منذ بداية الشروع في بناء سد الألفية والذي تم تغيير اسمه إلي "سد النهضة" لأسباب تتعلق بمخطط الشرق الأوسط الجديد وما بداخله من حلم مزعوم لإقامة مملكة إسرائيل الكبري لم تظهر أي دولة أو جهة في الصورة ممن يقفون خلف هذا السد العملاق. ولكن خلال الساعات الماضية ومع اشتداد الخناق الدبلوماسي والعسكري حول هذا السد، قررت الإدارة الأمريكية تعيين الدبلوماسي الأمريكي المخضرم جيفري فيلتمان مبعوثا خاصًا لمنطقة القرن الأفريقي الواقعة علي رأس مضيق باب المندب من الساحل الأفريقي، والتي يحدها المحيط الهندي جنوبًا والبحر الأحمر شمالًا، وتشمل دول اريتريا، جيبوتي، الصومال، أثيوبيا، وتدخل من ضمنها جغرافيًا السودان وكينيا، وقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان مقتضب بان المبعوث سيقود الجهود لإنهاء التوتر بين أثيوبيا والسودان الناتج عن إقامة سد النهضة. وعلي الجانب الأخر التقي ولأول مرة رئيس أركان القوات المسلحة الإثيوبية الجنرال برهانو جولا، ، سفير الاحتلال الإسرائيلي لدي أديس أبابا اليليجن ادماسو مساء امس الجمعة لبحث تعزيز التعاون في كافة المجالات لدي الطرفين، والجدير بالذكر آن في العام الماضي قد أعلنت إسرائيل عن استعدادها لتبادل الخبرات مع أثيوبيا في مجال إدارة المياه. تلك التحركات الأخيرة من الجانب الأمريكي ليس كما يحللها الكثير من المتخصصون بأنها جاءت للتدخل وإنهاء أزمة سد النهضة بين الإطراف الثلاثة للحفاظ علي استقرار المنطقة، وان كان هذا الكلام سليم فلماذا لم تتدخل أمريكا منذ فترة وهي تري ما يحدث من الجانب الإثيوبي، بل وصل الامر إلي ترك اثيوبيا الاجتماع الثلاثي مع الجانب الأمريكي والبنك الدولي تحت رعاية الرئيس الأمريكي السابق ترامب، والذي كان مقرر فيه التوقيع علي اخر مراحل الاتفاق. ولكن الذي حدث من التحرك الأمريكي الان هو للحفاظ علي سد النهضة قائم، بعد آن اصبح الامر اقوي واكبر من أثيوبيا التي تقوم بدور الكومبارس فقط، ونتيجة للخناق العالمي الذي قامت به الدبلوماسية المصرية وتلازم ذلك مع اشتعال الداخل الإثيوبي واستيلاء جماعات مسلحة علي المنطقة التي يقع فيها سد النهضة. وكان الظهور الإسرائيلي أيضا المتمثل في لقاء رئيس أركان الجيش الإثيوبي مع سفيرهم في أديس أبابا رسالة واضحة جدًا عن الدور الصهيوني الكبير والمسئول عن هذا السد، وفي غضون ذلك كان الصاروخ الذي انطلق من الأراضي السورية ووصوله إلي العمق الإسرائيلي وانفجاره علي بعد 30 كيلو من موقع مفاعل ديمومة بعد التشويش الذي حدث للقبة الحديدة ومنصات الدفاعات الإسرائيلية، رسالة واضحة وكاشفة أيضًا وتجسيد لكلمات السيد الرئيس منذ أيام في قناة السويس عندما قال " مخطي من يتصور انه بعيد عن قدراتنا". وتلاحم ذلك مع الاتصال الهاتفي الذي تلقاه السيد الرئيس من الزعيم الروسي بوتن، والذي أعلن فيه عن استئناف الملاحة الجوية علي نطاق كامل بين الطرفين، كما أعلن الطرفان آن الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين روسيا ومصر التي دخلت حيز التنفيذ في يناير العام الجاري ستسهم في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وهكذا بدأ العب علي المكشوف، وظهرت بعض أطراف اللعبة ممثله في إسرائيل وأمريكا الذين هم أدوات أيضا لمشروع مملكة إسرائيل الكبري المزعوم، والذي حدث هو ارتباك شديد من أصحاب الأصابع التي تدير لعبة سد النهضة لأنه كانوا يتوقعون سيناريوهات أخري تخدم أهدافهم ومشروعهم، مثل جر مصر لضرب السد دون غطاء دبلوماسي عالمي أو سند إقليمي ودولي، ، ، ، ، ولكن الان عرف الجميع قوة مصر وقدراتها التي قال عليها السيد الرئيس "مخطئ من يعتقد انه بعيد عن قدراتنا".. .. .حفظ الله مصر من كل سوء