داخل شارع عماد الدين في وسط القاهرة، وفي قلب شارع الفنوملتقى النجوم والفنانين وصناع الدراما، يقع مقهى بعرة، على بعد خطوات من سينما كوزموس التى تحتل إحدى نواصي شارع عماد الدين الشهير، وهي البقعة التي انطلقت منها أشهر الفرق المسرحية والغنائية وألمع النجوم في بدايات القرن الماضيكما شهدت وجود مسارح النجوم مثل نجيب الريحاني وعلي الكسار. وتعتبر قهوة بعرة شاهداعلى جزء كبير من تاريخ الفن منذ أربعينيات القرن الماضي، لوقوعها في مركز الفن بشارع عماد الدين، وما أسهمت به في الكشف عن عدد من المواهب التي لمعت على الشاشة، ممن كانوا يترددون على القهوة بحثا عن المخرجين والمنتجين لتبني موهبتهم، وإلى جانب ذلك، فقد اشتهرت القهوة بوجود "الكومبارس" بحيث يلجأ إليها مسؤولو الريجستات للتعاقد معهم على الأعمال الفنية. من هو بعرة؟ قهوة بعرة لصاحبها محمد الزناتي، يعود تاريخها إلى عام 1939، وعرفت برخص أسعار المشروبات بها، وكانت هي الوحيدة بشارع عماد الدين، وكانت تفتح من الساعة 4 عصرا حتى وقت متأخر من الليل وتتكدس بالموظفين والكومبارس، وكانت تسمى نادي الكورسال ولكن سرعان ما تغير اسمها واشتهرت ب"قهوة بعرة". كان الفنان الراحل رشدي أباظة، سبب تسمية القهوة بهذا الاسم، حيث كان أحد روادها وكان يمازح صاحبها محمد الزناتي بإطلاق وصف "بعرور" عليه، وهو صغير الجمل لضخامة حجم الرجل، ثم صار يناديه باسم بعرة الذي حظي بالانتشار وأصبح أكثر شهرة من اسمه الحقيقي. الكومبارس كان الكومبارس هم أكثر جلوسا على قهوة بعرة، انتظارا لأحد مسؤولي إنتاج الأعمال الفنية واختيار أحدهم أو بعضهم للمشاركة في الأفلام أو المسلسلات والمسرحيات سواء لأداء أدوار فردية أو جماعية صامتة أو ناطقة، وكان الزناتي هو همزة الوصل بين الريجيستر والكومبارس، وكثيرا ما كان يتلقى الاتصالات الهاتفية للتأكد من وجود الأشخاص المختارين لأداء العمل. النجوم ورغم شهرتها كقهوة كومبارس، فقد جلس على قهوة بعرة عدد من كبار النجوم والفناني ومن بينهم هند رستم، رشدي أباظة، توفيق الدقن، فريد شوقي، سمير صبري، كما شهدت القهوة بدايات عدد من نجوم الجيل الحالي منهم محمد سعد، أحمد عيد، راندا البحيرى، والذين كانت بداية مشوارهم الفني أداء جملة أو جملتين أمام الكاميرا، حتى استطاعوا إقناع المخرجين وجذب المشاهدين، ليتحولوا إلى نجوم، وفضلا عن ذلك، فقد عرف طلاب معاهد التمثيل طريقهم إلى القهوة بحثا عن مساعدة في مشروعات التخرج أو أملاً فى الفوز بدور صغير في أي عمل فني.