كتب| محمد ربيع– جمال عبد المجيد- أحمد الأنصاري وسام حسين- محمد زهران- بسمات السعيد حالة من القلق والترقب يعيشها المواطنون مع قدوم العام الدراسي، فالأحوال الصعبة التي يعاني منها المواطنون في مختلف المحافظات، وسوء حالة كثير من المدارس وصعوبة الوصول لها بسبب انعدام الطرق الآمنة أو تهالكها أو بعد المدارس في المناطق النائية أمور تزيد من أعباء المواطنين وهمومهم. ففي الدقهلية يعاني تلاميذ 43 جزيرة ببحيرة المنزلة من مشاكل عديدة، ويقول الأهالي إن أبناءهم بالمدارس يتعرضون للموت، لأن وسيلة المواصلات الوحيدة داخل البحيرة هى المراكب، ويستأجر سكان جزيرة الكنيسة عدة مراكب ب30 جنيها أسبوعيًا للطالب الواحد، ويتجمع التلاميذ كل يوم في الخامسة والنصف صباحًا للذهاب إلى أقرب مدرسة بجزيرة ابن سلام، وقد تتعرض حياتهم للموت إذا مر مركب كبير بجانب مركبهم الصغير، مما يتسبب في تمايلها وانقلابها في بعض الأحيان، بالإضافة إلى أن المراكب ترفض السير في أيام الشتاء الشديد ويتغيب التلاميذ عن مدارسهم في أيام البرد القارص والمطر، فضلا عن مرض الأطفال كثيرا بسبب هذه الظروف القاسية. قالت هدى محمد، إحدى المعلمات بالمدرسة الابتدائية بجزيرة العجايبة، ومن أهالي الجزيرة: المدرسة أنشئت بالجهود الذاتية منذ 60 عامًا تقريبًا، وتم تعيين مدرسين بها يتبعون محافظة بورسعيد، وهذا يسبب لنا ولهم معاناة كبيرة، فالمعلم عندما يأتي من بورسعيد يركب عدة مواصلات حتى يأتي إلينا، رغم أن الجزر بها معلمون ولكنهم تابعون لمديرية التربية والتعليم بالدقهلية، وطالبنا كثيرًا بتعيينهم في المدرسة توفيرًا للوقت ولصعوبة التحرك بالمراكب ولكن لا حياة لمن تنادى. وداخل مدرسة ابن سلام التابعة لقرية العزيزية، أعرب الأهالي عن استيائهم بسبب غرق المدرسة بالمياه الجوفية، رغم أن العام الدراسي الجديد على الأبواب، والمدرسة مازالت غير مؤهلة لاستقبال التلاميذ. لم تختلف الأوضاع كثيرًا بقرية سلمون القماش التابعة لمركز المنصورة، إذ صدر قرار إزالة لمدرستي طلعت حرب الإعدادية والابتدائية لوجود تصدعات بهما وحتى الآن لم يتم إزالتهما وبناء مدرستين جديدتين، وحتى الآن لا يعلم الأهالي مصير أولادهم في العام الدراسي الجديد. وصرح المهندس محمد سلامة، رئيس هيئة الأبنية التعليمية بالدقهلية، بأن خطة الهيئة في العام الدارسي الجديد هي إنشاء 3 آلاف فصل دراسي بقرابة 53 مدرسة سيتم إنشاؤها موزعة علي حسب الكثافة بالإدارات والأماكن الشاغرة، وسينتهي العمل منها في عام 2018، وأن المدرسة الوحيدة التي لم تسلم هي مدرسة المنصورة التجريبية بمنطقة توريل، ومازال العمل قائما بها من إحلال وتجديد، ولم يتم تسليمها مع بدء العام الدراسي الجديد. وفي محافظة الغربية يعاني طلاب مدرسة "أبيج الإعدادية المشتركة" التابعة لإدارة كفر الزيات بسبب رفض هيئة الأبنية التعليمية بالغربية تنفيذ قرار الإحلال والتجديد الصادر لها، كما يسيطر القلق على أهالي قرية كتامة التابعة لمركز بسيون، بعد ظهور تصدعات ببعض الأعمدة الخرسانية والأسقف بمدرسة الوحدة الابتدائية الآيلة للسقوط، وتواجه المدرسة الإعدادية بقرية "كفور بلشاي" خطرًا داهمًا لوجود مصرف أمامها أصبح مأوى للحشرات والأوبئة نتيجة تراكم القمامة بها مما يجعلها صداعًا في رأس أولياء