محافظ الوادي الجديد يتابع جاهزية لجان انتخابات مجلس النواب    صوتك أمانة    «المشاط» تتلقى تقريرًا حول تطور العلاقات المصرية الألمانية    العلاقات العربية: خلافات عابرة ومصير واحد!    مكتب نتنياهو: تم التعرف على جثة هدار جولدن وإبلاغ عائلته    محمد الشناوي يتوج بجائزة أفضل حارس في كأس السوبر    تموين القاهرة: التحفظ على كميات كبيرة من الدقيق المدعم وتحرير 339 مخالفة    غدًا.. انطلاق 10 ورش عمل ضمن أيام القاهرة لصناعة السينما في نسختها السابعة    قراءة صورة    زينة تقدم واجب العزاء لوالد محمد رمضان بمسجد الشرطة    «ما تجاملش حد على حساب مصر».. تصريحات ياسر جلال عن «إنزال صاعقة جزائريين في ميدان التحرير» تثير جدلًا    هل يجب على الزوجة أن تخبر زوجها بمالها أو زكاتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    محافظ الغربية في جولة مفاجئة بمستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    التصريح بدفن جثمان معلم أزهري لقي مصرعه أثناء أداء صلاته بقنا    تأجيل محاكمة 78 متهمًا في خلية "التجمع الأول" إلى 28 ديسمبر    عمرو سعد وعصام السقا يقدمان واجب العزاء في والد محمد رمضان    غدًا.. وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فى لقاء خاص على القاهرة الإخبارية    قتل وهو ساجد.. التصريح بدفن جثة معلم أزهرى قتله شخص داخل مسجد بقنا    وزير السياحة يشارك في فعاليات الدورة 26 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة بالسعودية    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    زيلينسكي يفرض عقوبات ضد مسئولين روس بينهم رئيس صندوق الإستثمار المباشر    حفاظا على صحتك، تجنب الإفراط في تناول الخبز والسكريات ومنتجات الألبان    رئيس الوزراء يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لمشروع مدينة «رأس الحكمة»    افتتاح قمة الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية وسط قلق بسبب التحركات العسكرية الأمريكية    حزب السادات: مشهد المصريين بالخارج في الانتخابات ملحمة وطنية تؤكد وحدة الصف    استعدادات أمنية مكثفة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025    رسميًا.. بدء إجراء المقابلات الشخصية للمتقدمين للعمل بمساجد النذور ل«أوقاف الإسكندرية»    بيحبوا يثيروا الجدل.. 