سؤال هام توجهه شعوب العالم الحر إلى الدول العظمى وإلى المؤسسات والمنظمات الحقوقية والهيئات الدولية، وهو لماذا تصمتون وتغضون الطرف عن الجرائم المتواصلة من جانب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى حق الإنسانية؟ ولماذا لم تقدموه بجرائمه إلى محكمة العدل الدولية؟ هل تتخذون هذا الموقف المتخاذل بما يتوافق مع مصالحكم ومخططاتكم بالمنطقة أو لتقاسم السيطرة على موارد وثروات المنطقة والتحكم فى مصيرها واقتسام كعكة غاز المتوسط بالتآمر مع الرئيس التركى وإرهابييه وبالتالى عدم التخلى عنه والتعرض له؟ فمنذ تولى أردوغان مقاليد الحكم فى تركيا عام 2014، وتحقيق حزبه الإخوانى للأغلبية البرلمانية نشطت التنظيمات الإرهابية بالمنطقة وكبر نشاطها وحلمها، وبدأت هجرات لأفراد العناصر الإرهابية والجهادية تتوافد على العراقوسوريا من كافة الدول عن طريق تركيا ونشطت معها تنظيمات وجماعات الإسلام السياسى بدول المنطقة بالتضامن مع المخططات الدولية التى تعمل لصالح إنشاء دولة خلافة إسلامية أردوغانية من جهة ومن جهة أخرى لنشر الفوضى والخراب بدول المنطقة من خلال القضاء على جيوشها ومؤسساتها وإرباكها عن طريق الاحتجاجات والثورات ونشر الطائفية والمذهبية ثم احتلالها وتغيير نظم الحكم بها ومن ثم التحكم فى مقدراتها وثرواتها وتوجهاتها، فمن احتلال تنظيم داعش لمساحات كبيرة من الأراضى العراقية، وانتشار الخراب والدمار والقتل وصولا إلى انتشار نفس التنظيمات الإرهابية واحتلالها أيضًا لمساحات كبيرة بالأراضى السورية مستغلة أحداث الثورة السورية ووصول الإرهابيين والمرتزقة من أصحاب الفكر الجهادى التخريبى من أوربا وغيرها عبر تركيا، ووصولا إلى دخول تركيا على خط المواجهة لصالح المخطط الإرهابى الدولى من خلال التدخل فى شئون الدولتين العراقية والسورية واحتلال مساحات كبيرة بشمال الدولتين، والدخول فى صفقات مع الإرهابيين وبخاصة إمدادهم بالعتاد والأسلحة وتسهيل مرورهم لمحاربة وإضعاف الجيوش النظامية واحتلال مساحات كبيرة من الأرض والعمل على إحداث حالات الخوف والرعب بارتكاب المجازر من اجل تهجير السكان والاستيلاء على أراضيهم وثرواتهم، والتحكم فى الموارد الزراعية والنفطية وسرقة الإرث الحضارى وبيعه بأثمان زهيدة إلى تركيا. وللأسف فإن أردوغان لم يتوقف بجرائمه تلك عند هذا الحد بل امتدت جرائمه إلى محاربة الأكراد وغيرهم من الأقليات الآمنة وارتكابه لجرائم الإبادة الجماعية فى حقهم، وتتبع آلته العسكرية لهم داخل الأراضى العراقية والسورية وما خلفه ذلك من احتلال وتخريب وقتل ودمار وتهجير لسكان مناطق الدولتين وترك جيشه التركى يفعل ما يحلو له، ناهيك عن دور أردوغان فى حلب السورية ومن بعدها إدلب إضافة لمناطقه الآمنة بشمال سوريا بحجة محاربة حزب العمل الكردستانى، ثم انتقال مخططاته الإجرامية إلى إعداد تحالفات مشبوهة مع التنظيمات الإرهابية إلى بلدان شمال إفريقيا ومنها وكما يحدث الآن بتدخله فى الشأن الليبى بعد توقيعه اتفاقًا أمنيًا وعسكريًا ومذكرة تفاهم حول الحدود البحرية مع حكومة فايز السراج وميليشياته الإرهابية فى مصراتة وطرابلس من اجل إعادة إحياء المشروع الإخوانى العثماني، بتصديره للإرهابيين والمرتزقة والخبراء العسكريين الأتراك للقضاء على الجيش الوطنى الليبى؛ لوقوع ليبيا فى أيدى الميليشيات الإرهابية والاخوانية التابعة له، ومن ثم تطويق دول شمال أفريقيا لإحياء مشروع حلم الخلافة العثمانى للسيطرة على دول الجوار الليبى وعلى رأسها مصر. ومع ارتكاب تلك الجرائم والانتهاكات فى حق الدول، لم يتوقف أردوغان عن ارتكاب أبشع الجرائم فى حق شعبه منذ قيام بعض قيادات الجيش التركى بعملية الانقلاب ضده وما حدث بعدها من انتهاكات واعتقالات تعسفية ظالمة طالت غالبية رموز وقيادات ومؤسسات الدولة التركية دون أن يحرك العالم ساكنًا، ومتاجرته مع الأوربيين بملف اللاجئين السوريين فى تركيا من خلال التهديد بملف الإرهابيين، فجرائمه التى يشهدها العالم تؤكد للعالم حجم الجرائم التى يرتكبها هذا الرئيس التركى وقواته والفصائل الموالية له وتهديد الدول والتدخل الإجرامى فى شئونها وتهديد سيادتها وممارسة سياسة البلطجة لفرض الأجندة التركية على عدد من دول المنطقة والعمل على ممارسة الاعتداءات على الدول العربية بما يتنافى مع كافة القواعد الدولية دون رادع. ومؤخرًا فقد بدا للعالم جليا تدخله الإجرامى الخطير فى الشأن الليبى مخالفا القوانين الدولية والحظر ألأممى، وبمسئوليته الواضحة عن تهديد الأمن والسلم فى ليبيا ومحيطها لإفشاله كل المساعى الدولية لإحلال السلام فى ليبيا بنقله الميليشيات الإرهابية من سوريا إلى ليبيا بالإضافة إلى نقل المعدات والأسلحة العسكرية أيضًا، ورغم ذلك تركته الدول العظمى المنظمة ليحضر مؤتمر برلين ليروج لمخططاته الإرهابية وألاعيبه الشيطانية دون أن يردعه أحد، ليتضح للجميع صمت العالم بمؤسساته ودوله العظمى عن جرائم أردوغان وتركيا فى حق الإنسانية.