الأمور، ورغم أن المدرسة قد صدر لها أيضا قرار إزالة منذ سنوات إلا أنه لم ينفذ حتى تلك اللحظة. في ذات السياق تعاني مدارس شفا الإبتدائية، والإصلاح بطنطا، وميت هاشم الثانوية المشتركة، وميت هاشم الإعدادية المشتركة بمركز سمنود، العديد من المشكلات التي يأتي في مقدمتها محاصرة القمامة ومياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى تأخر أعمال الصيانة بسبب إهمال وتقاعس هيئة الأبنية التعليمية بالغربية، فضلا عن معاناة بعض المدارس في المحافظة من الإهمال وانتشار القمامة بها وانبعاث روائح كريهة تهدد حياة الطلاب بخطر الإصابة بالأمراض المزمنة والعدوى بالإضافة إلى إغلاق دورات المياه في بعض المدارس لعدم الانتهاء من صيانتها. من جانبه، قال الشناوي عايد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، إن معظم مدارس المحافظة جاهزة لاستقبال العام الدراسي الجديد، والعمل بها سيكون على أفضل وجه لافتًا إلى أنه قام بافتتاح مدرسة سمنود الابتدائية بعد أن تم الانتهاء من عمل إحلال كلي لها وتضم 16 فصلا دراسيا، ومدرسة ميت حبيب الإعدادية بنات، بعد عمل إحلال كلى لها وتضم 18 فصلا، ومدرسة مسجد وصيف الثانوية بزفتى، وبها 10 فصول، ومدرسة سعيد محمود للتعليم الأساسي، وبها 11 فصلا، وهي إنشاء كلي جديد على مساحة 1570 متر مربع. وتعد محافظة أسيوط، من أكثر المحافظات التي تعاني من كثرة المدارس الآيلة للسقوط بمراكز أسيوط ومنها مدرسة الوحدة العربية الابتدائية، ومدرسة بني شقير الابتدائية بقرية بنى شقير بإدارة منفلوط التعليمية، ومدرسة الوحدة العربية بقرية الزاوية، ومدرسة جزيرة الأكراد الابتدائية بمنقباد بمركز أسيوط، ومدرسة أبو تيج الابتدائية المشتركة بشارع النيل بمركز أبوتيج، ومدرسة بوق الاعدادية، ومدرسة عرب الشيخ عون الله، ومدرسة بني يحيى الابتدائية بمركز القوصية. وتضم مدرسة "بوق" ما يقرب من 3 آلاف طالب مقسمين بين مدرسة بوق الابتدائية المشتركة بالفتره الصباحية, ومدرسة بوق الإعدادية المشتركة بالفترة المسائية, ومساحة الفصل لا تتعدى 15 مترًا، ويضم الفصل أكثر من 65 طالبا داخل 6 فصول فقط، وسقفها من جريد النخيل ويتسبب في سقوط التراب على التلاميذ من كل ناحية، كما أن الحمامات غير صالحة للاستخدام الآدمي, والعشرات من الطلاب في كل فصل يفترشون الفصل لقلة الكراسي, فيما يقوم الطلاب بقضاء حاجتهم فى الخلاء. من جانبه، أكد صلاح فتحي، وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، أن 22 مدرسة جديدة دخلت الخدمة بتكلفة بلغت 78 مليون جنيه وجاري إنشاء 43 مدرسة أخرى بتكلفة 128 مليون جنيه، بالإضافة إلى انتهاء معظم أعمال التطوير والصيانة بمختلف المدارس مع بداية العام الدراسي الجديد. وفي محافظة سوهاج تقع 6 مدارس في مرمى الخطر بإدارات طما التعليمية وسوهاج التعليمية وساقلتة، وتتمثل خطورة تلك المدارس في وجود عيوب بالهيكل الخراساني لمبانيها ووجود تصدعات وشروخ في أعمدتها وسقوفها وهو ما جعلها تدخل تحت مسمى "مدارس شديدة الخطورة" طبقا لمسميات التربية والتعليم. كما يوجد 3 مدارس أخرى دون أسوار تحمي الطلاب رغم وقوعها علي طرق زراعية سريعة وهي مدرسة نجع عتمان بأولاد عزاز التابعة لمركز سوهاج، ومدرسة نجع الخطبة التابعة لمركز طما، ومدرسة