من موروثات الشعب المصرى المحفوره فى وجدان العامه والراسخه عبر التاريخ والعقود ان المسئول فى بلادنا محصن ولا يُسائل ... فهل نحن على اعتاب مرحله جديده يدرك فيها كل تنفيذى مهما علا شأنه انه موظف لدى هذا الشعب وان هناك حقاً من يراقبه ويحاسبه إن اخطأ او انحرف ..!! عشنا طويلاً قانعين بأن صفوة القوم من مسئولين وتنفيذين هم فئه اعلى من كل قانون ولا مجال لمحاسبتهم حتى كانت الطفره التى حدثت بعد ثورتى يناير ويونيو بتقديم رموز نظام مبارك وجماعة الاخوان #المعزولين من مناصبهم الى محاكمات كانت اشبه بالمفاجأه التى اسعدت عامة الشعب لمجرد شعورهم بان وزيراً او محافظاً يحاكم امام القانون الواحد الذى يحاكم به العامه حتى وإن حصلوا فى النهايه على براءات لضعف القانون او لسلامه موقفهم الا ان القاعده قد انكسرت ورأينا رئيس جمهوريه سابق ورئيس وزراء سابق يحاكم ويقبع فى قفص الاتهام امام عدسات الكاميرات ..! الان نحن على اعتاب مرحله تاريخيه جديده ربما تستحق ان نكتب عنها فنحن اليوم نتجاوز مرحلة الحصانه المطلقه للمسئول وهو فى منصبه ونتجاوز ايضا ماتم مؤخراً من محاكمه المسئولين بعد عزلهم ونحاسبهم الان وهم فى مناصبهم وفوق كراسيهم التى اجلسهم عليها الشعب والقانون واليمين الدستورى الذى لم يحترموه . بالأمس القريب يتم القبض على محافظ حالى وهو يتلقى رشوه لتسهيل عمل مخالف للقانون بعد ان اسقطته اجهزة الرقابه الاداريه العظيمه والتى لم يرهبها كونه محافظاً حالياً على درجة وزير الا ان اسُود هذا الجهاز الرقابى المحترم بقيادة الوزير #محمدعرفان لم يترددوا فى متابعة البلاغ المقدم ضد المحافظ ورصد تحركاته واتصالاته ليُسقطوه متلبساً بجريمه يعاقب عليها القانون .. فهل حقاً سقطت القداسه المزعومه للكراسى والمناصب فى بلادنا وهل كان الاعلان السريع عن القبض على محافظ المنوفيه ومن قبله نائب محافظ الاسكندريه ووزير الزراعه وغيرهم من رؤساء احياء ومديرى ادارات وتنفيذين فى كل المصالح والوزارات هى رساله الى الجميع بان لهذا الوطن حقاً درع وسيف جديد اسمه جهاز #الرقابهالاداريه . عقود طويله عشناها تحت وطأه الفساد الادارى والرشاوى التى منحت من لا يستحق حقوقاً من اراضى واموال وامتيازات يستحقها المواطن صاحب الحق الاصيل فى كل ثروات بلاده والان يرفع الغطاء تدريجياً عن مملكة الفساد وبجساره يمارس رجال الرقابه الاداريه دورهم بكل ثقه مدعومين من اعلى قياده سياسيه فى البلاد فلا تستر على فاسد ولا محاباه لمسئول او تنفيذى فى اى مكان مهما علا شأنه او تغولت علاقاته فالكل امام القانون سواسيه لا فرق بين حاكم ومحكوم الا باتقاء الشبهات واخلاص العمل وليعلم كل من تسول له نفسه بسرقة قوت الفقراء بالتدليس او الرشوه بان هذا الزمن قد ولى ففى مصر رجال شرفاء لا يهابون الا ربهم ولا يغمضون عيناً عن اى فاسد منحرف . تحيه واجبه من القلب لرجال الرقابه الاداريه وكل الاجهزه التى تعاونه امنياً ورقابياً وسياسياً والذين نأمل ان يخلصوا الوطن سريعاً من سطوة حصانة الكبار حتى وهم فى مناصبهم وفوق كراسيهم بعد ان زادت سطوة الفساد وخطورته مدركين تمام الأدراك لصعوبة المهمة التى تقوم بها "الرقابة الإدارية" فى ظل فساد طال عصب الدولة منذ زمن طويل وبات يمارس إفساداً ممنهجاً فى مواقع مؤثرة شعبياً وهو ما يستلزم كل الدعم من الدوله ومن ابناء الشعب ايضاً بالابلاغ فوراً عن اى مسئول منحرف دون خوف او رهبه ولتتحرر كل الاجهزه الرقابيه من الاعتبارات السياسية الموهومة والمتوهَّمة خاصة مع تمتعها بثقة القيادة السياسيه فتصبح ضرباتها مؤثرة وموجعه للفاسدين وتتسع دائرة نشاطها بطول البلاد وعرضها لتثبت للجميع بأن الحرب على الفساد ليست وهماً أو لذر الرماد فى العيون بل عزم أكيد على حرب طويله حقا ومجهده ولكنها ستمضى واثقة الخطى لضرب معاقل الفساد اينما كانت ومهما كانت سطوة من خلفها . شكرا لكل تنفيذى مخلص يجتهد فى منصبه فالقاعده هى الخير دائماً ولكن ليحذر من تسول له نفسه بالفساد والإفساد ففى مصر اليوم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه واقسموا ان يُطهروا جنبات الوطن من كل فاسد بغيض .. حفظ الله رجالنا المخلصين وحفظ الله وطننا الغالى من الفساد واهله .