وصل تنافس الصينوالهندواليابان على إفريقيا لذروته، فوسط النمو الاقتصادي والاستراتيجي السريع للصين في القارة الغنية بالموارد، لم تقف الهندواليابان مكتوفا الأيدي، بل وضعتا اللمسات الأخيرة على خطة لتطوير المناطق الاقتصادية الخاصة فى الدول الإفريقية، في محاولة تهدف إلى مواجهة البصمات الصينية المتزايدة في القارة. قال موقع هندوستان تايمز الهندي، إن الشركات الهندية ستشارك في المنطقة الاقتصادية الأولى في ميناء مومباسا بكينيا، الذي يتم تطويره بمساعدات يابانية، حيث أبدت حوالي 10 شركات هندية اهتمامها بأن تكون جزءًا من المنطقة الاقتصادية الخاصة التي ستركز على البنية التحتية والأدوية والأسمدة والتصنيع، وأكد الموقع أن ميناء مومباسا ينضوي على أهمية قصوى للدول المتنافسة؛ لأنه المدخل إلى سوق شرق إفريقيا، حيث الشركات الهندية التي لها تأثير ووجود كبير. وأضاف الموقع أن الشركات الهندية لها حضور كبير فى المنطقة، وكذلك الشركات اليابانية لديها تكنولوجيات متقدمة، وكلاهما يأتي معًا من أجل إفريقيا، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الهندواليابان تقتحمان إفريقيا عن طريق النمو الاقتصادي والاستراتيجي السريع للصين في القارة الغنية بالموارد، وتطمح الدولتان إلى الانضمام إلى عضوية مجلس الأمن الدولي والاتحاد الإفريقي، وتابع الموقع أن الهند تشترك مع اليابان في تنمية القارة الإفريقية على أساس ما يمكن لبلدين القيام به سويًا من أجل الازدهار الاقتصادي وبناء القدرات وتنمية دول القارة، وأثارت القاعدة العسكرية الجديدة للصين في جيبوتي، وهي الأولى في المنطقة، مخاوف لدى العديد من عواصم العالم؛ حيث أظهرت أهداف الصين الاستراتيجية الخفية في المنطقة. وذكر "هندوستان تايمز" أن الهند تقدم مساعدات لمشاريع البنية التحتية الكبرى في إفريقيا كظاهرة حديثة بدأت من قبل حكومة الأخيرة، كما تركز اليابان على استراتيجية بنية تحتية جيدة، تهدف إلى مواجهة عملية تنمية البنية التحتية في الصين في أجزاء كثيرة من العالم، وتشير تقديرات مختلفة إلى أن بكين ستضخ ما قيمته تريليون دولار أمريكي، كجزء من مبادرة الطريق الواحد أو الحزام الأخضر في إفريقيا، ما دفع اليابان إلى تقديم مساعدات مضاعفة للقارة في سباق التنافس، وبلغت قيمة المساعدة الإنمائية الخارجية التي تقدمها اليابان للقارة جنوب الصحراء الكبرى، 226 مليار ين في عام 2015، فيما بلغت قيمة مساعدات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في نفس العام 171 مليار ين. ويتضح من خلال المؤشرات الأخيرة، أن اصطفاف اليابانوالهند ضد الصين لا يأتي من خلال المنافسة بين الدول في القارة أو لتوازن القوى، خاصة بعدما سبقت الصين العديد من الدول الكبرى في القارة، حيث استطاعت أن يكون لها قاعدة قوية من أدنى لأقصى مكان في إفريقيا، لكن هناك أسباب سياسية خاصة بعلاقة الدول الثلاث مع بعضهم بعضا، تدفعهم للتنافس على الأراضي الإفريقية، خاصة أن العلاقة بين الصينوالهند متوترة وكذلك العلاقة بين الصينواليابان، وهنا تلتقي مصلحة الهندواليابان معًا ضد الصين. الحدود الصينيةالهندية منطقة ملتهبة دائمًا تحاول بكينالصين من خلالها أن تبدد أوهام الهند العسكرية، حيث تفصل بين حرس الحدود الصينيين والهنود مسافة 150 مترًا فقط في مرتفعات هملايا، فيما تنخرط الدولتان في نزاعهما الحدودي، وتجري وزارة الدفاع الصينية مناورات بالذخيرة الحية في منطقة النزاع من حين لآخر لتخويف الهند، كما تقوم بتهديدها علانية، كما سبق أن نصحت بكيننيودلهي بعدم التعويل على الحظ في المعركة. أما الهند، فتتخوف من أن تستخدم الصين الأسلوب نفسه الذي استخدمته في البحر، وأن تستولي على مساحة من الأرض وتضع الخصم أمام الأمر الواقع، لذلك تعمل نيودلهي بكل جد لكسب الدول المتصارعة مع الصين ليكونوا قوة ضدها حتى وإن كانت قوة اقتصادية في أدغال إفريقيا الوعرة، التي أصبحت بالفعل أرض لمعارك الغرب التنافسية، التي قد تتحول إلى أرض معارك حقيقية ليس لإفريقيا فيها ناقة ولا جمل، كما أن الهند من مصلحتها تقوية العلاقات مع الدول الإفريقية خاصة جنوب إفريقيا، على اعتبار أنها العضو الخامس في مجموعة البريكس، والتي لجأت لها الهند لتسوية النزاع بينها وبين الصين، ومن مصلحتها الفوز بهذا العضو الإفريقي القوي.