شهدت مدينة تشارلوتسفيل التابعة لولاية فيرجينيا الأمريكية مقتل 5 أشخاص، على خلفية مظاهرات واحتجاجات واضطرابات واشتباكات بين اليمين المتشدد ومحتجين مناوئين لهم، حيث لقي 3 أشخاص حتفهم في حادث دهس، واثنان سقطا نتيجة تحطم مروحية جنوبالمدينة دون معرفة أسباب تحطمها، فيما استمر تدفق المتظاهرين على المدينة منذ أمس، ما اضطر حاكم الولاية إلى إعلان حالة الطوارئ. وسعت قوات الأمن إلى احتواء الاشتباكات العنيفة التي جاءت بسبب قرار مجلس مدينة تشارلوتسفيل إزالة تمثال يرمز لحقبة العبودية، للجنرال روبرت لي، وهو من دعاة الإبقاء على العبودية خلال الحرب الأهلية الأمريكية، الأمر الذي أثار حفيظة القوميين المتعصبين. وخلال الساعات الماضية، ازداد الوضع الأمني سوءًا في فيرجينيا، بسبب توافد الآلاف من أنصار اليمين المتطرف من مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة، إلى بلدة تشارلوتسفيل، لإظهار قوتهم والعدد الكبير المؤيد لأفكارهم المتشددة، في المقابل احتشد معارضو العنصرية ومناهضو الفكر المتطرف لمواجهتهم. حادثتان في أقل من 24 ساعة في فيرجينيا، أحدثتا ضجة واسعة في الولاياتالمتحدة بأكملها، ففي البداية شهدت المدينة حادثة دهس استهدفت حشدا خلال الاشتباكات التي وقعت بين اليمنيين مع معارضيهم، وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص على الأقل، وإصابة نحو 20 آخرين، وقال حاكم ولاية فرجينيا، إن الحادث كان متعمدا، وقد تم اعتقال 3 أشخاص مشتبه في ضلوعهم بالحادث. وفي تفاصيل الحادث أظهر شريط فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، سيارة داكنة اللون، تصدم بعنف مؤخرة سيارة أخرى، لتصطدم هذه بدورها بسيارة كانت أمامها، بعدها انطلقت السيارة الداكنة اللون نفسها مجددا باتجاه الخلف لتدهس عددا من المتظاهرين. الحادثة الأخرى هي سقوط مروحية كانت تقل شخصين، وقال المتحدث باسم إدارة الطيران الاتحادية، إن مروحية من طراز «بيل 407» تقل شخصين، تحطمت على بعد 11 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من تشارلوتسفيل، ولم يحدد بعد سبب سقوطها، وفي بيان على موقع «فيسبوك»، قالت شرطة فرجينيا إن الشخصين لقيا حتفهما، دون تقديم أي تفاصيل. وجاءت مسيرة اليمين المتطرف بعد شهر من مسيرة أصغر حجمًا، تجمع خلالها المئات من المرتبطين بمجموعة «كو كلاكس كلان» التي عرفت بارتدائها الأقنعة البيضاء للاحتجاج على خطط المدينة، وإزالة تمثال الجنرال روبرت، لكن هذه المرة كانت المظاهرات أشد إثارة وتأثيرا حيث شارك في المسيرة شخصيات بارزة من حركة «اليمين المتطرف» التي يقول مراقبون إنها أصبحت أكثر جرأة بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئاسة، في محاولة لحشد المزيد من المؤيدين. الرؤساء الأمريكيون السابقون والرئيس الحالي كان لهم رأي بشأن هذه المظاهرات، فقد ندد الرئيس دونالد ترامب، بوقوع المواجهات، مطالبا بالتوحد ونبذ كل أشكال الكراهية والعنف، كما كتب الرئيس الأسبق بيل كلينتون تغريدة على حسابه في موقع «تويتر» علق فيها على الحادث: «حتى وإن كنا نحمي حرية التعبير والتظاهر، فيجب أن ندين الكراهية والعنف والاستعلاء العرقي الأبيض». أما الرئيس السابق باراك أوباما، فغرد مقتبسا من كلام الزعيم الإفريقي الراحل نيلسون مانديلا: «لا أحد يولد وهو يكره شخصا آخر بسبب لون جلده أو خلفيته أو دينه»، مؤكدًا «يجب أن يتعلم الناس كيف يكرهون، وإذا كان من الممكن تعليمهم الكراهية فلا بد أنه من الممكن أن يتعلموا كيف يحبون». التداعيات على المستوى الأمني كانت كثيرة، فبعد تحول التجمعات التي سبقت المظاهرات إلى أعمال عنف عندما تواجهت مجموعات من اليمينيين المتطرفين مع متظاهرين مناوئين لهم، صوت مجلس مدينة فرجينيا بالسماح لرئيس الشرطة بإعلان حظر التجول بعد أحداث العنف، وأعلن حاكم الولاية حالة الطوارئ بسبب المواجهات.