رفعت فياض يكتب: نصيحتي لكل الناجحين في الثانوية العامة.. لا تلتحق بأي كلية استخسارًا للمجموع أو على غير رغبتك    على رأسها البتكوين، انخفاض أسعار العملات المشفرة اليوم الجمعة    الديكتاتور!    أخبار الرياضة اليوم: الأهلي يكتسح البنزرتي التونسي بخماسية.. الزمالك يسقط بهدف أمام وادي دجلة.. أحمد عبد القادر يرفض عرضا أجنبيا جديدا لهذا السبب    فوت ميركاتو: سعود عبد الحميد إلى تولوز الفرنسي    البدري يتصدر.. أهلي طرابلس ينتصر في بداية مرحلة سداسي تتويج الدوري الليبي وخسارة كهربا    "ناصر" يلحق بأبنائه الستة بالمنيا.. وقبر العائلة يُفتح للمرة السابعة في 14 يومًا    فيديو وصور- الجمهور يحاصر أمير كرارة وهنا الزاهد بالعرض الخاص لفيلم "الشاطر" في دبي    وزير الخارجية يفتتح مصنع «سيلتال» المصري لإنتاج الأجهزة الكهربائية في السنغال    محافظ قنا يزور أديرة نقادة استعدادًا لانطلاق مهرجان الحرف التراثية    خارجية فلسطين تثمن دور مصر الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى    «الخطيب هو إللي عمل كدة».. نقاش حاد على الهواء بين إكرامي وأحمد سليمان    التحالف الوطني: جاهزون لاستئناف قوافل دعم الأشقاء في غزة فور عودة حركة المعابر لطبيعتها    زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من التمويل لمواصلة الحرب ضد روسيا    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء.. والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    يسرى جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة وإثبات حقها فى التصرف ببيتها    وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية يتابع جهود الفرق الطبية باحتفالات العيد القومي    علاقة التوتر بارتفاع ضغط الدم وتأثيره على صحة القلب    لدمج ذوي الهمم في سوق العمل| فرص جديدة بمنشآت القطاع الخاص في الإسكندرية    أحمد سعد ل علياء بسيوني: «كل سنة وانتي فاكهة حياتي» | شاهد    الشيوخ اختبار الأحزاب    «الجوز» ومرض السكري.. وجبة مثالية بفوائد عديدة    حدث في 8ساعات| دخول 161 شاحنة مساعدات لقطاع غزة.. وموعد انكسار الموجة شديدة الحرارة    بالأسماء.. إصابة 8 عمال زراعيين في انقلاب سيارة على صحراوي البحيرة    عالم أزهري: خمس فرص ثمينة لا تعوض ونصائح للشباب لبناء المستقبل    ترامب: لم نركز على اتفاقية تجارية