4 أبراج جريئة بطبعها    توقيع مذكرة تفاهم لدمج مستشفى «شفاء الأورمان» بالأقصر ضمن منظومة المستشفيات الجامعية    أخبار السعودية اليوم.. إعدام مواطنين لانضمامهما إلى جماعة إرهابية    الخزانة الأمريكية ترفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب    الشروط الجديدة لحذف غير المستحقين من بطاقات التموين 2025 وتحديث البيانات    راحة 4 أيام للاعبي الاتحاد السعودي بعد خسارة ديربي جدة    قومي المرأة يدعو سيدات مصر للمشاركة بقوة في انتخابات النواب    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    محافظ بني سويف ورئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة يفتتحان فرع المجلس بديوان عام المحافظة    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    استلام 790 شجرة تمهيداً لزراعتها بمختلف مراكز ومدن الشرقية    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    شُعبة الدواجن تطالب أصحاب المزارع والفلاحين بأهمية التأمين والتحصين    وجبات خفيفة صحية، تمنح الشبع بدون زيادة الوزن    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والاحتلال يواصل الاعتقالات في الضفة الغربية    قافلة «زاد العزة» ال 68 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    تشكيل الزمالك المتوقع ضد الأهلي في نهائي السوبر المصري    طولان: محمد عبد الله في قائمة منتخب مصر الأولية لكأس العرب    «لعبت 3 مباريات».. شوبير يوجه رسالة لناصر ماهر بعد استبعاده من منتخب مصر    نهائي السوبر وقمة الدوري الإنجليزي.. تعرف على أهم مباريات اليوم    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حدث في‮ ‬زمن الإخوان
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 04 - 02 - 2013


المكان‮: ‬أمام قصر الاتحادية
الموعد‮: ‬مساء الجمعة‮ ‬1‮ ‬فبراير
أجلس أمام التلفاز،‮ ‬أتابع ما‮ ‬يجري،‮ ‬من تظاهرات واشتباكات حول القصر الرئاسي،‮ ‬لقد زحف المتظاهرون إلي‮ ‬هناك،‮ ‬بعد أن انطلقوا من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر‮.‬ كان كل شيء‮ ‬يمضي‮ ‬طبيعيًا،‮ ‬وفجأة،‮ ‬اقترب المتظاهرون من بوابة القصر الرئيسية،‮ ‬بعض المندسين قذفوا الجنود بالأحجار،‮ ‬انهمرت مياه الخراطيم علي‮ ‬رؤوس الجميع،‮ ‬هرج ومرج،‮ ‬قنابل مسيلة للدموع،‮ ‬تعم المكان،‮ ‬تختلط بزجاجات مولوتوف،‮ ‬لا نعرف من أين جاءت،‮ ‬ولا من هؤلاء الذين‮ ‬يقذفونها‮.‬
ظل المشهد مستمرًا لبعض الوقت،‮ ‬وفجأة نقلت كاميرات التلفاز علي‮ ‬الهواء مباشرة وقائع مشهد خطير،‮ ‬يذكرك بأحداث سجن‮ '‬أبو‮ ‬غريب‮' ‬في‮ ‬العراق،‮ ‬لا أكاد أصدق عيني‮: ‬عدد من جنود الأمن المركزي‮ ‬يسحلون مواطنًا مصريًا،‮ ‬يبلغ‮ ‬من العمر نحو خمسين عامًا،‮ ‬جردوه من ملابسه،‮ ‬كاملة،‮ ‬أراه كيوم ولدته أمه،‮ ‬أكاد لا أصدق،‮ ‬صدمة عاتية في‮ ‬البيوت،‮ ‬الهواتف لا تكاد تتوقف عن الرنين،‮ ‬هل تتابعون الفضيحة؟ هذه جريمة،‮ ‬هذا عار،‮ ‬الرئيس هو المسئول،‮ ‬الوزير‮ ‬يجب أن‮ ‬يستقيل،‮ ‬كل‮ ‬يدلي‮ ‬برأيه،‮ ‬القهر‮ ‬يجتاح النفوس،‮ ‬العقول تجمدت،‮ ‬والآهات تصل إلي‮ ‬عنان السماء‮.‬
