استحضار لروح الآباء والأجداد في الإحساس بالمسئولية الوطنية والتاريخية والسياسية والاخلاقية ودرئهم لخلافاتهم في مواجهة الاحتلال الإيطالي في معركة الليبيين معركة القرضابية سنة 1915 ، والاتفاق على ميثاق وطني " ميثاق سرت 1922" الذي وحد الليبيين في مواجهة الاستعمار الأجنبي وحتى نكون خير خلف لخير سلف ، ومع تسارع الاحداث في بلادي ليبيا من تدخل اجنبي وعدوان خارجي وتكالب دولي على مقدرات الشعب الليبي ، ومن انقسام سياسي حاد ونهب ممنهج للثروات وعدم توزيع عادل لها وغياب التنمية في مناطق كثيرة وغياب شبه كامل لأسس الحياة الضرورية للحياة كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم وانهيار للأمن والاستقرار وتغول للمليشيات ولغة السلاح وغياب دولة المواطنة والقانون والمؤسسات ووجود للمرتزقة الإرهابيين الأجانب ومن حالة التشرذم والانقسام بين المدن والقبائل والجهات والمناطق مما قد يهدد وحدة ليبيا إضافة إلى ذلك انتهاك شبه كامل للحدود البرية والبحرية والجوية مما فتح الباب إلى تحول البلد لممر كبير للهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة العابرة للحدود والمخدرات والإرهاب وتجارة السلاح التي أصبحت رائجة في ليبيا ذات الثروات البشرية والمادية والمساحة الجغرافية الواسعة، وطقسها ومناخها الآخاذ المتوسطي وثرواتها الطبيعية التي تضيئ لأغلب جنوب أوروبا وتدفئها شتاءً في حين تغرق في الظلام والموت والقتل والفساد. أمام كل هذه التحديات، فإن الليبيين امامهم خياران: إما أن يتجاوزا الألم والاحقاد ويعملوا معاً لمصلحة بلادهم ووطنهم ولأجيالهم الحالية والقادمة، وإما شبح التقسيم والتشرذم والقواعد الأجنبية واستمرار الفوضى وغياب التنمية وانتشار السلاح خارج شرعية الدولة واستباحة الحدود واستمرار ضياع هيبة الوطن والمواطن. ولذا فإننا اليوم امام محك تاريخي ومفصلي هام يحتم علينا العمل معاً وتحمل المسئولية التاريخية وتجاوز الماضي والتأسيس للمستقبل وتضميد الجراح وتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن من الداخل والخارج، والعمل لتحقيق السلام، سلام الشجعان، المبني على لغة الحوار والتسامح وتجاوز لغة الاحتراب والاقتتال والموت والسلاح. وعليه فإن الليبيين مدعوون جميعاً لعقد مؤتمر سرت الثاني ، سرت التي وحدت الليبيين سنوات المستعمر الإيطالي ودافعوا فيه عن بلادهم أروع دفاع و قدموا اكبر التضحيات ، فهم اليوم مدعوون إلى معركة لا تقل أهمية عن معركة القرضابية، معركة صناعة وبناء السلام والوحدة الوطنية ، معركة تجاوز الألم ، معركة جبر الضرر، معركة تضميد الجراح والعمل لليبيا واحدة موحدة لا مناطق ظل ، ولا مدن منتصرة ومدن مهزومة، لا غالب ولا مغلوب، لا مدن ثائرة وثوار ،لا مليشيات ولا فوضى سلاح ولا خارجين عن القانون، لا حدود مستباحة وهجرة وجريمة واتجار بالبشر، لا سجون سياسية، لا اقصاء ولا تهميش في وطن الجميع للجميع ، لا مرتزقة أجانب لا إرهاب يهدد الليبيين والمنطقة و الإقليم والعالم، بل ليبيا الجديدة المسالمة بجيشها الوطني الذي يحمي الحدود ويصون الكرامة. والاحتكام لصندوق الديمقراطية بدلاً من صندوق السلاح والذخيرة، وليكون السلاح في غمده وتحت سيطرة الدولة، ولتكن معركتنا التسامح والتنمية والعلم والتكنولوجيا والتقدم. فلنعمل معاً أيها الليبيون والليبيات ولنسجل للتاريخ اننا تنازلنا من اجل تغليب مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى، فمدوا ايديكم وانسوا احقادكم لليبيا الواحدة الموحدة الجديدة، وليكن الأباء المؤسسون في ميثاق سرت أمثال صالح لطيوش، و نصر الأعمى، وخالد القبصة، و صالح السنوسي ابن عبد الهادي البراني، والصويعي الخيتوني، وعبد الرحمن بك عزام، والحاج صالح بن سلطان، ومحمد نوري السعداوي، و عمر أبو دبوس، وأحمد بك السويحلي، وغيرهم من الليين الوطنيين وهم كثر لأجل وحدة ليبيا ، فعلينا نحن الأبناء أن نحترم هذا الإرث التاريخي ونتحمل المسئولية لتقديم التنازلات المؤلمة والضرورية. أهداف المؤتمر: 1- المؤتمر يشكل رسالةً سياسيةً وطنيةً مفادها ان الليبيين قادرون على صناعة السلام وإيجاد الحلول بأنفسهم دون املاءاتٍ خارجية أو خضوع للأجندات اجنبية. 2- المؤتمر رسالةٌ للسلام والعيش المشترك وتجاوز الألم والتأسيس للمستقبل. 3- المؤتمر يشكل وثيقةً مرجعيةً وطنية تسهم في حل الازمة الليبية بالإضافة الى المرجعيات الدولية مخرجات برلين وإعلان القاهرة. الثوابت الوطنية: 1- وحدة وسلامة واستقلال وسيادة ليبيا على أرضها وجوها وبحرها. 2- ليبيا لكل الليبيين دولة المواطنة والقانون والمؤسسات بغض النظر عن المكونات الاجتماعية أو الانتماءات الجهوية أو القبلية. 3- لغة السلاح مرفوضة بين الليبيين وأن الحوار هو الأداة الوحيدة لحل الازمة الليبية، وانه لا اقصاء ولا تهميش لأي طرف. 4- التوزيع العادل للثروة ولا مركزية الدولة في الإدارة والخدمات. 5- تفويت الفرصة امام المتربصين بالوطن من الداخل والخارج ورفض التدخل الأجنبي بكافة اشكاله. الرؤية: أن يكون مؤتمر سرت الثاني اللبنةَ الأولى في نبذ الخلافات وتوحيد الجهود لمواجهة أعداء السلام وبناء الدولة الليبية الجديدة. الرسالة: حلٌ يصنعه الليبيون بأيادٍ ليبية وعلى ارض ليبية. المستهدفون للمشاركة: - أبناء واحفاد الآباء المؤسسين لميثاق سرت. - شيوخ واعيان القبائل والمدن الليبية. - الكتل والأحزاب السياسية. - المحامون والقانونيون والقضاة. - منظمات المجتمع المدني المعنية بالسلام والمصالحة. - منظمات المرأة والشباب. - ضحايا الإرهاب. - المهجرون والنازحون في الداخل والخارج. - أساتذة الجامعات والمثقفون. - رؤساء وزراء، ووزراء، ورؤساء هيئات و مؤسسات سابقون.