مع كندا    ضبط مواد غذائية غير صالحة وسجائر مجهولة ودقيق مهرب بالإسكندرية    برلماني: الدولة المصرية تُدرك التحديات التي تواجهها وتتعامل معها بحكمة    رددها الآن.. أفضل أدعية لاستقبال شهر صفر 1447 هجريًا    ترامب: أُفضل الدولار القوي رغم فوائد انخفاضه لقطاع التصنيع    أنوشكا: تخوفت من فارق السن مع كريم فهمي في «وتقابل حبيب» (فيديو)    «ابتدينا» لعمرو دياب يواصل اكتساح منصات الموسيقى العربية    أسعار حديد التسليح مساء اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    «كونغرس العربية والصناعات الإبداعية» يعقد فعالياته في أبوظبي    مهرجان البحرين السينمائي يكشف عن هويته الجديدة ويستعد لدورة خامسة تحت شعار قصص عظيمة    معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية يواصل جهودة لدعم التصنيع الغذائي في مصر    جيسوس يوجه رسالة إلى جماهير النصر    الجيش اللبناني يُشارك في إخماد حرائق بقبرص    نيابة باب شرقي تطلب تحريات اتهام شخص بهتك عرض طفل في الإسكندرية    ثلاثي وادي دجلة إلى نصف نهائي بطولة العالم لناشئي الاسكواش    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي مسؤولي 4 شركات يابانية لاستعراض مشروعاتها وخططها الاستثمارية بالسوق المصري    برنامج تأهيلي مكثف لنجم الهلال السعودي    محافظ الجيزة يوجه بضبط «الاسكوتر الكهربائي للأطفال» من الشوارع    عامل يقتل زوجته ويدفنها خلف المنزل تحت طبقة أسمنتية بالبحيرة    نائب وزير الخارجية الإيراني: أجرينا نقاشا جادا وصريحا ومفصلا مع "الترويكا الأوروبية"    باستقبال حافل من الأهالي: علماء الأوقاف يفتتحون مسجدين بالفيوم    «100 يوم صحة» تقدّم 14.5 مليون خدمة طبية مجانية خلال 9 أيام    أسعار الأرز في الأسواق اليوم الجمعة 25-7-2025    شرطة النقل تضبط 1411 قضية متنوعة في 24 ساعة    الحكومية والأهلية والخاصة.. قائمة الجامعات والمعاهد المعتمدة في مصر    بعض الليالي تترك أثرا.. إليسا تعلق على حفلها في موسم جدة 2025    واشنطن تدعو إلى وقف فوري للاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا    إزالة 196 حالة تعدٍ على أراضي أملاك الدولة بأسوان خلال 20 يومًا - صور    متحف الفن المعاصر بجامعة حلوان يستعد لاستقبال الزوار    نجم الزمالك السابق يوجه رسالة خاصة ل عبد الله السعيد    شديد الحرارة والعظمى 44.. حالة الطقس في السعودية اليوم الجمعة    لا ترضى بسهولة وتجد دائمًا ما يزعجها.. 3 أبراج كثيرة الشكوى    فلكيا.. مولد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر و3 أيام إجازة رسمية للموظفين (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وطن علي‮ ‬حافة الهاوية

