دخلت بعض الأحزاب السياسية الكبيرة دائرة الصراعات السياسية والنزاعات القانونية، أبرزها حزب المصريين الأحرار والمؤتمر ومستقبل وطن، بالإضافة إلى البركان الخامد بحزب الوفد بين رئيس الحزب وتيار إصلاح الوفد، الذي ينشط بين الحين والآخر، بجانب حزب التجمع اليساري، الذي يعاني هو الآخر سلسلة من الأزمات واستقالة لعدد من قياداته؛ اعتراضًا على سياسيات رئيس الحزب النائب سيد عبد العال. كشف المركز المصري لبحوث الرأي العام «بصيرة»، في استطلاع رأي أجراه حول أفضل حزب سياسي لعام 2016؛ كم الانعزال والغياب لتلك الأحزاب على أرض الواقع، حيث جاءت النتيجة بأن نسبة 79% من المواطنين لا يعرفون أفضل حزب سياسي، و12% يرون أنه ليس هناك أفضل حزب سياسي، فيما قال 3% من المشاركين بالاستطلاع إن حزب الوفد أفضل حزب سياسي، يليه حزبا المصريين الأحرار والوطن بنسبة 1% لكل منهما. المؤتمر شهد حزب المؤتمر سلسلة من الاستقالات بين قياداته، بعد حالة الانقسام التي وقعت بينهم، حيث استقال اللواء أمين راضي، أحد مؤسسي الحزب، اعتراضًا على سياسة الربان عمر صميدة، رئيس الحزب، ورحل وسط حالة من الغضب. ياسر مرسي، أمين حزب المؤتمر بالجيزة، علق على الاستقالة قائلًا: هناك 9 أمينات تقدمن باستقالتهن، تضامنًا مع اللواء أمين راضي، القائم بأعمال رئيس الحزب، مضيفًا: هناك 3 آلاف عضو تقدموا باستقالاتهم من أمانة الجيزة، ورئيس الحزب دائم السفر، ولا يشارك في الكثير من الفعاليات، واللواء أمين راضي القائم بأعمال رئيس الحزب هو من يشارك بشكل دائم بها. في المقابل أصدر الحزب بيانًا شكر فيه راضي على مجهوداته طوال فترة توليه المنصب، وأضاف أن الحزب يثمن كل ما قام به خلال الفترة الماضية، وسيظل راضي أحد رموز الحزب ومؤسسيه، وتمنى له كامل التوفيق في جميع أعماله، كما أكد الحزب سير منظومة العمل بشكل طبيعي داخل الأمانة العامة للحزب لما فيه الصالح العام للوطن والمواطن المصري. مستقبل وطن انضم حزب مستقبل وطن للقائمة، بعد سلسلة من الاستقالات، بدأت برئيس الحزب محمد بدران، الشاب المعروف ب«الفتي المدلل» داخل الوسط السياسي، بجانب أحمد سامي، بأمانة التل الكبير بالإسماعيلية، وأمين عام مستقبل وطن بالجيزة، وعشرات الاستقالات بالفيوم. كما شهد الحزب انقسامًا بين النواب؛ بسبب التأييد المطلق من الحزب للحكومة، حتى في ظل حالة الغضب الشعبي على السياسات الاقتصادية للحكومة، التي انعكست بشكل أساسي على أسعار السلع والمنتجات الأساسية، حيث كان يرى عدد من النواب ضرورة سحب الثقة من الحكومة، لكن اصطدام هذا المطلب بموقف الحزب الداعم للحكومة على طول الخط. المصريين الأحرار شهد حزب المصريين الأحرار صراعات داخلية، أبرزها الخلاف بين المهندس نجيب ساويرس، مؤسس الحزب، والدكتور عصام خليل، الذي أطاح بساويرس وآخرين من مجلس الأمناء من الحزب، في واحد من أغراب الصراعات في الحياة السياسية، حيث إن ساويرس هو من كان يتولى تمويل الحزب، ووضع الأجندة السياسية له، وبين ليلة وضحاها أصبح ساويرس خارج الحزب، الأمر الذي أجبره على اللجوء للقضاء؛ لبطلان موقف الحزب من الإطاحة به، وسط حالة من تبادل الاتهامات بين الجانبين.