أوكازيون.. مخططات، مؤامرات، ألاعيب شيحا... وشيحا فضيحة! يلعب بالبيضة والحجر.. والسودا توشوش الدَّكَر... لا يفرق تذمُّر ولا ضَجَر! قرّب يا جدع.. الحق لك كرسى فى البلكون.. البس يا غراب الببيون.. قوانين تفصيل على كل المقاسات.. أفعل تفضيل، مكوى.. تنضيف وغسيل...! اليوم العرض الأول.. يمكن من كتر الضحك.. غصب عنك تتبوّل...! قانون جديد.. منحة للشعب.. حق الضبطية القضائية يسرّ القلب.. جرّبوه حتلاقوه يشفى كمان لو عضك كلب! الشرطة حتقزقز لِبّ.. ورجلك ترمح فى الشارع تبرطع وتدبّ.. وتمسك ناس وتنفيهم مطرح ما تحب.. ويبقى ف إيدك خيزرانة تطرقع بيها وتلبّ أيها تخين...! مين ماشية جنبك يا أخينا؟ طلع قوام بطاقتك.. وانتى افردى صوابعك.. فين الدبلة... ورّينا! زمان كان اللى يلبّسوه تهمة يشيّلوه حلّة.. وفى نفَس واحد يقول الناس «امسك حرامى الحلّة»...! وغيره يحطّوا ف جيبه حتّة حشيش.. وده يدسوا له منشورات فى قعر الدولاب، ويقولوا عليه بيخطط لقلب نظام الحكم...! قال يعنى الحكم معدول وإحنا اللى حنقلبه...! والغريب والمتناقض فى الأمر أن كل الذين دافعوا عن صدور هذا القانون قالوا عنه إنه هو نفسه قانون «امسك حرامى» الذى يمارسه الناس فى الشارع منذ عهود كثيرة مضت، وبشكل تلقائى! لكنهم لا يملكون سببًا قويًّا يبرر ضرورة صدوره فى هذا التوقيت بالذات.. وما دام الناس يمارسون هذه المشاركة التطوعية بحسّ تلقائى وبثقافة الشهامة المصرية الغَيُور المتوارثة.. فما الداعى الملحّ الذى استلزم إصدار قانون فى هذا الوقت بالتحديد؟! هذا الوقت الذى يحتاج فيه الوطن إلى كل ما يدعمه ويعينه على استعادة دور الشرطة وتفعيلها لإتمام مهامها تجاه حالة الفوضى وضياع الأمان وانتشار الأسلحة التى نعلم جيدا أين هى، ولمن تذهب، ومن أين أتت، ولماذا أتت، ومَن الذين يُعِدُّون العدة لاستخدامها...! المشكلة أن الشعب يفهم كل شىء.. ويعرف كل شىء.. ويتعامل بثقة لا متناهية فى قدراته الجهنّمية على المقاومة واستحالة الانصياع للتغيير القهرى أو التعسفى... والمشكلة أيضا أننا نجد فى المقابل الطرف الآخر أكثر بلادة وغباءً وغرورًا.. فيتصور أنه بالغٌ غايته لا محالة.. وأنه حتما سيسود ويتسيّد على رقاب خلق الله، وهم من لم يحنٍ التاريخ هاماتهم أبدا أمام جحافل المعتدين والغازين والجبابرة. لقد انكشفت كل أوراق اللعبة البَلْهاء.. فهى عملية ممنهَجة لإضعاف وإنهاك وتفتيت الدولة! بدأت بالدستور والقانون ثم القضاء والتعليم والإعلام الرسمى.. ويا حبّذا لو كان كمان الإعلام غير الرسمى! ولا يوجد ما يمنع أن تمر خارطة الطريق الأسود الفاحم فى الليالى الغبراء على كل مؤسسات الدولة الحيوية والمهمة واحدة تلو أخرى.. فنلمّح ونجسّ النبض حول قناة السويس ثم على بيع أو تأجير آثار مصر... ولا مانع أيضا أن نلعب فى الجغرافيا فنتعامل مع محافظات مصر بالإقصاء والعنصرية وإجهاض أى شعور بالانتماء والترابط.. فندبّر لجرائم بشعة يلوِّثها الدم فتنحر فى قلوب الأهالى وتنسلخ مشاعرهم من معنى الوطن والمأوى... ويتربص أبناء الوطن الواحد بعضهم لبعض. وجهاز الشرطة كان دائما مرتعا لمثل هذا الفكر المغرض المدمر.. فيتلطّخ بالضغائن التى سكنت قلوب أسر الشهداء.. ويغيب دوره السامى النبيل فى حماية أمن المواطنين ليتحول إلى عساكر السلطة والسلطان.. ويُزَجّ به فى معترك لعبة السياسة القذرة.. فيبدو دائما ضد إرادة الجماهير والثائرين.. وحتى لا يفيق على حقيقة دوره فينقلب السحر على الساحر.. يخرج علينا قانون سلب ما تبقى من هيبة الشرطة ودورها فى بداية واضحة لعملية إحلال وتجديد ينتج عنها عصابات إرهابية وميليشيات غوغائية يجوبون الشوارع بيننا بالعِصِىّ والأسلحة البيضاء.. يكتمون الأفواه ويخرسون الألسن ويفرقون الجموع ويتسلطون على الحريات والأفكار الطلائعية.. يتعقبون الشعراء والكُتَّاب والصحفيين والفنانين والمتنورين والمستنيرين من حماة الحريات.. يبرقعون التماثيل ويهدمون الآثار.. يُذِلُّون النساء ويقهرون وجودهن فى الأحداث وميادين الثورة... وتعود مصر إلى الوراء مليون عام.. ظنًّا أن الحاكم وعشيرته سيبركون على أنفاسنا مليون عام... هيهات هيهات... ولا حتى فى أعتى فيلم هندى.. فلا المصريون عبيد.. ولا أنتم أسيادا...! فلا تأمروا بمعروفكم.. فمعروفكم نعرفه جيدا.. ومُنكَركم أيضا!