دعوات العصيان المدني‮ ‬تنتشر والرئيس‮ '‬لا‮ ‬يسمع‮ .. ‬لا‮ ‬يري‮ .. ‬لا‮ ‬يتدخل‮'!!‬
المصريون انتظروا الحرية فجاءهم نظام أكثر استبدادًا
فشل المستعمر الإنجليزي‮ ‬في‮ ‬إحداث الفرقة بين المصريين وفعلها الرئيس
هناك مخطط لإسقاط الشرطة بالصدام مع الشارع والهدف قيام‮ '‬شرطة الميليشيات‮'!!‬ المعركة ضد الجيش‮ '‬ممنهجة‮'‬،‮ ‬والخطر لايزال قائمًا
كأن الرئيس ليس معنيًا بشيء‮..‬
العصان المدني‮ ‬يتصاعد،‮ ‬ينتقل من بقعة إلي‮ ‬أخري،‮ ‬قطع للطرق،‮ ‬تعطيل للمصالح والمصانع والشركات والمؤسسات الاستراتيجية،‮ ‬وسائل المواصلات والاتصالات تكاد تتوقف في‮ ‬العديد من هذه المناطق،‮ ‬حياة الناس في‮ ‬خطر،‮ ‬ولا أحد‮ ‬يسأل‮.. ‬ما هي‮ ‬الحكاية بالضبط؟‮!‬
ثلاث مدن استراتيجية هامة،‮ ‬معرضة للخطر والعزلة،‮ ‬الناس ثائرة،‮ ‬تعلن عن رفضها لما‮ ‬يجري،‮ ‬تتحدي‮ ‬الرئيس ومؤسسات الدولة،‮ ‬العصيان المدني‮ ‬دخل‮ ‬يومه الثامن في‮ ‬بورسعيد،‮ ‬ولا أحد‮ ‬يجرؤ علي‮ ‬مناقشة الأمر،‮ ‬أو القيام بزيارة إلي‮ ‬هناك،‮ ‬والجلوس مع الناس،‮ ‬ومعرفة ماذا‮ ‬يريدون؟‮!‬
في‮ ‬زمن‮ ‬يصبح فيه الكرسي‮ ‬هو العنوان،‮ ‬لا تسألني‮ ‬عن ردود الفعل،‮ ‬عن الإحساس بالآخر،‮ ‬عن الوطن والحدود،‮ ‬عن الجغرافيا والتاريخ،‮ ‬عن شعب انتظر طويلاً،‮ ‬وعندما ثار راح‮ ‬يتساءل في‮ ‬حسرة،‮ ‬ولماذا كانت الثورة،‮ ‬إذا كان هذا هو الحال؟‮!!‬
منذ أن جاء الرئيس مرسي‮ ‬إلي‮ ‬سدة الحكم،‮ ‬راح‮ ‬يعاملنا بلغة التخويف والإرهاب،‮ ‬العند والاستبداد،‮ ‬الانتقام وتصفية الحسابات،‮ ‬كأن بينه وبيننا ثأرًا دفينًا،‮ ‬كثيرون هللوا له،‮ ‬وقفوا إلي‮ ‬جانبه،‮ ‬لكنهم الآن‮ ‬يطلون من شاشة التلفاز،‮ ‬أو‮ ‬يقفون عند نواصي‮ ‬الطرق،‮ ‬ويحتشدون في‮ ‬المظاهرات،‮ ‬ويبدون الندم علي‮ ‬وقفتهم،‮ ‬ويقولون‮ ‬ياليت التاريخ عاد بنا‮!!‬
