حتما سيسقطون ويبقي قضاء مصر برجاله الشرفاء.. حتما سيذهبون مهما امتلكوا من أدوات التآمر، وألاعيب الحواة، ومليشيات القتل والدمار، حتما سيذهبون الي غير رجعة.. فنواميس الحياة ما انتصرت لغير الحق، وطبيعة الشعب المصري قهرت وعبر التاريخ كل صنوف الاستبداد والطغيان. يتآمرون بإسم العدالة، لهدم العدالة، ويتحدثون بإسم القانون لإنهاء دولة القانون.. يريدون قضاة علي مقاس تنظيمهم السري، وجماعتهم المحظورة.. قضاة تفصيل ليحكموا لهم بمايريدون.. يريدونهم قضاة علي مبدأ السمع والطاعة.. يدخلونهم غصبا إلي بيت الطاعة، بعد أن استعصوا علي التطويع. يريدون قضاة ملاكي، كنائبهم العام الخصوصي.. متصورين أن قضاة مصر النبلاء، سيخضعون لسيف المعز وذهبه، أو يستجيبون لنداء التهديد والوعيد.. وحين فشلوا وأدركوا أن مآلهم السجون جراء ماارتكبوه في حق الوطن، راحوا يخرجون مافي جعبتهم من أباطيل للتخلص من القضاة الشرفاء دفعة واحدة. أطلقوا ميليشياتهم المسلحة، وأذنابهم في مجلس الشوري.. أعدوا بليل قانون سحق القضاة وعزلهم من مناصبهم.. لم يراعوا أن عملهم هذا هو من الكبائر التي لن تمر مهما فعلوا.. فالمجتمع الذي قاوم الطغاة، ودحر فلولهم، سوف يسقطهم حتما، بل وسيمحيهم تماماً من الوجود.. سيسقطون حتما.. فتلك هي حكمة التاريخ ودروسه لمن يريد أن يتعلم.