جهاد التزوير الإخواني

السقوط المتكرر لأعضاء جماعة "الإخوان" الإرهابية في قبضة أجهزة الأمن في عدد من الدول وترحيل بعضهم إلى مصر بعد ضبطهم بوثائق سفر مزيفة ومزورة، لم يكن رادعًا لهم ولم يمنع ارتكاب عناصر التنظيم لجرائم تزوير أخرى بعلم وموافقة ودعم من قياداتهم التي أجازت وأباحت لأعضائها العمل على نطاق واسع في تزوير وثائق السفر، وشهادات الثانوية العامة والشهادات الجامعية وتزوير اعتمادات معادلة الشهادات المصرية في العديد من الدول.
قبل الساعة السابعة من صباح الخميس 13 مايو 2021، كان "دنجوان الإخوان" المعروف بلقب "حسام ميكس" يرتدي ثياب الواعظين الناصحين، ويتحدث في بث مباشر عبر "الفيس بوك" من ساحة أحد المساجد الكبرى في دولة عربية، ويُعلن أن شريكه في نشاط إلحاق الطلاب المصريين بالدراسة في الخارج، سوف يقدم العيدية بالدولار ومعها حلوى العيد لعملاء مكاتبهم عقب الانتهاء من صلاة عيد الفطر المبارك.
خرج "حسام ميكس" في بث مباشر وتعمد أن يُظهر شريكه بجواره في عدد من المشاهد وكان حريصًا على أن يشمل كادر التصوير آخرين من المطلوبين، ليُرسل رسالة مفادها أنهم بخير ولم تلحقهم أي أضرار بعد اكتشاف جرائم تزوير شهادات الثانوية العامة والشهادات الجامعية وتزوير اعتمادات معادلة الشهادات المصرية.
ويتصدر "دنجوان الإخوان" قائمة شباب الجماعة الإرهابية القائمين على إدارة العديد من شركات ومكاتب إلحاق الطلاب المصريين بالدراسة في الخارج، بداية من دراسة الثانوية العامة ثم الدراسة الجامعية وأخيرًا الدراسات العليا في العديد من الدول، ولا يعلم الضحايا والمخدوعون من الطلاب المصريين بالخارج أن "الإخوان" تورطوا في تزوير (12) شهادة منسوبة إلى مدرستين من مدارس الجالية الليبية في دولة عربية، كما شاركوا في تزوير اعتمادات معادلة شهادات الثانوية المصرية في دولة عربية لنحو ألف طالب مصري.
غراميات "دنجوان الإخوان" وتقلباته الرومانسية السريعة بين أحضان الفاتنات وغير الفاتنات، كانت دافعًا للانتقام منه بإفشاء أسراره وأسرار الإرهابيين الهاربين الذين يواصلون العمل ليلًا ونهارًا في كل ما يحقق الثراء والثروة من الأعمال غير المشروعة قبل الأعمال المشروعة.. تزوير الشهادات والوثائق والتصاريح الرسمية.. تجارة العملات الأجنبية في السوق السوداء.. تسويق تذاكر السفر.. تهريب الإرهابيين الهاربين من دولة إلى أخرى.
وفي رسالة انتقامية بالأدلة والمستندات، قالت إحدى ضحايا "دنجوان الإخوان" إنه يلتقي بشكل متكرر بشخصيات من دولة داعمة وراعية للإرهابيين الهاربين تحت غطاء العمل في توفير منح دراسية للطلاب المصريين في جامعات تلك الدولة وتوفير عروض سفر وتذاكر طيران بأسعار مميزة، وذكرت صاحبة الرسالة أن "الإخوان" أصحاب مكاتب الخدمات الطلابية، أنقذوا أنفسهم من الإدانة في جرائم تزييف اعتماد معادلة الشهادات المصرية بالتخلص من الشهادات المزيفة وطالبوا أصحاب الشهادات باستخراج نسخة جديدة منها مع الالتزام بالطريق القانوني في اعتمادها من الجهات المختصة في الدولة التي يرغبون في الدراسة بها.