هنا أمام دار القضاء العالي،‮ ‬وفي‮ ‬الميادين،‮ ‬يقف شباب الثورة،‮ ‬يطلقون الهتافات مجددًا،‮ '‬الجيش والشعب إيد‮ ‬واحدة‮' ‬ينادون الجيش لانقاذ الوطن،‮ ‬إنها لحظات ندم،‮ ‬علي‮ ‬هتافات نادت بسقوط‮ '‬حكم العسكر‮'‬،‮ ‬البعض وجهوا الإهانات إلي‮ ‬جيشنا العظيم وقادته،‮ ‬تحمل الجميع الإهانة في‮ ‬صمت،‮ ‬رفضوا الرد،‮ ‬دماء المصريين‮ ‬غالية عندهم،‮ '‬لن نتورط‮' ‬قالها المشير طنطاوي‮ ‬والفريق سامي‮ ‬عنان أكثر من مرة،‮ ‬لكننا حتمًا سنمضي،‮ ‬سنعود إلي‮ ‬الثكنات وجرح الكرامة‮ ‬يؤلمنا،‮ ‬سنمضي‮ ‬إلي‮ ‬نهاية الطريق،‮ ‬لنجري‮ ‬الانتخابات،‮ ‬ثم نسلم السلطة إلي‮ ‬من سيختاره الشعب‮.‬
ثمانية أشهر فقط مضت علي‮ ‬حكم الرئيس مرسي،‮ ‬إنها شهور ثقيلة،‮ ‬تميزت بحدة الصراع والاستقطاب،‮ ‬لقد نجح الرئي‮' ‬فيما فشل فيه المستعمر الانجليزي،‮ ‬عندما أطلق مبدأ‮ '‬فرق تسد‮'‬،‮ ‬حدث الانقسام بعد هذا الإعلان الدستوري‮ '‬اللعين،‮ ‬أصبحت مصر منقسمة،‮ ‬ضاعت لغة الحوار،‮ ‬واشتعل العنف بين الناس،‮ ‬أصبحنا ندمر مؤسساتنا بأيدينا،‮ ‬نؤذي‮ ‬أنفسنا بأيدينا،‮ ‬التاريخ سيكتب أن الإخوان دفعوا الناس إلي‮ ‬هذا السبيل،‮ ‬جعلوهم‮ ‬يكفرون بكل شيء،‮ ‬لا أمل لديهم في‮ ‬الاصلاح،‮ ‬ولا أمل لديهم في‮ ‬الحاضر أو المستقبل‮.‬
لقمة العيش اختطفت من بين أيديهم،‮ ‬فجأة أطلت عليهم وجوه،‮ ‬تمسك بالاقتصاد،‮ ‬تصبح هي‮ ‬صاحبة القرار،‮ ‬لا تسألني‮ ‬عن وزراء في‮ ‬ظل وجود خيرت الشاطر وحسن مالك وغيرهما،‮ ‬إنهم مفاتيح الاقتصاد الحقيقية،‮ ‬أصحاب الحل والعقد،‮ ‬يتعاملون مع الوطن كأنه سوبر ماركت،‮ ‬أو محل بقالة،‮ ‬أو عزبة من حقهم وحدهم أن‮ ‬يقرروا آليات العمل في‮ ‬ساحته‮.‬
بالأمس،‮ ‬كنا نعيب علي‮ ‬أحمد عز،‮ ‬نتهمه بأقذع الاتهامات،‮ ‬فما هو الجديد الآن،‮ ‬أحمد عز‮ ‬يطل علينا بوجهه من جديد،‮ ‬زواج السلطة بالثروة،‮ ‬الاحتكار،‮ ‬التحكم‮.‬
ياوليك إذا طالتك سهام الغضب،‮ ‬لا تسألني‮ ‬كيف سيجري‮ ‬الانتقام منك،‮ ‬وبأي‮ ‬وسيلة،‮ ‬فجأة قد تجد نفسك طرفًا في‮ ‬قضية،‮ ‬أي‮ ‬قضية،‮ ‬تخلق لك القضايا،‮ ‬أصبحنا في‮ ‬زمن التلفيق الكبير،‮ ‬بعد فترة‮ ‬يمكن أن تحفظ القضية أو‮ ‬يجري‮ ‬التفاهم معك،‮ ‬أو إذا قبلت بالخنوع والركوع‮.. ‬أما إذا لم تقبل فمصيرك السجن والتشرد‮.‬
لا تسألني‮ ‬عن القانون،‮ ‬ولا عن الأدلة،‮ ‬كل شيء جاهز‮ ‬ياباشا،‮ ‬لدينا جيوش منظمة تعمل من خلف ستار،‮ ‬ثم تدفعك إلي‮ ‬المقصلة،‮ ‬ودافع عن نفسك‮ ‬ياحدق‮!!‬
