يجب منع السيارات الخاصة والنجدة والطوارئ واستخدام أتوبيسات وقطارات هناك خطأ في إنشاء الطرق.. و«الهراس» يعوق التصميم الهندسي كندا اشترت مشروعي واأستراليا احتكرته.. ونتفاوض على إنتاجه بمصر لديَّ مشروع لتنمية إقليم قناة السويس "لم تكن سوى العواطف التي تربطنا بمصر، وعندما سافرت حضَّرت رسالة ماجستير لتكون ذات فائدة لمصر وأرسلتها لوزارة النقل، وكانت عن التأثير الاقتصادي للأحمال الثقيلة على الطرق الأسفلتية في الدول النامية، وبعدها حصلت دكتوراه بجامعة لوتر لو، والغريب أنني عندما أنهيت الماجستير والدكتوراه في 6 أعوام تم إرسال جواب فصل من الجامعة التي كنت أعمل بها في مصر، في الوقت الذي كنت أحصل فيه على عدة جوائر من الجامعات". هكذا بدأ الدكتور عبد الحليم عمر، رئيس قسم هندسة المواصلات بجامعة كارلتون ومدير برنامج حماية المنشآت الحيوية والسلام الدولي بكندا، حديثه ل "البديل" عن تجربته بالخارج، وكيف يمكن استغلالها في حل أزمات الطرق بمصر.. وإلى نص الحوار.. ما هي أسهل وأفضل وسائل النقل في العالم حاليًّا؟ القطار المغناطيسي بين المحافظات من أفضل الوسائل حاليًّا، وتكاليف إنشائه أقل بكثير من القطارات العادية، وسرعته أعلى وسعته الركابية أكثر راحة وأمانًا، كما أنه لا يستهلك وقودًا ولا ينتج ثاني أكسيد الكربون المضر، خاصة أن هناك شركة بكندا على اتصال بها تستطيع تصنيعه. ما اقتراحك لحل أزمة المرور بمصر؟ نقترح منع السيارات الخاصة وسيارات النجدة والطوارئ، بقدر الإمكان، وأن يكون البديل أتوبيسات حديثة وقطارات؛ للمحافظة على جمال المدينة، ومساعدة المنطقة للتقليل من كمية التلوث البيئي. ما سبب مشكلات الطرق بمصر؟ نشتكي في مصر من الطرق، وهناك خطأ في العالم كله في طريقة إنشاء الطرق، وهذا ليس خطأ المقاول ولا المهندس، فالهراس الخاص بالطرق يحيل دون أي نوع من التصميم الهندسي، وهو القائم على شكل أسطواني من الحديد لهرس الطبقات المرنة من الأسفلت، وهو ما يجعل الأسفلت يتحول لخطوط حريرية لا ترى بالعين المجردة، وتظهر تلك الشروخ على شكل مطبات. ما السبب في ذلك؟ السبب في ذلك هو التأسيس الخاطئ وليس التصميم، فليس هناك تصميم خاطئ إلَّا إذا كان المصمم جاهلًا؛ لأن الكمبيوتر يدخل في التصميم، وهو ما يجعل الخطأ في التصميم نادرًا جدًّا، وما زال إنشاء الطرق متخلفًا؛ لأنه يقام على أول هراس أنشئ في التاريخ منذ 20 عامًا، ولم يتغير حتى الآن، وعندما نفكر في الشيء المشترك بين بلدان العالم في إنشاء الطرق، رغم اختلاف الجو والسيارات والخلطات الأسفلتية، فإن العيوب التي نراها هي نفسها، والفرق بينها من الممكن أن يكون بسبب الأجواء، كما يحدث بكندا بسبب برودة الجو، فنجد أن شروخ الأسفلت متسعة، وفي مصر بسبب الإهمال نرى بقعًا ومطبات كبيرة، ورغم ذلك لم نجد حلًّا لتلك المشكلات؛ لأنهم لم ينظروا إلى العامل المشترك، وهو الهراس الذي لم يتغير؛ لأن الجميع لا يعمل على إيجاد البديل. كيف توصلت إلى أن الهراس سبب مشكلات طرق الأسفلت؟ عندما كنت أحضّر الدكتوراه في الثمانينيات كنت أعمل على فكرة تصميم الأسفلت، وعندما كنا نصممها كان التصميم صحيحًا، وعندما كنا ننشئها بالمعامل لم تكن تحدث المشكلات التي نراها، وبدأت تدوين المشكلات وتوصلت إلى أن العامل المشترك هو الهراس، وطورناه وأدخلنا تغييرات عليه، وأول هراس بني عام 89 بإذن المشير أبو غزالة والفريق إبراهيم العرابي، رئيس الأركان وقتها، وتم بناء موديل صغير أثبت نجاح النظرية، إلَّا أننا لم نكن على استعداد للتصنيع الثقيل وقتها. كيف انتقل مشروعك للحكومة الكندية؟ عندما ذهبت إلى كندا بدأت في كتابة البحث ونشرته، وأعلنت الحكومة الكندية أنها على استعداد للعمل في المشروع بالمساهمة، وتم إنشاء هراس جديد أطلقت عليه اسم «أمير» تيمنًا باسم نجلي الأكبر، ثم اشترته أستراليا واحتكرت توزيعه، ومن خلال ذلك الهراس صمد الأسفلت لمدة أطول بتكلفة أقل، وهو ما يؤسس للتنمية المستديمة التي يتحدث عنها الجميع، والحل الوحيد تغيير طريقة إنشاء الطرق. هل تستطيع مصر الاستفادة من المشروع؟ وكيف؟ عادت الحكومة الكندية مرة أخرى في 2008 وطلبت تطوير المشروع، وقمنا بذلك، ويتم استخدام المنتج النهائي بكندا، ونتفاوض مع الشركة للمساعدة في إنتاجه بمصر بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي؛ لإنتاج جزء كبير من الهراس، بحيث يكون بمصر جزء من عملية إنتاجه، وهو ما يخلق فرصًا لمصر، كما أنه من الممكن أن نصدر جزءًا ونستخدم جزءًا آخر في تحسين الطرق بمصر. في ظل وضع التعليم الحالي.. بماذا تنصح شباب الجامعات؟ لديَّ مبدأ أذكره دائمًا «اوعى تخاف من الفشل» وهو أول ما أعلمه لطلابي بالمحاضرات؛ لأننا لم نتعلم شيئًا من النجاح، إنما نتعلم من الفشل؛ لأننا لا نستطيع أن نقيم مدى نسبة نجاح أحد المباني، إلَّا أنه حال حدوث انهيار نعرف السبب لتحليله وتفاديه. ما المشروعات التي يمكن أن يقدمها عالِم مثلك لمصر؟ لديَّ مشروع لتنمية إقليم قناة السويس؛ للمحافظة على البيئة بالإقليم الجديد للقناة، وهو العمل على إنشاء المدن الخضراء بالمنطقة.