لن أناشد الرئيس، لن أطلب منه التدخل، لحماية الوطن والشعب، فالرئيس طرف، والرئيس أعطي الضوء الأخضر، والرئسي شريك في كل ما يحدث .. وإلا قولوا لي أين هو موقفه، ولماذا يلتزم الصمت، ولا يحرك ساكنًا؟! وجعلهم فوق القانون، وأطلق يدهم لاستباحة البلاد طولاً وعرضًا. كان الشعب المصري مستعدًاعندما تولي محمد مرسي حكم مصر، ظن بعض المتفائلين أن البلاد سوف تمضي نحو الاستقرار، وأن الرئيس سيفتح صفحة جديدة للمصالحة مع خصومه السياسيين، وسينزع من قلب جماعته حقدًا يتنامي تجاه الشعب والمجتمع، غير أنه ومنذ اليوم الأول أظهر انتماءه للجماعة علي حساب الوطن، خاطبهم ونسي أنه يمثل تسعين مليونًا من المصريين، كانوا هم جماعته، فمنحهم السلطة أن يقبل برئيس 'إخواني' وأن يتفاعل معه وأن يمضي خلفه من أجل نهوض الوطن وعودة الأمن والاستقرار، ولكن الرئيس منذ البداية كشر عن أنيابه وتحدي القضاء وأحكامه وراح يحرض ويتوعد ويقبض بيد من حديد علي الوطن ويمسك بكافة السلطات في يديه، وهو ما لم يحدث حتي في زمن 'قراقوش'!! من كانوا مع الرئيس، ومن روجوا له، وقفوا ضده وتخلوا عن تأييده، الشارع المصري أصبح يشعر بالقلق والخوف، الاستثمار هرب سريعًا، والبورصة تدهورت، وأحوال العباد من سيء إلي أسوأ .. كافة الوعود التي أطلقها تخلي عنها بكل سهولة، أمر يدعوك للصدمة والدهشة، رئيس يعد ويقسم ثم ينقلب من النقيض إلي النقيض، قراراته عشوائية، غير مدروسة، حوله جوقة من الكذابين، والمنافقين، لا هم لهم إلا توريطه ودفعه إلي إصدار قرارات من شأنها إشاعة الفوضي في البلاد وفتح الطريق أمام حرب أهلية لن تبقي ولن تذر. خلف ما يجري يقف رجل اسمه خيرت الشاطر، يحرك كل ما يجري بخيوط من خلف ستار، يدفع ميليشيات الإخوان للصدام، ويحرك عناصر أخري للقيام بمهام محددة، من التهديد بالقتل، وحصار المحكمة الدستورية، وحصار مدينة الإنتاج الإعلامي، وإشاعة الخوف في المجتمع. وعندما يصل الأمر بميليشيات 'أبو إسماعيل' لتسب الناس في الشارع وتحاصر الأحزاب ومقرات الصحف وتعتدي بالضرب وإشعال النيران وتهدد المواطنين في الشوارع، فهنا من حقنا أن نقول إنه لولا دعم الرئيس ولولا تعليمات خيرت الشاطر وتواطؤ الأجهزة المعنية ما استطاع هؤلاء أن يفعلوا في مصر ما فعلوا، وأن يطلقوا عناصرهم لوأد ما تبقي من سلطة الدولة. إنني أسأل وزير الداخلية، كيف له أن يصمت علي ما جري، وإذا كان قد صمت علي حرق المقرات والاعتداء علي الصحف والأبرياء من البشر، فكيف له أن يصمت علي الإهانات والضرب والجلد الذي مورس مع رجال الشرطة؟! ياسيادة الوزير أنت مسئول عن أمن المصريين جميعا، أعرف أنهم يهددونك ويبتزونك، ويريدون دفعك للصدام، ولكن أنت هنا تحمي أمن مصر وحياة أبناء الشعب المصري، التاريخ لن يرحمك، إذا سعيت إلي رضاء الحاكم ونسيت المحكومين، هذا ليس عهدنا بك، وإذا لم تكن قادراً علي القيام برسالتك أعلن استقالتك واخرج أمام الرأي العام واكشف حقائق ما يجري. لقد نشرت صحيفة 'الوطن' معلومات عن لقاء جري بينك وبين خيرت الشاطر، راح يقدم خلاله الإملاءات والشروط، ولم تكذب ما نشر، فأصبح هناك اعتقاد لدي الناس بأن وزارة الداخلية أصبحت في قبضة'الإخوان' وتخلت عن رسالتها في حماية أمن كل المصريين، وهذا أمر يحتاج منك إلي رد عاجل وسريع.. أما جيشنا العظيم، الذي أصدر بيانًا حذر فيه من خطورة الأوضاع في البلاد، وقال إنه لن يقف صامتا أمام أي تهديد للأمن القومي، فأنا أسأل قادته، ما رأيكم فيما يجري؟ وهو يري الوطن يدخل إلي آتون الحرب الأهلية بفعل عمليات البلطجة التي يمارسها الإخوان وأذنابهم؟ لقد قدر لكم الشعب وقفتكم في الدفاع عن الثورة، دافعنا عنكم ورفضنا كل محاولات التطاول عليكم، ولكن أن يبقي الجيش صامتًا أمام ما يجري، وأن يتم إحباط دعوته لحوار القوي الوطنية بتعليمات إخوانية، فهذا يدعونا إلي الدهشة والاستغراب. لا تتركونا فريسة لهؤلاء الذين اعتدوا علي الدستور والقانون، دم المصريين في رقابكم جميعاً فأنتم درعنا وأنتم ملاذنا الأخير علي أرض هذا الوطن.. لقد وعدتم بألا تتركوا فصيلا يتغلب علي الآخرين، وقلتم لن تسمحوا بانهيار مؤسسات الدولة، وأنكم تنحازون إلي شعب مصر وأرضها، وأنا أقول لكم الآن إن الوطن في خطر، فماذا أنتم فاعلون؟! لم يعد لنا أحد نلجأ إليه، فالرئيس أثبت أنه رئيس لجماعته فقط، والرئيس اغتصب سلطة التشريع واعتدي علي القضاء وحنث بالقسم، ولم يعد يعنيه سوي دعم الأمريكان والقطريين والأتراك، أما نحن، فقد انطلقت الميليشيات لتؤدبنا وتصفينا وتحاصر مؤسساتنا حفاظًا علي نظام الحكم وحكم الجماعة حتي ولو كان الثمن خراب الوطن وسيادة الفوضي. لقد قرر الرئيس إجراء الاستفتاء علي الدستور علي غير رغبة الجماعة الوطنية، ولم يحرك ضميره ساكنًا أمام الوعد الذي قطعه علي نفسه علانية، بأنه لن يوافق إلا علي دستور توافقي، وهكذا جاءت نتائج الاستفتاء لتفضح حقيقة المخطط، ولتكشف حجم التزوير الذي جري في ظل تجاوزات خطيرة تذكرنا بانتخابات مجلس الشعب في نهاية عصر مبارك. ندرك أن الأمريكان لديهم أجندة، ونعرف أنهم متواطئون، ولكننا لسنا في حاجة إليهم، نرفض الاستقواء بهم أو بغيرهم، فنحن هنا قادرون علي المواجهة وعلي حماية الوطن وثوابته حتي لو كلفنا ذلك حياتنا. أدرك أنني قد 'أُقتل' في أي وقت، وأعرف أن هناك كثيرين علي قوائم الاغتيال، لأن هؤلاء لا يعرفون سوي لغة الدم، ولكن الشعب لن يصمت ولن يترك الآثمين الذين يخططون ويحرضون، أسماؤهم معروفة، ولن يتهاون الشعب في حقوقه أبدًا. قد تغريكم القوة والميليشيات، وقد تسكركم لحظة الغرور والنشوة، وقد تظنون أنكم أخضعتم الدولة بالتهديد وبالوعيد، ولكن ثقوا أن هذا الشعب الذي رأيتموه يزحف بالملايين إلي صناديق الانتخابات كشف مخططاتكم وأدرك كذب شعاراتكم وعرف حقيقتكم، ولن يظل صامتا أو يقبل بالخنوع والاستسلام. مصر أكبر منكم جميعاً، مصر سحقت المغول والتتار، ذاب فيها الآخرون وكانت عصية علي الذوبان، مصر الحضارة، مصر الشعب العظيم الذي لا يعرف الفرقة، مصر التسامح، مصر السلام، لن تسقط أبداً في براثنكم. تستطيعون قتل من تشاءون، فأنتم في حماية سلطة منحازة إليكم، ولكن ثقوا أن الدماء لن تجر إلا مزيد من الدماء وأنه في ظل غياب العدل والقانون، ستفتح أبواب جهنم في مواجهة الجميع وبلا استثناء. إن الأيام القادمة حاسمة في تاريخ هذا البلد، والتهديدات التي توجه إلينا وإلي صحيفة 'الأسبوع' هي جزء من تهديدات طالت كل المعارضين، بل كل مؤسسات الدولة، ولكن فليثق الجميع أننا لن نتخلي أبداً عن مواقفنا وثوابتنا. إنني أدعو الشعب المصري العظيم، بكافة فئاته وأطيافه دونما استثناء، بأن يتوحد علي قلب رجل واحد لمواجهة زحف التتار الجدد وإلزامهم بقواعد اللعبة، فمصر ليست عزبة لهم أو لغيرهم.. علينا أن نتوحد وأن نحشد دفاعنا عن مصر العظيمة التي أهانوها وأهدروا كرامتها في شهور قليلة تولوا فيها حكم البلاد فكانوا أشد قسوة عليها من 'المحتل الاجنبي'، لكن أبناءها الشرفاء الذين تصدوا للظلم في عهود سابقة، قادرون علي حمايتها من السقوط.. يا أيها المصريون.. يا شعبنا العظيم.. دقت ساعة النضال والكفاح، توحدوا، دافعوا، تصدوا، واجهوا كل من يحاول المساس بهذا الوطن.. معركتنا.. هي معركة من أجل الحاضر والمستقبل، لقد أرادوها بحورًا من الدماء لكننا سوف نزرع زهور الحرية مهما بلغت التضحيات. لن نسمح أبداً لمن يريدون تنفيذ مخطط كوندليزا رايس 'الفوضي الخلاقة' والتي يعقبها تقسيم للوطن إلي كانتونات طائفية وعرقية يمضون في طريقهم وغايتهم. سنتصدي بكل ما نملك، سنكشف المخططات، والمؤامرات، ستتحول أقلامنا إلي دانات مدافع تدك حصون الباطل، لن نتهاون في الحق، ولن نقبل بالخنوع، وسنزلزل عرشكم بكلماتنا، ولن تستطيعوا أبدًا إسكات أصواتنا، لأنها أصوات تدافع عن الحق وعن الوطن، عن الحاضر وعن المستقبل، عن الثوابت وعن العقيدة