إنها دولة الخوف،‮ ‬حيث تغيب الضمائر،‮ ‬حيث التشهير،‮ ‬والإطاحة بكل الثوابت،‮ ‬كنا نعيب زمن مبارك،‮ ‬في‮ ‬الشارع‮ ‬يقول الناس،‮ ‬سيكتب التاريخ لمحمد مرسي،‮ ‬إنه دفع الناس إلي‮ ‬المقارنة بين زمنين،‮ ‬زمن ما قبل الثورة وبعدها‮.‬
يقول الناس كان الفساد موجودًا في‮ ‬زمن مبارك،‮ ‬لكننا كنا نجد لقمة العيش،‮ ‬كان الاستبداد هو العنوان،‮ ‬لكن مبارك ونظامه لم‮ ‬يكن‮ ‬يجرؤ علي‮ ‬الإطاحة بالدستور والقانون والاعتداء علي‮ ‬القضاء كما حدث في‮ ‬زمن مرسي‮.‬
كنا نشكو من وقائع تعذيب كانت تجري‮ ‬في‮ ‬أقسام الشرطة،‮ ‬لكننا الآن في‮ ‬زمن‮ '‬السلخانات‮' ‬والقتل والخطف والخوف والرعب والبلطجة وقطع الطريق‮.‬
كنا نختلف مع الحزب الوطني‮ ‬ورجاله،‮ ‬لكن الانقسام في‮ ‬زمن مبارك وحدة الاستقطاب،‮ ‬لم تصل أبدًا إلي‮ ‬ما وصلت إليه في‮ ‬زمن مرسي،‮ ‬زمن ثوار‮ .. ‬أحرار‮ .. ‬حنكمل المشوار‮!!‬
عشنا كذبة كبيرة،‮ ‬ومازلنا نعيش‮..‬
قلة هي‮ ‬التي‮ ‬حذرت من هذا السيناريو،‮ ‬لكن البعض تعمد الإساءة إلينا،‮ ‬قالوا أنتم تروجون للجيش ومجلسه الأعلي‮ ‬ليبقي،‮ ‬وجهوا إلينا الاتهامات،‮ ‬وقالوا أنتم تساندون أحمد شفيق وعمر سليمان وكل الفلول‮.‬
صمتنا تحملنا الألم،‮ ‬تطاول علينا السفهاء من اللجان الإلكترونية المشبوهة،‮ ‬لم نخف،لم نتردد ولم نتراجع،‮ ‬بقينا نمسك بالجمر،‮ ‬ندافع عن الوطن،‮ ‬نقرأ الحاضر والمستقبل بالعقل وليس بالعاطفة،‮ ‬وكنا علي‮ ‬ثقة أن الناس ستعرف الحقيقة في‮ ‬يوم ما‮.‬
‮‬
بالقرب من دار القضاء العالي،‮ ‬يحتشد المئات من شباب الثورة،‮ ‬يطالبون بإقالة النائب العام،‮ ‬يهتفون بعودة الجيش لانقاذ البلاد‮ .. ‬بالأمس القريب كان البعض‮ ‬ينادي‮ ‬بسقوط المجلس العسكري،‮ ‬يطالبونه بتسليم السلطة فورًا،‮ ‬فماذا جري،‮ ‬وماذا حدث‮ .. ‬لقد‮ ‬غادر الجيش الساحة إلي‮ ‬ثكناته منذ أشهر قليلة‮.‬
كان البعض‮ ‬يأمل في‮ '‬الإخوان‮' ‬خيرًا،‮ ‬قالوا إنهم‮ ‬يحفظون القرآن،‮ ‬ويعرفون الواجبات والحقوق،‮ ‬لن‮ ‬يكرروا سيناريو الظم أبدًا،‮ ‬لكنهم فوجئوا بأن من وصلوا إلي‮ ‬السلطة في‮ ‬غفلة من الزمن،‮ ‬أشد بأسًا واستبدادًا من نظام أسقطناه وحاكمنا رئيسه ورموزه،‮ ‬وكشفنا أمرهم،‮ ‬فماذا عنكم أنتم؟‮!‬
أعود إلي‮ ‬المشهد من جديد،‮ ‬أقرأ الأحداث من بدايتها،‮ ‬أسأل عن الدور الأمريكي،‮ ‬عن خطة كونداليزا رايس الفوضي‮ ‬الخلاقة،‮ ‬عن ضغوط الأمريكان علي‮ ‬مبارك وسكوتهم علي‮ ‬مرسي،‮ ‬عن اتفاقهم مع جماعة الإخوان والشروط الخفية والمعلنة،‮ ‬عن مؤامرة إحداث الانقسام وصولاً‮ ‬إلي‮ ‬التقسيم‮.‬
