لم تمر ساعات علي استشهاد 10 أشخاص في العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر يوم الجمعة الماضي، في محافظتي الجيزة وكفر الشيخ، أطل الإرهاب بوجهة القبيح مرة أخرى، حصادا أرواح أكثر من 25 مواطنا -حتى الآن- وإصابة نحو 40 آخرين، في تفجير داخل الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، صباح اليوم الأحد. الحادث الإرهابي يأتي قبل أيام من احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد، كما يتزامن مع الذكرى السادسة لتفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية، التي وقعت عشية احتفالات الأقباط خلال عيد رأس السنة الميلادي في ديسمبر 2010، وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة أكثر من مائة شخص . وطالب عدد من الخبراء الأمنيين بتغير الخطة التي تتعامل بها وزارة الداخلية في تأمين الأماكن الحيوية والشخصيات العامة وكذلك الكمائن، في ظل تكرار العمليات الإرهابية التي تنفذها الجماعات الإرهابية بين الحين والآخر، كما طالبوا أيضا بضرورة تطبيق مبدأ الثواب والعقاب مع القيادات الأمنية، ولا يتم الاكتفاء بنقل مدير الأمن إلى مكان آخر، كما حدث عقب حادث اغتيال الناب العام. وقال قال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني، إن الحادث يكشف عن تقصير أمني، فكان لابد من تشديد الإجراءات الأمنية على الأماكن الحيوية والمستهدفة، خاصة مع اقتراب أعياد الأخوة الأقباط، موضحا أن منظومة مكافحة الإرهاب تعتمد على 6 محاور «سياسي، واقتصادي، وثقافي، وإعلامي، وديني، واجتماعي»، وإذا لم تفعل جميعها بالأسلوب العلمي سوف نرى إرهابا لسنوات طويلة. وأضاف علام ل«البديل»: «ظللنا نواجه الإرهاب بالأسلوب الأمني لفترات طويلة، وكانت المحصلة صفر، وعندما اتبعنا منظومة العمل على المحاور السابقة، تم القضاء عليه، ومع غيابها عاد من جديد»، مطالبا بإنشاء مجلس قومي لمكافحة الإرهاب، يعمل من خلال منظور علمي على المحاور السابقة. وأوضح اللواء على عبد الرحمن، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن مكافحة الإرهاب وحماية رجال الشرطة من تفجيرات الكمائن مستقبلا، تحتاج إلى رؤية شاملة تبدأ من خلال تجفيف المنابع بتضافر جهود الأزهر والكنيسة والإعلام، وتوزيع أدوار مهام ومسؤوليات على الجميع، بداية من المواطن ليكون شريكا في المكافحة، مؤكدا أن الاعتماد على الحل الأمني وحده، خطأ، لكن وأد الإرهاب يتطلب مكافحة الأمية والبطالة واستيعاب أطفال الشوارع. وفي السياق، قال الدكتور هاني جنا، المفكر القبطي، إن مواجهة العمليات الإرهابية تكمن في تفعيل دولة القانون ومحاسبة من أهمل وقصر في أداء عمله في حماية وتأمين الأماكن المستهدفة، محملا الحكومة ورئيس الجمهورية وقادة الكنيسة مسؤولية حادث اليوم.