الشنشيفي بساقلتة، وهو ما يهدد حياة الطلاب بالموت دهساً تحت عجلات السيارات السريعة، ناهيك عن المدارس التي تقع وسط الزراعات بدون أي أسوار كمدرسة الشيخ جمعة بمركز طهطا، إذ تتمثل الخطورة بهذه المدارس في تآكل الخرسانات وأجزاء من الأعمدة ما يجعلها تهدد حياة التلاميذ والمعلمين بصفة مستمرة، وتعلل مديرية التربية والتعليم استمرار الدراسة بهذه المدارس غير المطابقة للمواصفات بزيادة أعداد وكثافات التلاميذ بالمدارس، وعدم وجود إمكانيات. أما محافظة المنيا، فيتمثل الخوف لدى الطلاب في وقوع عدد من المدارس وسط المقابر، وبالقرب من المناطق الجبلية، بما يمثله ذلك من فوضى تشهدها تلك المدارس بسبب الصراخ أثناء عملية الدفن، الأمر الذي دفع عددا كبيرا من أولياء الأمور لتقديم طلبات لنقل المدارس إلى مناطق أكثر أمانا. أبرز تلك المدارس هي مدرسة القيس الثانوية المشتركة بقرية القيس بمركز بني مزار, ومدرسة السلام الإعدادية بنات بطحا العمودين سمالوط, ومدرسة زاوية برمشا الابتدائية بمركز العدوة بأقصى شمال غرب المحافظة، والتي تقترب من الظهير الصحراوي الغربي، وتضم المدراس الثلاث ما يزيد على 2500 طالب وطالبة، جميعهم يعانون من سوء موقع المدارس والمسافة التي يقطعها الطلاب وسط الجبانات يوميا، وحالة الخوف التي تنتاب الكثيرين من وجود بعض من تلك الجبانات مفتوحة بسبب أعمال نبش القبور التي تتم على يد الكثيرين. هناك أيضا مدرسة الشرفا الابتدائية التي تقع تحت سفح الجبل مباشرة بقرية الشرفا والتي تبعد عن مركز المنيا بنحو 2 كيلو متر تقريبا، وأعرب الأهالي عن قلقهم المستمر على حياة أبنائهم في حالة حدوث سيول خلال موسم الشتاء. وبحسب احصائيات مديرية التربية والتعليم بالمنيا، فإن نتيجة الحصر الشامل للمدارس التي تقع بمنطقة شرق النيل الأكثر عرضة للسيول تشمل 74 مدرسة ابتدائية، 37 إعدادية و7 مدارس ثانوي، وذلك بجميع مراكز المحافظة عدا العدوة، وتلك المدارس من الممكن أن تستغل كمراكز إيواء لمواجهة أي أزمات محتملة. وكشف مصدر بمديرية التربية والتعليم بالمنيا ل"البديل" أن هناك 7 مدارس آيلة للسقوط بالمحافظة خرجت هذا العام من الخدمة بسبب سوء حالتها، من بينها مدرستان بمركز ملوي و2 بمركز مغاغة، وتم توزيع الطلاب على مدارس مجاورة بذات القرى في الفترة المسائية، بينما دخلت 44 مدرسة جديدة للخدمة هذا العام عقب الانتهاء منها. أما محافظة الفيوم فتعاني كثير من مدارسها من الإهمال وسوء التخطيط, وأصبحت مدرسة "الزملوطي" المكونة من 5 فصول للتعليم الأساسي عبارة عن مبنى متهالك يقبع تحته أكثر من 300 تلميذ، كما تعاني من عدم وجود سور حولها يحميها أو يحمي تلاميذها من بطش أي أحد, فهي مفتوحة من جميع الجوانب على الشارع والبيوت المحيطة، ناهيك عن احتلال عربيات الكارو والحمير لساحات المدرسة في بعض الأحيان. وفي مدرسة كفور النيل، ارتفع منسوب الرطوبة بالأرضيات، وهي عبارة عن مبنى من طابق واحد مسقوف بالعرق واللوح الخشبي، ويمر من داخلها المواطنون العاديون وسائقو العربات الكارو لعدم وجود سور. وقال علاء قنديل، مدير إدارة اللامركزية بالفيوم، إن المدارس المتهالكة تحتاج إلى إعادة تشييد وهذا ليس من السهل في الوقت الراهن إذ إن هناك تحديات وروتينا ربما يأخذ سنوات حتى يتم تحقيق ذلك الهدف.