وبعيدًا عن دائرة "حسام ميكس"، يتصدر الرباعي الإخواني "محمد رفيق إبراهيم محمد مناع"، المعروف باسم "محمد منتصر" و"محمد أسامة العقيد" و"علاء علي السماحي" و"يحيى موسى" قائمة المتهمين في أخطر قضايا تزوير الوثائق الرسمية المصرية لاستخدامها في تهريب الإرهابيين المصريين إلى دول الملاذ الآمن، وجاء في أمر الإحالة بالقضية المقيدة برقم 844 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا أن المتهمين من الأول إلى العاشر وأيضًا الثالث والثلاثين: ارتكبوا خلال الفترة من العام 2015 إلى العام 2019، جرائم تمويل الإرهاب وكان ذلك التمويل لجماعة إرهابية بأن حاز الأول أموالًا للجماعة، وأمد العاشر والثالث والثلاثون قيادات بالجماعة بمستندات مزورة وذلك بقصد استخدامها في ارتكاب جريمة إرهابية وهي تمكينهم من الهرب قبل القبض عليهم.
ووجهت النيابة المختصة للمتهمة الثانية والأربعين وبصفتها موظفة عمومية، باحثة بقسم الجوازات، قبلت وأخذت لنفسها عطية للإخلال بواجبات وظيفتها بأن أخذت من المتهم الأول بواسطة المتهمين العاشر والثالث والثلاثين والثالث والأربعين والرابع والأربعين مبلغ عشرة آلاف جنيه مصري على سبيل الرشوة مقابل إثباتها ببحثي استخراج جوازي سفر للمتهمين الأول والثاني والعشرين يحملان اسمين وبيانات مزورة على خلاف الحقيقة.
وأسندت النيابة العامة للمتهمين الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون "جماعة إرهابية"، وتزوير أوراق لتسفير عناصر للخارج، والتحريض على مؤسسات الدولة، ونشر وبث الشائعات.
وتبين من التحريات في القضية أن موظفًا مدنيًا بقسم التحقيقات بأحد أقسام الشرطة في الإسكندرية، تم استبعاده من العمل بالأحوال المدنية بالإسكندرية لكونه من الموظفين المعروف عنهم سوء السمعة والسلوك واستغلاله لوظيفته فى القيام بأعمال غير مشروعة مقابل مبالغ مالية، وتبين من التحريات أن المتهم لا ينتمي لجماعة "الإخوان" إلا أنه ساعد في استخراج بطاقات رقم قومي مزورة، بهدف استخراج جوازات سفر من خلال تلك البطاقات والسفر بها خارج البلاد بأسماء أخرى، وكان ذلك يتم فى مقابل مبالغ مالية كبيرة من التنظيم الإخواني للعناصر المتورطة فى ذلك التحرك ومنهم المتهم. وأشارت التحريات إلى أن المتهم قام بتسهيل استخراج بعض بطاقات الرقم القومي منها بطاقة باسم "محمد أحمد محمد عبد المجيد القاضي"، والمضبوطة بحوزة المتهم الإخواني "حسام أحمد عبد المنعم الوكيل"، وبطاقة باسم "سمير فوزي الخضري"، والمضبوطة مع المتهم الإخواني "صبرى محمد سعيد صباح".
وأكدت التحريات أن القيادات الإرهابية في الخارج أصدرت تكليفًا للإرهابي "محمد رفيق إبراهيم محمد مناع" بتكوين عدة شبكات لتزوير المحررات الرسمية لاستخراج جوازات السفر المزورة لقيادات التنظيم وعناصر جناحه المسلح لتمكينهم من الهرب خارج البلاد والتنقل بين الدول، فى ضوء إدراج معظمهم على القوائم المحلية وقوائم الإنتربول الدولي مع علم المتهمين في القضية بكون العناصر الذين يتم تسهيل هروبهم خارج البلاد مطلوبين أمنيًا.
