نشرت شبكة من المثقفين والفنانين والحركات الاجتماعية رسالة بعد المؤتمر الذي عقد في كاراكاس، في 11 أبريل 2016، تبرز روح التضامن القوية والتقديمة في فنزويلا نحو الحكومة البوليفارية والشعب الفنزويلي، في نضالهما ضد الهجمات المستمرة التي تقوم بها الإمبرالية وممثلوها. تواجه فنزويلا وقادتها حربًا اقتصادية وإعلامية، وهي استراتيجية عالمية شاملة تهدف إلى إسكات أصوات الحكومة البوليفارية والشعب الفنزويلي المعارض للرأسمالية العالمية وسيطرتها على السلطة. ومن هذا المنطلق، هناك قلق كبير بشأن الآليات الحالية من التلاعب والدعاية والتدخل التي تستخدم لزعزعة استقرار المؤساسات السياسية الديمقراطية في فنزويلا، والهياكل الاجتماعية، بهدف استعادة النظام السابق من القلة النخبوية، وكذلك إعادة ترسيخ سياسات الليبرالية الجديدة والتي تسعى إلى تفكيك المكاسب الاجتماعية من خلال عملية التحول الشعبية البوليفارية التي أطلقت في عام 1998. تتزايد الهجمات المتواصلة المضللة والتي تقوم بها وسائل الإعلام، وتركز على نقص الغذاء والدواء في البلاد دون الإشارة إلى الحرب الاقتصادية التي تشنها الأوليغارشية المحلية وقطاعات أخرى من الطابور الخامس المحلي والإمبريالية، على حساب السكان، ولا سيما أفقر قطاعات المجتمع الفنزويلي. ترتفع الأصوات ضد مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في فنزويلا، ولا سيما المطالبات التي لا أساس لها حيث «السجناء السياسيين»، في الواقع من يتواجد في السجون الفنزويلية هم من انتهكوا القوانين العقابية وهم أيضًا المحرضون على العنف الذي تسبب في وفاة الفنزويليين الأبرياء. لم يذكر أحد الحقيقة على المستوى الدولي، حيث إن هؤلاء المعارضين السياسيين تسببوا في مقتل المئات، والحاق الأضرار المادية بالعديد من المنشآت. كتب المحلل الفنزويلي، جيسس رافائيل جامارا لونا، في مقالة حديثة بعنوان «فنزويلا وبداية نهاية الإمبريالية»، إن فنزويلا توجه آخر لكمة سياسية تحدد بطريقة أصيلة وواضحة بداية عهد جديد للبشرية»، وعلى وجه التحديد، تم عقد تحالف استراتيجي مهم مع الصين، ويجري حاليًا إقامة حلف منيع لتطوير الاشتراكية في عالم ينعم بالسلم، وذلك يمنح أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي أفضل الفرص لتحقيق تنمية بشرية مستدامة، أفضل حتى الآن مما توفره الولاياتالمتحدة وأوروبا. ويرى المحلل أنه انعطافًا حاسمًا في السياسات الدولية في فنزويلا، وفي منطقة الكاريبي، من شأنها أن تنأى بنا عن عناصر ومتغيرات التنمية التي تفرضها الولاياتالمتحدة باعتبارها النموذج الرأسمالي. فنزويلا الآن ليست وحدها، فقد رسمها شافيز بهذه الطريقة، على هذا النحو؛ لتصيغ هندسة جديدة للسلطة وعالمًا جديدًا متعدد الأقطاب. ورغم الهجمات والاعتداءات والاتهامات، نلاحظ أن فنزويلا البوليفارية تحافظ على مبادئها وتتمتع بمكانة دولية متينة، والحكومة الحالية التي تنتهي ولايتها في 2019، تتعرض لهجوم منذ 17 عامًا؛ لاتباعها مبادئ الثورة البوليفارية والمستوحاة من المثل العليا لسيمون بوليفار، وقد كانت من أعدل الثورات في العالم وحققت العدل في أمريكا اللاتينية، وحصلت على اعتراف عالمي بتحقيق التقدم في التعليم والغذاء وتوزيع الدخل والتنمية المجتمعية والشعبية. ويتم تطبيق السياسيات البلوفارية في ظل ولاية الرئيس نيكولاس مادورو؛ للتغلب على الآثار السلبية للأزمة العالمية وانهيار أسعار النفط، وسط الحرب المالية في سوق البورصة. وفي ضوء التدخل الأمريكي الطويل والمضلل من الولاياتالمتحدة في أمريكا اللاتينية ضد الاستقرار الديمقراطي، وممارستها الإجراءات الاستعمارية من أجل استعادة النفوذ المفقود في المنطقة، ضمن خطة «كوندور كونتيننتال»، تستخدم واشنطن خطة الذم الوطنية والدولية والحرب الاقتصادية المحلية اللاإنسانية، دون هوادة، بهدف إثارة قمع العملية البوليفارية. فنزويلا ليست خطرًا أمنيًّا على أي بلد، لكنها مثال على الأمل، فهي لا تمثل تهديدًا للنظام الإمبراطوري السائد، وبالتالي على الحكومة الأمريكية إلغاء العقوبات والأمور التنفيذية التي تتعلق بالدولة اللاتينية، كما أن غالبية دول العالم رفض هذه العقوبات. هناك رفض دولي لتقويض سيادة فنزويلا من خلال الإجراءات الإمبراطورية المباشرة، أو عن طريق استخدام نصف الكرة الغربي أو الدولي لتعزيز تغيير الحكومة بوسائل غير مشروعة واستعادة القلة القديمة لتفكيك المكاسب الاجتماعية، التي تحققت من خلال البرامج الاجتماعية للحكومة الثورية. جلوبال ريسيرش