كثيرون ترددوا في‮ ‬كشف المخطط،‮ ‬ووضعوا الحقائق علي‮ ‬الطريق الصحيح،‮ ‬كثيرون قالوا‮ '‬فلنؤثر السلامة‮' ‬قبل أن تطالنا‮ ‬يد العقاب والتشهير،‮ ‬كثيرون انقلبوا علي‮ ‬مواقفهم وراحوا‮ ‬يعملون خدمًا لدي‮ ‬الجماعة ورئيسها ومرشدها،‮ ‬كأنهم جميعًا قرروا أن‮ ‬يستسلموا،‮ ‬ثم رويدًا رويدًا عاد بعضهم مجددًا إلي‮ ‬الطريق الصحيح،‮ ‬راح‮ ‬يعلن التوبة،‮ ‬والندم أمام الجميع‮.‬
منذ أيام بدأت الحرب ضد الجيش مجددًا،‮ ‬شائعات،‮ ‬إدعاءات،‮ ‬أكاذيب،‮ ‬الهدف هو التمهيد لقرار قد‮ ‬يصدر في‮ ‬أي‮ ‬وقت لخلخلة المؤسسة العسكرية ومعاقبة رجلها القوي،‮ ‬الذي‮ ‬أعلن منذ اليوم الأول أنه مع الشعب،‮ ‬ولن‮ ‬يسمح أبدًا بسقوط الدولة في‮ ‬قبضة المتربصين بها‮.‬
لقد جاء موقف الجيش قويًا ومحذرًا،‮ ‬لن نكرر سيناريو المشير وسامي‮ ‬عنان،‮ ‬لن نسمح باختراق الجيش وأخونته،‮ ‬كانت كلمات رئيس الأركان الفريق صدقي‮ ‬صبحي‮ ‬الأشد قوة،‮ ‬إذا احتاجنا الشعب سيجدنا بعد‮ '‬ثانية واحدة‮' ‬إلي‮ ‬جواره،‮ ‬كلمة لا تخلو من معني،‮ ‬تأكيد علي‮ ‬وطنية الجيش المصري،‮ ‬وانحيازه للشرعية‮.. ‬وقادته وأركانه‮.‬
سعد الناس كثيرًا بموقف الجيش،‮ ‬ربما كانت هي‮ ‬المرة الأولي‮ ‬التي‮ ‬يشعرون فيها بالأمان،‮ ‬وأن هناك من‮ ‬يرقب الموقف جيدًا،‮ ‬يمنح الأمل للناس،‮ ‬ويعطيهم الثقة،‮ ‬في‮ ‬الذات ويؤكد لهم أن الجيش لن‮ ‬يترك الساحة للميليشيات وللبلطجة السائدة لحساب الجماعة وامتداداتها وليس لحساب الوطن ومصلحة الناس‮.‬،
أدرك الناس الآن،‮ ‬أن الجيش،‮ ‬كان أكثر حرصًا علي‮ ‬الديمقراطية والحرية من هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن النظام السابق واستبداده،‮ ‬وعن إنجازهم التاريخي‮ ‬باسقاط الحكم العسكري‮.‬
عرف الناس أن‮ '‬العقيدة الوطنية‮' ‬لجيش مصر العظيم ستظل نهجًا ودستورًا تتوارثه الأجيال،‮ ‬وان جيش مصر لن‮ ‬يكون أبدًا أداة في‮ ‬يد أي‮ ‬نظام أو فصيل سياسي،‮ ‬بل هو امتداد لهذا الشعب العظيم،‮ ‬يحمي‮ ‬البلاد ويحافظ علي‮ ‬مصالحها وأمنها القومي،‮ ‬إنه الحارس الأمين علي‮ ‬مستقبل هذا الوطن،‮ ‬قطعًا الحرب لم تنته،‮ ‬والاشادات والاستقبالات والكلمات التي‮ ‬انطلقت تثني‮ ‬علي‮ ‬الجيش،‮ ‬وتتذكر بعد خمسة عشر‮ ‬يومًا أنه قام بتأمين إجراءات عقد القمة الإسلامية علي‮ ‬خير وجه،‮ ‬فيجب توجيه الشكر إليه،‮ ‬كل