بعد قليل‮ ‬يخرج إلينا المتحدث باسم وزارة الداخلية،‮ ‬عبر إحدي‮ ‬الفضائيات،‮ ‬يعترف بالخطأ،‮ ‬يدين الحادث،‮ ‬يؤكد أنه تصرف فردي،‮ ‬يقول إن هناك وقيعة،‮ ‬وإن الشرطة تحملت الكثير،‮ ‬إنه‮ ‬ينتقي‮ ‬كلماته جيدًا،‮ ‬رغم حالة الارتباك،‮ ‬يتعهد بإجراء تحقيق فوري‮ ‬حول الحادث‮.‬
‮‬
‮'‬الڤيديو الفضيحة‮'‬،‮ ‬ينتقل من قناة إلي‮ ‬أخري،‮ ‬مواقع التواصل الاجتماعي‮ ‬لا تريد أن تتوقف،‮ ‬لقد سجل أعلي‮ ‬المشاهدات،‮ ‬من‮ ‬يستطيع النوم في‮ ‬هذه الليلة؟‮! .. ‬من‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يصمت أمام هذا الحدث الجلل والخطير؟‮!‬
أصوات تشجب،‮ ‬تدين،‮ ‬تطالب بالمحاسبة،‮ ‬فقط جماعة الإخوان وتابعوهم،‮ ‬يتعاملون مع الحدث بأعصاب هادئة،‮ ‬لقد وضعوها في‮ ‬ثلاجة،‮ ‬كأن شيئًا لم‮ ‬يحدث‮.‬
أحد هؤلاء‮ ‬ينصحنا لا تتركوا المشهد،‮ ‬وتمسكوا فقط في‮ ‬هذا المشهد العبثي،‮ ‬لولا الحياء،‮ ‬لقالوا إن جبهة الانقاذ هي‮ ‬التي‮ ‬فبركت الصورة واصطنعتها،‮ ‬لم‮ ‬يطل الانتظار،‮ ‬لقد قالوا إنه بلطجي،‮ ‬قبضوا عليه وهو‮ ‬يقذف الجنود بالمولوتوف،‮ ‬وبعضهم راح‮ ‬يقول إن رئيس حزب الوفد منحه ثلاثة آلاف جنيه للقيام بهذا المشهد،‮ ‬وإن قناة الحياة شاركت في‮ ‬السيناريو،‮ ‬فقامت بالبث علي‮ ‬الهواء مباشرة،‮ ‬بهدف الإساءة إلي‮ ‬النظام وإلي‮ ‬الداخلية وإلي‮ ‬الرئيس‮.‬
مؤسسة الرئاسة،‮ ‬وبعد اتصالات وتحري‮ ‬الأمر،‮ ‬أصدرت بيانًا ألقاه د‮.‬ياسر علي‮ ‬المتحدث الرسمي‮ ‬قال فيه‮ '‬إنه في‮ ‬إطار متابعة رئاسة الجمهورية لمجريات الأحداث المؤسفة التي‮ ‬وقعت أمام قصر الاتحادية،‮ ‬فقد آلم مؤسسة الرئاسة ذلك المقطع الصادم الذي‮ ‬يصور تعامل بعض أفراد الشرطة مع أحد المتظاهرين بشكل لا‮ ‬يتفق مع الكرامة الإنسانية أو حقوق الإنسان‮'.‬
قال‮ '‬إن مؤسسة الرئاسة تشيد ببيان وزارة الداخلية،‮ ‬حول الڤيديو الذي‮ ‬بثته وسائل الإعلام،‮ ‬والذي‮ ‬تضمن تأكيد الوزارة أن ما حدث هو تصرف فردي‮ ‬ولا‮ ‬يعبر بأي‮ ‬حال من الأحوال عن عقيدة الشرطة،‮ ‬وأنه سيكون محل تحقيق،‮ ‬مؤكدًا عدم التستر علي‮ ‬أي‮ ‬خطأ أو تجاوز‮!!'.‬
‮‬
ال'سي‮.‬إن.إن‮' ‬بثت بعد فترة وجيزة تقريرًا خطيرًا،‮ ‬حذرت في‮ ‬بدايته الأطفال من مشاهدة مقطع الفيديو،‮ ‬اهتزت مشاعر الكثيرين،‮ ‬تصريحات أمريكية باهتة،‮ ‬رغم هول الحدث،‮ ‬إنه التحالف الاستراتيجي‮ ‬بين الجماعة والأمريكان،‮ ‬تحالف أكبر من شعارات أمريكا ومنظومة قيمها التي‮ ‬تتباهي‮ ‬بها،‮ ‬وتريد فرضها علي‮ ‬العالم بأسره‮.‬
‮‬
