قديماً قالوا " هناك اًناس سمعوا أن الوطن غالى .. فباااعوه " ... لعن الله الراشى والمرتشى وكل من يسرق اقوات الشعوب وأحلامها ... شكراً رجال الرقابه الإداريه ولكن .. إلى متى ...!! في فصل جديد من مسلسل السقوط فى بحر الرشوة والفساد وفى نهار رمضان الكريم تُلقى الرقابة الإدارية اليوم القبض على 4 من القيادات الكبرى بوزارة التموين بتهمة تلقي رشاوي من بعض شركات توريد السلع الغذائية مقابل إسناد أوامر توريد السلع إليها وتسهيل صرف مستحقاتها بطريقه غير مشروعه ومخالفه للقانون .. مشهد اعتدنا أن نشاهده فى الأشهر الأخيرة وضربات متتالية وناجحة لرجال الرقابة الأدارية يتم الإعلان عنها بكل شفافية لتكشف للجميع أن هناك عواراً خطيراً لابد من الأنتباه له عند اختيار تلك القيادات العليا .. فهل يظل الأعتماد على أهل الثقة ورفاق الماضى هو السائد ام يتم تصحيح البوصلة بعض الشىء لنبحث فى ربوع الوطن عن أهل الكفاءة وأصحاب السمعة الطيبة ليقودوا المسيرة فى أمان وإخلاص نحن والوطن فى أشد الحاجة إليه فى ظروفنا الحالية وفى توجهنا نحو غد أفضل ومستقبل اكثر رخاءاً لأبناء مصر الصابرين ...!!!
وزراء ومحافظين ومستشارين للوزراء ونواب للمحافظين ووكلاء للوزارات ورؤساء أحياء وغيرهم كثيرون تم القبض عليهم من مكاتبهم بعد ثبات تلبسهم بالرشوة والفساد ومخالفة القانون بالصوت والصورة على يد رجال الرقابة الأدارية الشرفاء خلال الفترة السابقة فى ظاهرة إيجابية وسلبية فى نفس الوقت فحين يُصبح الكل على المحك أمام القانون وتحت أعين الأجهزة الرقابية فهذا أمر جيد يُنذر من تُسول له نفسه بالفساد أن يرتدع فلا أحد فوق القانون كبيراً او صغيراً بعد الأن .. ولكن من جهه اخرى تظل مثل تلك السقطات والقضايا التى يُعلن عنها تُشيع روحاً من الأحباط والغضب لدى المواطن البسيط الذى يُصدم كل يوم فى قيادة عليا كانت قبل ساعات من القبض عليها تجلس فى موقعها التنفيذى لتُباشر اعمالها ومسئولياتها تجاه الوطن الى أن يثبت انحرافها وهنا يعلو الصوت دائماً بنفس السؤال .. الى متى نختار هؤلاء وكيف نتغلب على مقولة ميكيافيللى الشهيرة ان السلطة مفسدة ...!!!
فى ظروف استثنائية يعيشها الوطن والمواطن منذ سنوات ومع تطلعات جماهيرية بأن تتحسن الأحوال ولو تدريجياً بفعل اجراءات الأصلاح التى تمت يصبح لزاماً على أولى الأمر ومتخذى القرار ان يُدققوا جيداً وأن يجوبوا ارجاء البلاد بحثاً عن القيادات الصالحه لكل منصب تنفيذى او محلى حتى لا يضيع هذا الجهد الذى بذل فى سنواتنا الأخيره هباء على ايدى بعض المنحرفين سلوكياً لنجد انفسنا فى النهايه بلا اى تقدم حين يُصب حصادُ الصبر الذى انتظرناه طويلاً فى جيوب هؤلاء المرتشون وتُسرق احلام هذا الشعب على ايدى قله من معدومى الضمير بين مُرتشى ومُختلس ومُدلس فى نوع من الارهاب لا يقل عن أرهاب الجماعات السوداء فكلاهما يسعى لأسقاط الوطن وأستنزاف ثرواته ومقدرات شعوبه لنصل دائماً الى حقيقه مؤكده بأن الأهمال درباً من الفساد وأن الفساد نوعاً من الأرهاب ..!!
كثيراً من البحث والأنتقاء الجيد حتى لا نُصدم كل يوم فى مسئول كبير يتم القبض عليه متلبساً برشوه او واقعاً فى فساد او متسبباً في ضياع اموال الدوله وحقوق المواطنين فما زالت الأرض المصريه الطيبه ولاده ومازال المخلصين الشرفاء من ابناء مصر بالملايين ينتظرون فقط ان يتم تقديمهم على اهل الثقه والحظوه ليقدموا للوطن بعضاً من فضله عليهم .. فهل نرى ذلك قريباً ونحن على اعتاب تشكيل وزارى جديد وحركة محافظين وتغييرات فى معظم الأجهزه التنفيذيه والمحليه فى اعقاب اداء الرئيس لليمين الدستوريه وبدء فترة الرئاسه الثانيه ... هل نضع من الأن معايير مختلفه للأختيار تجنبنا وتجنب الوطن الأصطدام بأمثال هؤلاء الذين باعوا الوطن بحفنه من الجنيهات فأستحقوا كل اللعنات ..!!
تحية أحترام وتقدير لرجال الرقابة الأدارية وكل الأجهزة الرقابية والأمنية التى تعاونهم وتكشف المستور دون مواربة أو تستر على فاسد مهما علا شأنه والى مزيداً من تلك الضربات الناجحة إلى أن يأتى اليوم الذى يعلو فيه مقدار أهل الخبرة والكفاءة على أهل الثقه والمال والعلاقات ففى هذا صلاح المجتمع وإستمرار عجلة البناء والتنمية فى الدوران من أجل مستقبل مشرق لأبناء هذا الوطن وأجياله الناشئة .. حفظ الله مصر الوطن من شرور الفاسدين وأرهابهم ... ولعله خير ...!!!