ويتكرر سقوط "الإخوان" خلال رحلات الهروب بوثائق سفر مزورة في قبضة أجهزة الأمن في دول صديقة وشقيقة، فقد أصدرت محكمة جنح النزهة بالإسكندرية حكمًا بمعاقبة القيادي الاخواني مختار العشري رئيس اللجنة القانونية فى حزب "الحرية والعدالة" المنحل، بالحبس مدة ثلاثة أشهر مع النفاذ بتهمة التزوير واستخدام جواز سفر مزور، وذكرت حيثيات الحكم الصادر بجلسة السادس من مايو للعام 2014، أنه تم ضبط "العشري" بواسطة الشرطة الدولية "الإنتربول" في لبنان، حيث ألقت قوات الأمن العام اللبنانية، القبض عليه لاستخدامه جواز سفر مزور، وتم ترحيله إلى القاهرة بعد خمسة أيام من احتجازه.
ويتصدر عضو سابق في مجلس الشعب عن "الإخوان" قائمة المطرودين من دولة شقيقة بعد اكتشاف استخدامهم لجوازات سفر سورية مزورة، وتضم القائمة أسماء بارزة في التنظيم الإخواني المصري، وعدد من أعضاء الخلايا الإخوانية المسلحة.
وقضت محكمة جنايات المنصورة، بالسجن 5 سنوات على أحد المتهمين من أعضاء جماعة "الإخوان" بتهمة تزوير جواز سفر، والصادر ضده حكم سابق بالإعدام في قضية مقتل نجل المستشار محمود المورلي، وقالت المحكمة في حيثيات الحكم الصادر بجلسة 18 يوليو من العام 2016، إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المتهم، بمطار برج العرب بالإسكندرية، أثناء محاولة الهروب بجواز سفر مزور باسم "حسني عبد المقصود".
وهذا غيض من فيض في ملف جهاد التزوير الإخواني.
*
(رسائل وكلمات)
* في جديد الصراعات ومعارك تكسير العظام داخل التأمين الصحي بأسيوط، وبعيدًا عن الصور والفيديوهات الاحتفالية التي تم التقاطها بتعليمات هاتفية لزوم تسطير ادعاءات السيطرة والاستقرار، وبعيدًا عن ابتسامات التهاني والتبريكات، تجري الاستعدادات على قدم وساق للتخلص من أحد الشخصيات باستخدام مستندات يزعم البعض أنها خاصة باتهامه في قضية سرقة تيار كهربائي بمبالغ تزيد على النصف مليون جنيه.. وفي جبهة أخرى من جبهات الصراع يجري الإعداد للتخلص من شخص آخر بملف يتضمن مستندات يزعم مستخدموها أنها تحمل توقيعه على طلب واستلام أدوية مخدرات خاصة بوزارة الصحة بالمخالفة لطبيعة عمله، بالإضافة إلى عمله طبيبًا مقيمًا لسنوات تزيد على الفترات المحددة قانونًا، وكذلك عمله في تخصص طبي رغم عدم حصوله على أي دراسات عليا في هذا التخصص أو في غيره من التخصصات.. وفي الطريق إلى فرع وسط الصعيد مفاجآت ساخنة!!
* هل توجد استثناءات ومحسوبية تسمح لطبيب مُحال إلى المعاش بالعمل في وظيفة إشرافية باللجان الطبية بالمخالفة للضوابط المحددة في قانون مد الخدمة للأطباء بعد سن المعاش؟!
* قبل أن تصل عقارب الساعة إلى الخامسة من مساء الخميس 20 مايو 2021، قررت إدارة "الفيس بوك" إغلاق صفحة الإرهابي عبد الآخر حماد، فانتقل إلى حساب خاص بنجله، وقام بتغيير اسم الحساب، ودعا أعضاء تنظيم ما يسمى ب"الجماعة الإسلامية" إلى ترويج منشوراته الجديدة، وكان في بداية هذه المنشورات، التحريض ضد وزارة الأوقاف المصرية!!
* في مظاهرات "الإخوان" خلال سنوات حكم الرئيس الراحل حسني مبارك، كانت هتافاتهم تطالب بفتح الحدود أمام شباب "الإخوان" للجهاد في فلسطين.. واليوم نرى الآلاف من أعضاء التنظيم الإخواني خارج مصر ومعهم جنسيات دول أخرى وتحت تصرفهم ملايين الدولارات.. فما الذي يمنعهم من الجهاد المزعوم؟!!