تحل اليوم، في 2 مايو، ذكرى وفاة الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، الذي ولد في نابلس، وهو أخو الشاعرة فدوي طوقان، ورئيس الوزراء الأردني أحمد طوقان، وتمحور مشروعه حول القومية العربية، التي كانت أهم القضايا التي نادى بها؛ بسبب وقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني وقتها. تعلم في المدرسة الرشيدية بنابلس، ثم التحق بمدرسة المطران في القدس عام 1919، وأخيرًا بالجامعة الأمريكيةببيروت سنة 1923، والتي منحته بدورها شهادة الجامعة في الآداب عام 1929، وبعد أن استمر فترة في بيروت، عاد عام 1936 ليترأس القسم الإذاعي في القدس، كما عين مديرًا للبرامج العربية، لكن سلطات الانتداب أوقفته عن عمله، فذهب إلى العراق وعمل مدرسًا حتى عاد مريضًا إلى وطنه فلسطين. وأشار إحسان عباس، في مقدمة الأعمال الكاملة للشاعر، إلى أن طوقان بلغ ذروة الحب ثم ذروة الشهوة ثم ذروة المشكلة الوطنية، وكان لتيار الحب اليد العليا، جاء ذلك التأثير بعد حبه الأول عام 1924 إلى 1932، وتطور شعور الحب وتأثيره لديه بعد علاقته بالراقصة الإسبانية مرغريتا، التي كتب فيها الكثير من شعره. تحول إبراهيم طوقان من هذا التيار إلى تيار المجون، وقال الدكتور عمر فروخ: في عام 1933 و1934 نَظَم إبراهيم شيئًا كبيرًا من المجون، واستمر الشاعر في هذا الاتجاه إلى حتى عام 1935، فسخر طوقان كل طاقته للقضايا الفلسطينية، فقد تحدث عن مشكلة الزعامة والسياسة والأحزاب في فلسطين، أما بعد عام 1935 فلم يكتب طوقان إلَّا قصائد معدودة. واعتمد طوقان في شعره مبدأين نقديين عبر عنهما بقوله: «الشعر نكتة، قد يحسن الشاعر قولها وقد لا يحسن، وقد «يلقطها» القارئ أو السامع وقد تفوتهما، وكما أن الإنسان لا يجوز أن يحكم عليه بمخالطته في جلسة أو جلستين، فكذلك لا يجوز أن يحكم على الشاعر بقصيدة أو قصيدتين» والمبدأ الثاني إيمانه بأن الشعر «عبارات نثرية موزونة لا أثر للخاطر عليها، بل اتفق لها هي أن تكون موزونة» ومن هذين المبدأين جاء تحرر طوقان بالشعر وصلته الوثيقة بالشعر الإنجليزي. نشر ديوان إبراهيم طوقان بعد وفاته، وقد جمع أغلبه من الصحف والمجلات التي كان ينشر بها، ومن أهم قصائده «موطني» التي كانت تعد النشيد غير الرسمي للشعب الفلسطيني، وباغته المرض فمات على إثره وهو في السادسة والثلاثين من عمره، وذلك في 2 /5 /1941.