لم‮ ‬ينم المصريون في‮ ‬هذا اليوم،‮ ‬شعرنا جميعًا بالمهانة،‮ ‬لقد هتكوا‮ '‬عرض‮' ‬90‮ ‬مليون مصري،‮ ‬جردونا من ملابسنا،‮ ‬في‮ ‬هذه اللحظة تحديدًا،‮ ‬أدركنا أن الثورة كانت حلمًا،‮ ‬لكن الواقع شيء آخر،‮ ‬إنه ذات النظام‮ ‬،‮ ‬لكن مخالبه أشرس،‮ ‬وضميره‮ ‬غائب كليًا،‮ ‬أتراه تصرف فردي‮ ‬حقًا؟‮!!‬
كان الهدف منذ فترة من الوقت،‮ ‬تحطيم الشرطة،‮ ‬إسقاطها،‮ ‬إحداث الوقيعة بينها وبين الشعب،‮ ‬إنهم لا‮ ‬يريدون أن تقوم لها قائمة،‮ ‬المجال‮ ‬يجب أن‮ ‬يفتح للتطهير وإعادة الهيكلة،‮ ‬والتطهير لا‮ ‬يعني‮ ‬إبعاد شخص أو مجموعة،‮ ‬بل تفكيك الوزارة والاتيان بعناصر لا تملك سوي‮ ‬الطاعة،‮ ‬اضرب‮ ‬يضرب،‮ ‬اقتل‮ ‬يقتل‮!!‬
وفي‮ ‬خضم الحديث عن الميليشيات والحرس الثوري‮ ‬الذي‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون بديلاً،‮ ‬عليك أن تفتح عقلك جيدًا،‮ ‬وتتأمل ما وراء الأحداث،‮ ‬لماذا جري‮ ‬ما جري،‮ ‬هل هي‮ ‬صدفة،‮ ‬أم هو سيناريو لإخافة المصريين،‮ ‬والتمثيل بأحدهم ليكون عظة وعبرة،‮ ‬أم هي‮ ‬عودة لزيادة الاحتقان بين الشرطة والشعب،‮ ‬ليجد كل منهم نفسه في‮ ‬مواجهة الآخر ليطول الزمن وتستمر الكراسي‮ ‬بمن‮ ‬يجلسون عليها؟
لقد جردوا‮ '‬صابر الهلالي‮' ‬ابن سوهاج والصعيد من ملابسه في‮ ‬الظلام بعد أن أمسكوا به،‮ ‬كانوا ستة أفراد‮ ‬يرتدون ملابس الشرطة،‮ ‬هل كانوا رجال شرطة عاديين،‮ ‬أم جري‮ ‬اختيارهم جيدًا؟‮ ‬بعد أن جردوه من ملابسه كاملة،‮ ‬دفعوا به إلي‮ ‬ساحة المسرح،‮ ‬كانوا‮ ‬يعرفون أن الكاميرات التليفزيونية تنقل علي‮ ‬الهواء،‮ ‬لم‮ ‬يكترثوا،‮ ‬تشعر بأن المشهد متعمد،‮ ‬وأن الرأي‮ ‬العام‮ ‬يجب أن‮ ‬يري،‮ ‬كيف تحكم مصر في‮ ‬زمن الإخوان؟‮!‬
لا تندهشوا،‮ ‬لا تستغربوا،‮ ‬لقد حدث ذلك في‮ ‬الخامس من ديسمبر عندما زحفت الميليشيات إلي‮ ‬الاتحادية لتأديب المعتصمين في‮ ‬الخيام،‮ ‬والذين بقوا بعد مظاهرة حاشدة ضمت ما‮ ‬يقرب من المليون حول القصر في‮ ‬الرابع من ديسمبر،‮ ‬ترفض الإعلان الدستوري‮ ‬الاستبدادي‮ ‬الذي‮ ‬أصدره الرئيس في‮ ‬الثاني‮ ‬والعشرين من نوفمبر‮ ‬2012.‬
جاءت الميليشيات،‮ ‬أحرقت خيام المعتصمين،‮ ‬هاجموهم،‮ ‬اعتدوا عليهم،‮ ‬عذبوهم بجوار المسجد وداخل أسوار القصر،‮ ‬شهدنا دبلوماسيًا مصريًا سابقًا ومسئولاً‮ ‬رفيعًا في‮ ‬القصر الرئاسي‮ ‬يشرف علي‮ ‬حفل التعذيب،‮ ‬وشهدنا شبابًا،‮ ‬ذكورًا وإناثًا،‮ ‬يسحقون وتمارس عليهم كل أصناف التعذيب‮.‬
لقد نقلت الكاميرات المشهد كاملاً،‮ ‬رأينا بأم أعيننا،‮ ‬رئيس الدولة‮ ‬يتهم هؤلاء‮ '‬المعذبين‮' ‬بأنهم اعترفوا بأن هناك من مولهم وحرضهم وأن جهات التحقيق سوف تخضع الممولين والمحرضين،‮ ‬خلال الساعات القادمة،‮ ‬بل قال إن بعضهم‮ ‬يخضع للتحقيق الآن‮!!‬
