يسير بعربته في القرى والنجوع، وينتقل من محافظة إلى أخرى، يلتف حوله الصبية بمجرد رؤيته، مرددين "الراجل اللي بيوزع كتب"، إنه الروائي هيثم السيد، الذي قرر منذ 3 سنوات أن يحمل على عاتقه مسؤولية توصيل الثقافة إلى المناطق المحرومة. أطلق على مشروعه اسم "عربية الحواديت"، يعمل على توصيل الكتب والقصص إلى القرى والمراكز بجميع المحافظات، خاصة المناطق الفقيرة والمحرومة، التي لا تضم مكتبة واحدة، ويوزعها مجانًا على الأطفال، حتى بلغ مجمل ما وزعه بمشاركة مجموعة من الشباب المتطوعين، حوالي 30 ألف كتاب. وبدأت الفكرة مصادفة، حيث كان يسير هيثم في إحدى الشوارع وفي يده مجلة ملونة، أوقفته طفلة صغيرة وسألت عنها وعن محتواها، وعندما علمت أخبرها أنها مجلة مليئة بالحواديت، فأهداها إليها، لكنها رفضت لأنها لا تجيد القراءة، فقرر أن يحكيها لها، وفي اليوم التالي، فوجئ أنها أتت ومعها عدد كبير من الأطفال يريدون قصصا. تحمس هيثم لفكرة توزيع القصص والكتب على الأطفال، وانطلق المشروع من داخل قرية دوامة في مركز فاقوس محافظة الشرقية، واستهدف محافظات الوجه البحرى والصعيد، حيث زار 70 مكانا داخل الجمهورية، بالإضافة إلى إقامة 50 ورشة حكى قصص وكتب للأطفال. المشروع قائم على التطوع ومن خلال تبرعات بعض دور النشر وبعض الشباب المتحمسين للفكرة والمتهمين بنشر الثقافة والمعرفة، لكن منذ يومين خرج مؤسس "عربية الحواديت" من خلال الصفحة الرسمية للمشروع على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مؤكدا توقف المشروع. وكتب هيثم: توقف مشروع "عربية الحواديت" بسبب نفاذ الكتب، وتوقف دور النشر عن الدعم بالكتب على خلفية ارتفاع أسعار الكتاب الموجه للطفل وارتفاع أسعار الشحن وغياب المؤسسة الرسمية عن المشهد، ما يعنى توقف ما يقرب من 85 ورشة حكى للأطفال على مستوى 6 محافظات. وخرجت الدعوات تطالب وزير الثقافة بالمساعدة من أجل استكمال المشروع، وشهد المنشور تفاعلا كبيرا من جانب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل تدخلت وزارة التربية والتعليم من أجل إمدادهم بالكتب لاستكمال "عربية الحواديت"، كما تمكن المركز القومى لثقافة الطفل التابع للمجلس الأعلى للثقافة، من توفير 400 كتاب بشكل فوري بهدف استكمال المشروع الثقافي.