية أو الموسيقي العربية. وقد بدأنا الاتجاه للعمل الاجتماعي من خلال إنشاء الأكاديميات نظرا لوجود مواهب كثيرة ونقوم بالتدريبات بالقصر بشكل منهجي ومدروس من خلال تعليم الخط العربي والفن التشكيلي والندوات علاوة علي نادي الأدب. وأكد محمد سلام عضو عامل بقصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر شاعر ومؤلف مسرح الفن والأدب هم حائط الصد الأول ضد قوي التخلف والرجعية ولذا قمنا بعقد عدة أمسيات في عده قري تابعة لمركز ميت غمر بهدف نشر الفن الراقي واكتشاف مواهب جديدة لإثراء حركة التلقي والإبداع لدي العامة. وقال: تشمل عروضنا في القري فقرات شعرية عروضا موسيقية سكتشات مسرحية الهدف منها التوعية بمخاطر الإرهاب وإعلاء قيمة العمل وحب الوطن نفعل ذلك رغم عدم وجود مسرح مجهز لمثل تلك الأمور, ونستعيض بذلك بمسرح قصر الثقافة غير المجهز إطلاقا والذي هو عبارة عن مصطبة أسمنتية تفتقر لأي إمكانات لكن هناك مشكلة حقيقية حيث إن تلك الأمسيات تتم بجهودنا الذاتية بدافع حبنا الشديد لوطننا الغالي ولفننا ودون تدخل مسئولي وزاره الثقافة لأنهم في واد ونحن في واد آخر مما يعطي الفرصة لبعض الكيانات التي لها أهداف شخصية من الظهور بين الجماهير.