ساعات قليلة واتضحت الحقيقة كاملة،‮ ‬لقد كشف المستشار مصطفي‮ ‬خاطر المحامي‮ ‬العام لنيابات شرق الحقيقة برمتها،‮ ‬أكد أن كل ما ورد علي‮ ‬لسان الرئيس لم‮ ‬يكن صحيحًا،‮ ‬وأن أحدًا من هؤلاء لم‮ ‬يعترف بشيء،‮ ‬وأن تحريات الأمن أكدت براءتهم،‮ ‬وأنه تلقي‮ ‬أوامر من النائب العام المستشار طلعت إبراهيم بحبسهم،‮ ‬وأن ضميره‮ ‬يأبي‮ ‬ذلك‮.‬
لم نسمع الرئاسة تعتذر،‮ ‬لم نر وجه الرئيس ليفسر لنا معني‮ ‬اتهامه،‮ ‬لم‮ ‬يقل لنا أحد ماذا سيفعلون مع هؤلاء الذين مارسوا التعذيب والقهر علي‮ ‬الأبرياء أمام شاشات التلفاز‮ ‬ولم‮ ‬يحقق أحد في‮ ‬مذكرة المستشار مصطفي‮ ‬خاطر‮.. ‬كانت الفضيحة بجلاجل‮ .. ‬ولكن لا حياء‮!!‬
‮‬
في‮ ‬اليوم التالي،‮ ‬كانت المفاجأة‮ .. ‬بعد أن رأينا المشهد علي‮ ‬الهواء،‮ ‬وتابعنا مسيرة الركل والضرب وهتك العرض،‮ ‬بعد أن دققنا النظر في مشهد السحل ذهابا وإيابا،‮ ‬انهالت علينا تصريحات تذهب بالعقل،‮ ‬تصيبك بالصدمة،‮ ‬تجعلك تصرخ في ميدان عام بكل صوتك‮ '‬ياولاد ال‮..'!‬
صابر الهلالي،‮ ‬مواطن بسيط،‮ ‬عامل محارة،‮ ‬لديه زوجة وثلاثة من الأبناء،‮ ‬يسكن في‮ ‬غرفة فقيرة بالمطرية،‮ ‬يختلط فيها المطبخ بدورة المياه‮ ‬الجماعية،‮ ‬منذ أحداث الثورة في‮ ‬2011‮ ‬وهو‮ ‬يعاني،‮ ‬لا عمل،‮ ‬لا مال،‮ ‬لا أمل،‮ ‬لا مستقبل‮.. ‬وفقا لرؤية ابنته وأقاربه،‮ ‬كان‮ ‬يخرج دوما في المظاهرات،‮ ‬يتنفس فيها،‮ ‬يهتف بحثا عن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية،‮ ‬شارك في الثورة منذ بدايتها الأولي،‮ ‬لكنه أدرك أن شيئا لم‮ ‬يتغير،‮ ‬بل ازدادت الأوضاع سوءاً‮ ‬منذ تولي الإخوان مهام الحكم في البلاد‮.‬
في هذا اليوم،‮ ‬ذهب للمشاركة،‮ ‬اصطحب معه زوجته وابنتيه،‮ ‬وفجأة اختطف من بينهن،‮ ‬بعد أن أصيب بطلقة خرطوش في احدي قدميه وسقط مغشيًا عليه‮.. ‬هربت البنتان،‮ ‬وعادت زوجته لتبحث عنه وسط أجواء الدخان والنار،‮ ‬اصطحبوها،‮ ‬ثم حدث بعد ذلك ما حدث،‮ ‬جاءوا للرجل بملابس ارتداها،‮ ‬ثم مضوا به إلي مستشفي الشرطة،‮ ‬لا تسألني ماذا حدث،‮ ‬لكن ابنته‮ '‬راندا‮' ‬روت علي الهواء الحدث مباشرة مع الإعلامي عمرو أديب‮..‬
صابر الهلالي‮ ‬يطل علينا من التليفزيون‮ ‬يتحدث‮ '‬المتظاهرون جردوني من ملابسي،‮ ‬اعتدوا عليّ،‮ ‬ورجال البوليس انقذوني،‮ ‬وطبطبوا عليّ،‮ ‬وكل ما نقله التليفزيون كاذب‮'‬
الزوجة تتصل بقناة‮ '‬أون.تي‮.‬ڤي‮'‬،‮ ‬تؤكد كلام زوجها،‮ ‬نفس الكلمات،‮ ‬نفس الرواية،‮ ‬قناة تليفزيونية أخري هي قناة‮ '‬إم‮. ‬بي‮. ‬سي‮' ‬تحاول إجراء اتصال بالزوجة،‮ ‬يبحثون عن هاتفها،‮ ‬يحصلون علي الرقم من ال'أون.تي‮ ‬ڤي‮'‬،‮ ‬وعندما‮ ‬يتصل أحد معدي القناة بتليفون الزوجة،‮ ‬يفاجأ أنه هو نفسه تليفون ضابط بالعلاقات العامة بوزارة الداخلية والمسجل لديه،‮ ‬تحكي الاعلامية القديرة مني الشاذلي الواقعة،‮ ‬الدموع تكاد تنهمر من عينيها،‮ ‬تقولها بلغة حاسمة‮ '‬إنه القهر‮'.‬
