العمليات العسكرية التى يقوم بها الديكتاتور العثمانى أردوغان شمال غرب سوريا هدفها الرئيسى هو ضم مدينتى إدلب وحلب لتركيا، ولإعادة الحياة من جديد لتنظيم داعش الإرهابى ولغيره من المرتزقة والتنظيمات الإرهابية لخدمة مخططه الإخوانى التوسعى بالمنطقة، ولسرقة موارد سوريا من جهة، ولخدمة أهداف أمريكية صهيونية من جهة أخرى مستغلا فى ذلك الظروف التى تمر بها الدولة السورية لمحاربة الإرهاب للقيام بتلك التجاوزات فى الداخل السورى التى تتنافى مع قواعد القانون الدولى. فمنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 ومن ثم انتشار الإرهابيين وسيطرتهم على الكثير من الأراضى السورية كان التعاون وثيقا بين داعش والنصرة وأردوغان على كافة الأصعدة وفقا لما خطط له ومنها أن وظف أردوغان التنظيمات الجهادية وجماعة الإخوان الإرهابية لاحتلال الأراضى العربية، ولتهديد أمن واستقرار دول أوروبا والعالم من خلال تلاعبه بالدول الكبرى وبالتالى جر تركيا إلى حرب عالمية ثالثة، والآن تندفع القوات التركية بكامل عتادها إلى داخل الشمال السورى لمنع الجيش العربى السورى وبدون وجه حق من بسط نفوذه على كامل أرضه ومنعه من محاربة التنظيمات الإرهابية والمرتزقة فى إدلب، والتسبب فى تفاقم الأزمة وزيادة عدد النازحين السوريين ومن ثم توريط المنطقة والعالم فى حرب مدمرة نتيجة تصرفات اردوغان الخارجة على القيم والأعراف والمواثيق الدولية؛ لاحتلاله جزءًا كبيرًا من الأراضى السورية وإرسال جنوده ومرتزقته أيضًا إلى الأراضى الليبية، وتعديه على حقوق الغير فى المنطقة والكثير من مناطق بؤر الأزمات بالعالم، وهو يفعل ذلك غير عابئ أو مكترث بتحذير المجتمع الدولى والدول العظمى رغم تهديده للأمن والسلم الدوليين. إن عمليات أردوغان وجرائمه العسكرية المتواصلة فى حق سوريا يعيد للأذهان جرائم الدولة العثمانية التاريخية فى حق شعوب البلدان العربية وفى حق شعب الأرمن وحق شعوب دول شرق أوروبا طوال حقب الاحتلال العثمانى منذ العام 1498 م، ومنها العمليات الانتقامية الوحشية وعمليات الاضطهاد الموثقة، وجرائم القتل والتهجير والخراب والتطهير العرقى التى ارتكبها العثمانيون فى حق المسلمين وغيرهم من شعوب المنطقة وحتى العام 1922، ومن ثم التسبب فى نشوب حروب كثيرة مدمرة مع روسيا ودول الغرب ومع دول المنطقة، وهى حروب امتدت وأدت فى النهاية لاستعمار وتقسيم الغرب للبلدان العربية ولإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين، وغيرها من المآسى التى جلبت الخراب للمنطقة والتى استنفدت مواردها وأودت بحياة ملايين الأبرياء من العرب والمسلمين الذين أجبرتهم تركيا العثمانية قصرا للمشاركة فى تلك الحروب المروعة أثناء الحرب الروسية العثمانية، ولاحقا المحاربة مع الأتراك والألمان ضد الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى عام 1914، وخلال حرب الاستقلال التركية وكلها جرائم موثقة. وبسبب الغزو العثمانى الممتد وما خلفه من خراب ودمار للمنطقة كانت البلدان العربية ضحية لهذا الغزو، وذلك بعد أن خرجت الدولة العثمانية من الحرب العالمية الأولى وهى تجر أذيال الهزيمة ومن ثم تقوقعها وعودتها لحدودها الجغرافية الحقيقية وإجبارها على التوقيع، وها هى تركيا أردوغان تعود وبعد مرور قرن من الزمان إلى المنطقة بحلم مريض وهو إعادة بسط نفوذها على منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وبعودة الإمبراطورية العثمانية على يد أردوغان. ووفقًا للكثير من التحليلات والتكهنات المتعلقة بسياسة أردوغان وتصرفاته الإجرامية المتواصلة دون رادع، يرى كثير من المحللين العسكريين والسياسيين بالعالم إمكانية نشوب حرب عالمية ثالثة على أيدى تركيا بسبب ما يقوم به رئيسها من أفعال ومخططات ومؤامرات إجرامية على أكثر من صعيد، فمن تمرد جيشه ومعارضيه عليه عام 2016، إلى مشاكله المتفاقمة مع قبرص واليونان، إلى مشاكله مع بلغاريا وأرمينيا وتدخله السافر فى الشأن الروسى الأوكرانى، ولمحاولاته الزج بحلف الناتو فى معارك وفقا لنزعاته المريضة ومنها محاولة ضم حلب وإدلب، ولقلاقله مع دولة بحجم مصر، ومن ثم النظر إليه باعتباره العقل المدبر للتنظيمات الإرهابية من خلال نشره للإرهاب فى سوريا والعراق وليبيا والصومال وكينيا، وبإمداده بشحنات الأسلحة والعتاد والمخططات الإجرامية للإرهابيين، وبدعمه للإرهاب على كافة الأصعدة، وصولا إلى ملاعيبه مع دول الغرب وتهديده لهم بملف المهاجرين وملف الجهاديين وغيرها من الأفعال الإجرامية ومنها إشعال أردوغان للفتن والدسائس بين الدول العظمى وما من شأنه أن يؤدى لنشوب حرب كبرى وآخرها نقضه لبنود واتفاقات تسوشى وآستانة مع الجانب الروسى بخصوص نقاط المراقبة وطرد الإرهابيين من إدلب، ولقد سبق وحذر رئيس الوزراء الروسى السابق ديمترى مدفيديف من خطر نشوب حرب عالمية مدمرة فى حال حصل هجوم برى خارجى واسع النطاق فى سوريا بسبب تضارب مصالح القوى العظمى المتواجدة، وفى حالة وقوعها فستكون شراراتها الأولى بسبب الأفعال الإجرامية المتواصلة لرئيس تركيا تجاه المنطقة، فإلى متى يغمض العالم عينيه.