تحول طريق الصعيد الزراعي بمحافظة المنيا، أو كما يطلق عليه طريق "مصر – أسوان " إلى مصيدة للموت، رغم أنه يعد أهم الطرق الحيوية بالمحافظة، وتسير عليه يوميًا آلاف السيارات في اتجاهها إلى المراكز التسع، إذ يعاني من مشكلات كثيرة جعلته مؤخرا يحصد أرواح مئات المواطنين دون توقف. الطريق يفتقر في ناحيته الجنوبية بطول 50 كيلو متر تقريبًا خاصة من مدينة المنيا لملوي إلى كثير من العوامل اللازمة لمنع وقوع الحوادث المرورية، على رأسها عدم مطابقة الأسفلت لشروط الأمان؛ إذ يعاني من تآكل الطبقة الأسفلتية بشكل كبير وتشققها، في المنطقة الواصلة بين مركز المنيا ومدينة أبو قرقاص بطول 13 كيلو متر تقريبًا. ورغم أن الهيئة العامة للطرق بدأت في إعادة تطوير الطبقة الأسفلتية ووضع حواجز خرسانية ناحية ترعة الإبراهيمية، بعد تكرار وقوع الحوادث في الأشهر الأخيرة وانقلاب السيارات وغرقها بالترعة، إلا أن المماطلة في استكمال أعمال الطريق تسببت في حالة من الاستياء بين المواطنين والسائقين مؤخرًا، خاصة بعد إزالة الطبقة المتآكلة وترك الطريق على حالته الرملية والحصى منذ شهرين تقريبًا دون استكمال الأعمال، رغم اقتراب عيد الأضحى ورواج حركة السير شمالًا وجنوبًا عبر هذا الطريق. وقال علي محمد، سائق ميكروباص بخط المنيا – أبو قرقاص، إن الطريق بحالته الحالية يتسبب في أضرار بالغة بإطارات السيارات، إذ قامت إدارة الطرق بازالة الطبقة الأسفلتية منذ أكثر من شهرين، ولم تستكمل أعمالها رغم الضرورة القصوى لهذا الطريق، مشيرًا إلى أن السائقين أصبحوا يقطعون المسافة من المركز إلى مدينة المنيا في وقت يقترب من الساعة بعدما كانوا يقطعونها في أقل من نصف ساعة. واستنكر محمد عدم الالتفات إلى شكوى السائقين المتكررة، مؤكدًا أن إطارات السيارات الآن تجاوز ثمنها الألف وخمسمائة جنيه للإطار الواحد، واستمرار سيرهم على الطبقة الرملية والحصى طوال هذه الشهور والأيام، يكبدهم خسائر لا يشعر بها المسؤولون، مناشدًا بالانتهاء من أعمال الطريق بسرعة، خاصة أنه طريق حيوي يربط بين المدن وبعضها، ولا يوجد بديل له. وأوضح ممدوح الفولي، أحد أبناء مدينة أبو قرقاص، أنه اعتاد يوميًا الذهاب إلى عمله في مدينة المنيا بسيارته، إلا أنه بسبب التأخر في استكمال أعمال السفلته والرصف، بدأ في استقلال سيارات الأجرة لتلاشي الأضرار الكثيرة التي تصيب سيارته بسبب السير على الطريق بحالته الحالية، بالإضافة إلى عشرات المشاجرات التي تنشأ بين السائقين وبعضهم بعضا بسبب بطء حركة السير وانسداد الطريق كثيرًا. من جانبه، قال العقيد محمد صلاح، رئيس مركز ومدينة أبو قرقاص، إن الطريق يجرى تطويره حاليا بمعرفة الهيئة العامة للطرق، بطول 13 كيلو مترا تقريبًا بعد وقوع العديد من الحوادث به، مضيفًا ل"البديل" أن أعمال التطوير ستستغرق نحو 6 أشهر وفقًا للخطة الزمنية التي أعلنتها مديرية الطرق، وأن طول هذه المدة من اختصاصهم فقط، ولا يعلم لماذا التوقف في الوقت الحالي.