أنكر المسحول كل شيء،‮ ‬قال عن جلاديه‮ '‬إنهم انقذوه،‮ ‬اتهم رفاقه في المظاهرة بأنهم‮ '‬فعلوها‮' ‬كان كلامه متناقضاً،‮ ‬ركيكا،‮ ‬إنها رواية لا تصدق،‮ ‬هذا رجل قال‮ ‬غثاء،‮ ‬لم‮ ‬يصدقه أحد‮..'.‬
هل وجد وزير الداخلية ضالته؟ هل هو سعيد بهذه الحبكة؟ ليس مهما أن‮ ‬يصدقها الرأي العام،‮ ‬دعونا نلق بالكرة في الملعب،‮ ‬كم من الروايات مثلت ومرت،‮ ‬نحن في زمن مختلف،‮ ‬كل شيء فيه مباح ومستباح‮..‬
قال وزير الداخلية‮ '‬إن التحريات أثبتت أن المواطن حمادة صابر الهلالي تصادف وجوده بمكان الاشتباكات التي كانت تجري بين قوات الشرطة ومثيري الشغب،‮ ‬وإنه عند حدوث حالة كر وفر بين المتظاهرين ورجال الأمن المركزي المتواجدين أمام القصر،‮ ‬حدث تدافع بينه وبين مثيري الشغب الذين جردوه من ملابسه العلوية،‮ ‬ثم أصيب بطلقات خرطوش،‮ ‬وسقط علي إثرها أرضا،‮ ‬وإنه أثناء محاولة رجال الأمن المركزي مساعدته علي الوقوف حدثت حالة من الذعر حسبما تمت مشاهدته بالڤيديو‮'.. ‬إنه فيلم عربي‮ ‬ركيك أليس كذلك؟ تعالوا نكمل‮!!‬
قال الوزير بكل حسم‮.. ‬ستتم معاقبة جنود الأمن المركزي علي طريقة سحب المواطن من أمام المدرعه وليس سحله أو تعذيبه،‮ ‬ثم قال والسعادة تعلو وجهه‮ '‬إنه سوف‮ ‬يستضيف المواطن بمكتبه عقب تماثله للشفاء‮'.‬
ابتسم صابر الهلالي،‮ ‬وهو‮ ‬يستمع إلي تصريحات السيد الوزير،‮ ‬إنه‮ ‬ينتظر هذه اللحظة منذ زمن طويل،‮ ‬لقد وعدوه بفرصة عمل،‮ ‬ألم‮ ‬يرسلوا له بالأمس مساعد الوزير لشئون حقوق الانسان،‮ ‬الذي كان شاهداً‮ ‬علي وقائع ما جري بليل،‮ ‬وفي الصباح كان سعيدا هو الآخر بهذا الانجاز العظيم،‮ ‬لقد اعترف المسحول بالحقيقة،‮ ‬كذب كل العيون التي شاهدت،‮ ‬بل كذب الوزارة والرئاسة وأيضا رئيس الحكومة،‮ ‬وقال للجميع كلاما مختلفا‮ '‬التليفزيون كذاب‮ ‬ياجماعة،‮ ‬وأنا الحمدلله آخر حلاوة،‮ ‬ولاينقصني‮ ‬سوي توجيه الشكر للسيد الوزير‮'.‬
اهتزت مشاعر ابنته الصغيرة‮ '‬راندا‮' ‬التي كانت قد شهدت الحادث،‮ ‬إنها تعرف من الذي خطف والدها وجرده من ملابسه،‮ ‬ثم قام بسحله،‮ ‬استضافها عمرو أديب علي الهواء،‮ ‬أجري مواجهة هاتفية بينها وبين والدها،‮ ‬أبوها هددها بأنه سيولع فيها إن لم تقل الحقيقة،‮ ‬و'راندا‮' ‬قالت لأبيها‮ '‬حرام عليك‮ ‬يابابا،‮ ‬قول أنت الحقيقة،‮ ‬أنا كنت معاك وشفت كل حاجة‮'‬،‮ ‬قالت إن أمها اتصلت بها وطلبت منها ألا تتحدث مع الصحافة أو التليفزيون،‮ ‬قالت لها‮ '‬لقد هددونا بتلفيق قضية مولوتوف وسلاح لأبيك‮'‬،‮ ‬كانت‮ '‬راندا‮' ‬الأكثر صدقا في حديثها‮.‬