ذلك لا‮ ‬يعني‮ ‬أن الأمور عادت إلي‮ ‬مسارها الطبيعي،‮ ‬حالة التربص تبقي‮ ‬هي‮ ‬العنوان،‮ ‬إنهم لا‮ ‬يريدون رجلا‮ ‬يرفع رأسه في‮ ‬هذا البلد،‮ ‬كلهم لابد أن‮ ‬يكونوا‮ '‬طيعين‮' ‬ينتظرون التعليمات،‮ ‬يلتزمون بمبدأ السمع والطاعة،‮ ‬مهمتهم خدمة الحاكم،‮ ‬وليس الشعب،‮ ‬تنفيذ الأوامر وليس المشاركة في‮ ‬صنع القرار،‮ ‬إنه زمن العبودية‮ ‬يعود من جديد‮.‬
بالأمس أطلق أحد المراصد القريبة من الجماعة‮ '‬أكذوبة جديدة‮' ‬قال‮ '‬إن الرئيس أدب الفريق السيسي‮ ‬وعنفه‮' ‬أي‮ ‬لغة تلك وأية وقاحة،‮ ‬وأي‮ ‬خروج عن أبجديات الأدب والأخلاق‮ .. ‬عادوا لينكروا ويدعوا أن موقعهم قد اخترق،‮ ‬أصبحنا أمام مهزلة،‮ ‬كان طبيعيًا التصدي‮ ‬لها وتفنيد الهدف من ورائها‮.‬
لم تكتف الجماعة بأخونة مفاصل الدولة،‮ ‬لم‮ ‬يكتفوا بزرع أهل الثقة علي‮ ‬حساب أهل الكفاءة،‮ ‬تعاملوا مع مصر كعزبة ورثوها عن الآباء والأجداد،‮ ‬وجاء الدور علي‮ ‬الجيش بعد الشرطة والقضاء،‮ ‬إنهم‮ ‬يريدون اختراق القوة الصلبة حتي‮ ‬يستطيعوا إخضاع الجميع،‮ ‬ونسوا أن جيش مصر عصي‮ ‬علي‮ ‬السقوط في‮ ‬أيديهم أو أيدي‮ ‬غيرهم‮.‬
أكاد أقول جازمًا إنهم لن‮ ‬يصمتوا،‮ ‬سينتظرون اللحظة المناسبة،‮ ‬وسينقضون بلا رحمة،‮ ‬لكنهم في‮ ‬هذه اللحظة حتمًا سيدفعون الثمن،‮ ‬والثمن سيكون قاسيًا‮.‬
يا أيها الشعب المصري‮ ‬العظيم‮..‬
تماسكوا،‮ ‬التفوا حول الرجال المخلصين،‮ ‬الجيش ليس لقمة سائغة،‮ ‬لكنه في‮ ‬حاجة إلي‮ ‬أن‮ ‬يسمع صوتكم،‮ ‬لا تنجروا إلي‮ ‬مخطط الصدام مع الشرطة،‮ ‬لا تنسوا أن هؤلاء أهلنا،‮ ‬يقدمون الأرواح لأجلنا،‮ ‬البعض‮ ‬يريد الانتقام منهم،‮ ‬يدفعونهم إلي‮ ‬الصدام،‮ ‬ليحققوا الهدف،‮ ‬يثأرون منهم،‮ ‬ويشغلوننا بهم،‮ ‬ويكملون هم حصتهم في‮ ‬بناء كتائب الميليشيات تحت اسم‮ '‬الشرطة الشعبية‮'.‬
كفوا عن الخلافات،‮ ‬توقفوا عن تصنيف الناس،‮ ‬هؤلاء فلول،‮ ‬وهؤلاء ثوار،‮ ‬الخطر‮ ‬يداهمنا جميعًا،‮ ‬الوطن في‮ ‬أزمة،‮ ‬والمخطط الأمريكي‮ ‬للتقسيم‮ ‬يجري‮ ‬تنفيذه بأياد مصرية،‮ ‬فلا تتركوا المؤامرة تمر وتمضي،‮ ‬الجميع سوف‮ ‬يدفع الثمن بلا جدال‮.‬
أنسوا أنفسكم،‮ ‬ومصالحكم،‮ ‬ومرجعياتكم الفكرية والسياسية قليلاً،‮ ‬تذكروا أن هناك وطنًا دون الموت والتشرد والخراب،‮ ‬وطنًا‮ ‬يمد أياديه إليكم لانقاذه من قدر محتوم‮!!‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.