ردد نفس الكلام أقاربه،‮ ‬قال شقيقه مصعب الهلالي‮ '‬إن شقيقه حمادة فوجئ أثناء الاشتباكات بالقبض عليه علي‮ ‬يد قوات الأمن وأنه بمجرد سقوطه علي الأرض تعامل معه جنود الأمن المركزي كغنيمة،‮ ‬حيث أحاط به قرابة‮ ‬25‮ ‬ضابطا وجنديا وتعدوا عليه بالضرب المبرح وجردوه من ملابسه وسحلوه علي الأرض عدة مرات‮'.‬
لقد صدم مصعب من اعترافات شقيقه التي قال إنها جاءت بفعل التهديد وقال مناجيا الرئيس مرسي‮ '‬يامرسي احنا من سوهاج أكثر محافظة أعطتك أصوات‮.. ‬شكرا‮'!!‬
كانت أقوال صابر الهلالي في النيابة مثيرة للجدل،‮ ‬لقد صدم الجميع،‮ ‬في أقواله،‮ ‬رئيس نيابة مصر الجديدة،‮ ‬يطلب التحريات وسماع الشهود،‮ ‬إنه أيضا لا‮ ‬يريد أن‮ ‬يكذب عينيه،‮ ‬يريد تفسيرا مقنعا،‮ ‬يريد أن‮ ‬يعرف الحقيقة وعما إذا‮ ‬كان المسحول قد تعرض لضغوط أجبرته علي أن‮ ‬يقول كلاما مختلفا‮.‬
ثمة سؤال‮ ‬يطرح نفسه‮: ‬ماذا حدث لصابر الهلالي؟ لماذا فرط في‮ ‬حقه؟ لماذا داس علي‮ ‬ضميره،‮ ‬لماذا كذب،‮ ‬فجاءت ابنته لتكذبه وتتحداه،‮ ‬وتصرخ بكل جرأة‮ '‬أنت خايف من إيه‮ ‬يابا'؟‮!‬
‮‬
صابر نزح من الصعيد،‮ ‬عمل في‮ ‬كار‮ '‬المحارة‮'‬،‮ ‬مسكين هذا الرجل،‮ ‬انتظر كثيرًا،‮ ‬ظن أن لحظة السعد قد تأتي‮ ‬إليه،‮ ‬لكنه رأي‮ ‬الثورة تمضي‮ ‬نحو المجهول،‮ ‬وكان عليه أن‮ ‬يدفع هو وأمثاله الثمن‮ ‬غاليًا‮.‬
تراجع دخله،‮ ‬لم‮ ‬يجد فرصة عمل ثابتة،‮ ‬يوم‮ ‬يشتغل وشهر‮ ‬يبقي‮ ‬في‮ ‬الانتظار،‮ ‬دمه احترق من هول ما‮ ‬يري،‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬يعنيه سوي‮ ‬لقمة العيش والإحساس بالأمان لقد افتقد ذلك،‮ ‬خرج مجددًا بعد أن رأي‮ ‬الوطن أمام عينيه‮ ‬يتعرض للانهيار‮ .. ‬مع أول تهديد بتلفيق قضية،‮ ‬أدرك الرجل أن أولاده سيذهبون،‮ ‬سيضيعون وسط الزحام،‮ ‬فرط في‮ ‬كرامته،‮ ‬وقرر أن‮ ‬يخضع أمام هول التهديد،‮ ‬ثم أيضًا الوعد بوظيفة محترمة في‮ ‬وزارة الداخلية‮!!‬
آه‮ ‬يا بلد‮!!‬
يبدو أن هناك من أشار علي‮ ‬الوزير،‮ ‬قدم الروشتة الفاسدة،‮ ‬اقتنع بها السيد الوزير،‮ ‬ظن أنه قادر علي‮ ‬أن‮ ‬يضحك علي‮ ‬عقول الناس،‮ ‬وأن‮ ‬يلقي‮ ‬بالكرة بعيد‮ ‬ًا،‮ ‬خسر وخسرت الوزارة،‮ ‬أصبح الناس علي‮ ‬يقين بأن التلفيق والقهر عاد مجددًا وبأبشع صوره‮.‬
إنه المخطط‮..‬
كيف نستطيع إحداث الانهيار،‮ ‬التطهير،‮ ‬إعادة الهيكلة،‮ ‬ليس لصالح الجهاز،‮ ‬وإنما لصالح الميليشيات التي‮ ‬تريد أن تسيطر وأن تتصدر لتصفي‮ ‬الحسابات بالقانون،‮ ‬ولتحمي‮ ‬أبدية السلطة،‮ ‬وديمومة الكرسي‮.‬
دعكم من التفسيرات السطحية‮..‬
تأملوا المشهد منذ بدايته‮: ‬استباحة للقضاء،‮ ‬للدستور،‮ ‬للقانون،‮ ‬جر شكل مع الجيش،‮ ‬تصفية حسابات،‮ ‬عزل،‮ ‬دستور‮ ‬يفصل وينتقم،‮ ‬حنث بالقسم،‮ ‬عزل لوزير الداخلية أحمد جمال لمجرد أنه التزم بالقانون ورفض توريط الشرطة وإعادة المسلسل من جديد‮.‬
الوزير الجديد وقع في‮ ‬الفخ،‮ ‬دفعوه دفعًا إلي‮ ‬الصدام،‮ ‬الدماء تسيل في‮ ‬كل مكان،‮ ‬من كلا الجانبين،‮ ‬الطرف الثالث عاد‮ ‬يظهر من جديد،‮ ‬يقتل من خلف ستار،‮ ‬هاهو السيناريو بدأ‮ ‬ينجح‮ .. ‬إنها فرصتنا لتصفية الشرطة والقضاء عليها،‮ ‬ادفعوهم نحو مزيد من الأخطاء،‮ ‬لدينا ميليشياتنا التي‮ ‬تستطيع تحمل المسئولية‮.‬
ألم‮ ‬يكشف النقاب عن مخطط لإلغاء كلية الشرطة والأكاديمية؟ ألم‮ ‬يكن هناك سعي‮ ‬لتغيير شروط القبول،‮ ‬حتي‮ ‬يفتح الباب أمام أبنائنا،‮ ‬ليدخلوها ويسيطروا علي‮ ‬عمودها الفقري،‮ ‬لتصبح شرطة‮ '‬تيار‮' ‬وليس شرطة دولة؟‮!‬
اسألكم،‮ ‬من هؤلاء الذين اندسوا،‮ ‬من هؤلاء الذين‮ ‬يصعدون ويحتكون،‮ ‬من هؤلاء الذين أشعلوا الحرائق،‮ ‬وجعلونا نقف وجهًا لوجه،‮ ‬ليستمر الصراع والفوضي‮ ‬التي‮ ‬تؤدي‮ ‬إلي‮ ‬نتائج المستفيد الوحيد منها هم هؤلاء الذين أدخلونا في‮ ‬الفوضي‮ ‬منذ البداية؟
راجعوا الملفات،‮ ‬والأوراق المتناثرة،‮ ‬عليكم أن تبحثوا عن الحقيقة،‮ ‬هناك طرف لا‮ ‬يريد لهذا الوطن استقرارًا،‮ ‬ولو أراد لعالج الأزمات بطريقة مختلفة،‮ ‬ولاستمع إلي‮ ‬صوت الشعب،‮ ‬والتزم بالقانون والدستور‮.‬
يريدون السيطرة والهيمنة،‮ ‬يتبنون شعار‮ '‬فرق تسد‮'‬،‮ ‬الوطن لا‮ ‬يعنيهم،‮ ‬لكن الوطن‮ ‬يعنينا،‮ ‬إنه بيتنا الوحيد،‮ ‬ترابنا المقدس،‮ ‬نيلنا العظيم،‮ ‬شعبنا الكادح،‮ ‬أهلنا في‮ ‬بحري‮ ‬والصعيد‮.‬
أما أنت‮ ‬ياصابر،‮ ‬ياهلالي،‮ ‬يا ابن سوهاج والصعيد‮ .. ‬اسمع كلام ابنتك‮ ‬الصغيرة‮ '‬رندا‮'‬،‮ ‬لا تخف،‮ ‬لقد نزعنا الخوف من القلوب،‮ ‬تحمل،‮ ‬أنت محمي‮ ‬بالناس،‮ ‬لا تضيع حقك وحق المجتمع،‮ ‬راجع نفسك،‮ ‬نحن نعرف الحقيقة كاملة،‮ ‬لن نصدق ما تقول ولو أقسمت علي‮ ‬المصحف الشريف‮ .. ‬هل تعرف لماذا؟ لأن الحدث كان علي‮ ‬الهواء،‮ ‬دون مونتاج ودون افتعال‮.‬
رأيناك تسحل وعرضك‮ ‬ينتهك،‮ ‬كتمنا أنفاسنا،‮ ‬اختنقنا،‮ ‬لم ننم لأجلك،‮ ‬وسواء خذلتنا أو لم تخذلنا،‮ ‬فالحقيقة باتت ظاهرة للعيان‮.‬
أعرف أنك مقهور،‮ ‬لكن الوطن كله‮ ‬يتعرض للقهر،‮ ‬أعرف أنك تبحث عن الآمان،‮ ‬لكن مصر كلها الآن تعيش فوضي‮ ‬متعمدة،‮ ‬أعرف أنك تبحث عن وظيفة تستر بها بيتك وأسرتك،‮ ‬لكن مصر كلها تتعرض للجوع الذي‮ ‬بدأ‮ ‬يزحف إلي‮ ‬كل البيوت‮.‬
ياصابر،‮ ‬ياهلالي‮..‬
اصبر،‮ ‬اصرخ بالحقيقة،‮ ‬ولا تخف،‮ ‬فغدًا سيأتي‮ ‬النصر وستعود إلينا مصر من جديد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.